تطورت التقنية بشكل مذهل في العقود الأخيرة، وأصبح للذكاء الاصطناعي دور كبير في حياتنا. وفي آخر المستجدات، توصل علماء الجامعة التقنية في الدنمارك إلى ابتكار فريد ومثير للجدل، وهو "حاسبة الموت" التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنبؤ بموعد وفاة الأفراد بدقة مرعبة. هذا الاختراع الذي أثار جدلاً واسعاً، قد يغير تفاصيل حياتنا ويدفعنا لاعتبار أمور جديدة بشأن صحتنا وأسلوب حياتنا.
جمع البيانات وتطوير الخوارزمية:
تولى عالم الحوسبة الدنماركي سوني ليمان وفريقه مهمة تطوير الخوارزمية التي تقف وراء حاسبة الموت. جمعوا بيانات حول ستة ملايين دنماركي، تتضمن العادات السيئة ونمط الحياة والدخل، بهدف تدريب الشبكة العصبية على التنبؤ بموعد وفاة كل فرد. هذه التكنولوجيا المبتكرة تعتمد على مجموعة هائلة من البيانات وتحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي للتوصل إلى نتائج دقيقة.
آراء متضاربة:
تتباين آراء الخبراء حول حاسبة الموت وتأثيرها المحتمل على المجتمع. بينما يرون البعض أن معرفة موعد الوفاة قد يكون مفيدًا للأفراد في اتخاذ قراراتهم الحياتية وتحسين صحتهم، يعتبر آخرون أن هذه التكنولوجيا قد تسبب توترًا نفسيًا وقلقًا غير ضروري. من بين الخبراء الذين يرى أهمية في هذا الاختراع هو العالم الشهير زولتان إستفان، الذي يروج لفكرة أن التنبؤ بموعد الوفاة قد يحفز الأفراد على تحسين نمط حياتهم والعناية بصحتهم بشكل أفضل.
تحذيرات واحتمالات:
مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يثير استخدام حاسبة الموت بعض التساؤلات والمخاوف. فالشبكات العصبية التي تعمل على تنبؤ موعد الوفاة قد تكون غير دبلوماسية وتتسببفي إحداث توتر نفسي للأفراد، ويمكن مقارنة هذه التكنولوجيا بأجهزة الكمبيوتر القديمة التي ليس لديها القدرة على التعاطف أو الرأفة. قد يكون من الأفضل أن نتساءل عما إذا كان ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يتحكم في مصيرنا وموتنا.
الاستنتاج:
حاسبة الموت التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنبؤ بموعد الوفاة قد تكون ابتكارًا مذهلاً ومثيرًا، لكنها تثير أيضًا العديد من التساؤلات والمخاوف. يجب أن نتساءل عن الأثر النفسي والأخلاقي لهذه التكنولوجيا على المجتمع، ونتعامل معها بحذر وتوازن. ربما يكون الأمر أكثر قدرة على تحسين صحتنا وأسلوب حياتنا، لكن ينبغي علينا أيضًا أن نتذكر أن التنبؤ بموعد الوفاة ليس نهاية القصة، فما زالت هناك عوامل كثيرة تؤثر على حياتنا وقد تحمل لنا مفاجآت غير متوقعة.