اكتشاف جزيئات خطيرة في مياه القوارير البلاستيكية تشكل تهديدًا على صحة الإنسان
منوعات
اكتشاف جزيئات خطيرة في مياه القوارير البلاستيكية تشكل تهديدًا على صحة الإنسان
10 كانون الثاني 2024 , 09:05 ص

في دراسة حديثة أجرتها جامعة كولومبيا، تم الكشف عن وجود جزيئات خطيرة في مياه القوارير البلاستيكية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة الإنسان. وتحذر هذه الدراسة من خطورة البلاستيك النانوي، حيث تكون جزيئاته صغيرة بما يكفي لاختراق الخلايا البشرية ودخول مجرى الدم وتسبب تلفًا للأعضاء. وتشير النتائج إلى أن الأطفال الذين لم يولدوا بعد قد يتعرضون لهذه الجزيئات عبر المشيمة.

 تعتبر هذه الاكتشافات مثيرة للقلق، حيث لم يتم التعرف على هذه الجزيئات النانوية البلاستيكية من قبل بسبب عدم توفر التكنولوجيا المناسبة للكشف عنها.

تأثير البلاستيك النانوي على الصحة:

تشير الدراسة إلى أن الزجاجة الماء المتوسطة الحجم تحتوي على ما يقرب من 240 ألف جزيء بلاستيك، والتي يعتبر وجودها خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان. وعلى عكس البلاستيك الدقيق الذي يعتبر أكبر بحجمه، يعتبر البلاستيك النانوي أكثر خطورة. فجزيئات البلاستيك النانوي صغيرة بما يكفي لاختراق الخلايا البشرية والدخول إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تلف الأعضاء الداخلية. وتشير الدراسة أيضًا إلى أن هذه الجزيئات يمكنها اختراق المشيمة والتأثير على الجسم الجنيني.

التحليل الجديد والنتائج:

ابتكر الباحثون طريقة تحليل جديدة لكشف وتحليل الجزيئات البلاستيكية في المياه المعبأة. وتوصلت الدراسة إلى أن 25 لترًا من الماء يحتوي على ما بين 110 آلاف إلى 370 ألف جزيء بلاستيك، وتتألف 90% منها من جزيئات بلاستيكية نانوية. ومن المثير للقلق أنه لم يتم الكشف عن نوعية بعض الجزيئات، مما يعني أن المحتوى البلاستيكي في المياه قد يكون أكبر بكثير مما يُعتقد.

تبعات التلوث البلاستيكي:

تشير الإحصائيات إلى أن يتم إنتاج أكثر من 450 مليون طن من البلاستيك في جميع أنحاء العالم سنويًا، وينتهي معظمها في مدافن النفايات. وبمرور الوقت، يتحلل البلاستيك ويتفكك إلى جزيئات صغيرة، بما في ذلك الجزيئات البلاستيكية النانوية. وعلى الرغم من أن التلوث البلاستيكي مشكلة منتشرة على مستوى الكوكب، إلا أن المياه المعبأة تثير قلقًا خاصًا لدى العلماء، نظرًا لاحتمالية دخول هذه الجزيئات إلى جسم الإنسان عن طريق استهلاك المياه الملوثة.

تأثير البلاستيك على البيئة:

إضافة إلى التأثير الصحي المباشر على الإنسان، يسبب التلوث البلاستيكي أيضًا أضرارًا جسيمة للبيئة. يعد التحلل البطيء للبلاستيك أحد المشاكل الرئيسية، حيث يستغرق البلاستيك المائي وقتًا طويلاً قبل أن يتحلل بشكل طبيعي. هذا يؤدي إلى تراكم النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات، مما يؤثر على الحياة البحرية والنظام البيئي بشكل عام. تعتبر الحيوانات البحرية والطيور البحرية الأكثر تضررًا، حيث يمكن أن يتعرضوا للاختناق أو ابتلاع القطع البلاستيكية ويعانوا من إصابات خطيرة أو حتى الموت.

حلول لمواجهة التلوث البلاستيكي:

لحماية صحة الإنسان والبيئة، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات للتصدي للتلوث البلاستيكي. من بين الحلول الممكنة:

1. تشجيع استخدام المواد البديلة والقابلة للتحلل للتخفيف من استخدام البلاستيك.

2. زيادة وعي الجمهور بمشكلة التلوث البلاستيكي وتشجيع التعليم حول التدابير البيئية الصحيحة.

3. تعزيز عمليات إعادة التدوير والتخلص الصحيح من النفايات البلاستيكية.

4. تشريعات بيئية صارمة لتقييد استخدام البلاستيك وتشجيع الابتكار في مجال تطوير مواد بديلة صديقة للبيئة.

5. تعزيز البحث والتطوير في مجال تكنولوجيحلول لمواجهة التلوث البلاستيكي:

لحماية صحة الإنسان والبيئة، هناك حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراءات للتصدي للتلوث البلاستيكي. من بين الحلول الممكنة:

1. تشجيع استخدام المواد البديلة والقابلة للتحلل: يجب تعزيز استخدام المواد البديلة للبلاستيك، مثل الألياف الطبيعية والأقمشة المستدامة والأوعية القابلة للتحلل. يمكن أن تساهم هذه المواد في تقليل الاعتماد على البلاستيك وتقليل التلوث الناجم عنه.

2. زيادة الوعي العام: يجب تعزيز الوعي بمشكلة التلوث البلاستيكي وتوعية الجمهور حول آثاره الضارة على الصحة الإنسانية والبيئة. يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعية وتثقيف في وسائل الإعلام والمدارس، بالإضافة إلى تعزيز التدريب والتثقيف للصناعات والشركات بشأن التدابير البيئية الصحيحة.

3. تعزيز إعادة التدوير والتخلص الصحيح: يجب تعزيز جهود إعادة التدوير للبلاستيك وتشجيع الجمهور على التخلص من النفايات البلاستيكية بشكل صحيح. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير نظام فعال لجمع وفرز النفايات وتوفير مرافق إعادة التدوير المناسبة.

4. تشريعات بيئية صارمة: يجب وضع تشريعات بيئية صارمة لتقييد استخدام البلاستيك وتشجيع الابتكار في مجال تطوير مواد بديلة صديقة للبيئة. يمكن أن تشمل هذه التشريعات فرض رسوم على البلاستيك أو تقديم حوافز للشركات التي تعتمد على مواد بديلة صديقة للبيئة.

5. البحث والتطوير: يجب دعم البحث والتطوير في مجال تكنولوجيا المواد والتكنولوجيا البديلة للبلاستيك. يمكن أن يؤدي التركيز على الابتكار والتطوير في هذه المجالات إلى اكتشاف حلول جديدة وفعالة للتقليل من استخدام البلاستيك وتلويثه.

خلاصة:

تلوث البلاستيك في مياه القوارير البلاستيكية يشكل تهديدًا على صحة الإنسان. تحتوي هذه القوارير على جزيئات بلاستيكية نانوية صغيرة الحجم قادرة ع