طبيب سوري يعالج مرضاه بـ
منوعات
طبيب سوري يعالج مرضاه بـ"لسعات النحل"
9 آذار 2024 , 14:48 م

يمد الدكتور عصام عودة يده إلى "قفير" في أحد زوايا عيادته، يلتقط إحدى النحلات، قبل أن يدفعها نحو مريضه، محرضا إياها على إفراغ سمّها في جسده.

هذا الفعل "الشرير" نظريا، بات أملا للكثير من السوريين للشفاء من أمراض مزمنة أقضت مضاجعهم لردح طويل من الزمن، دون قدرة على نيل العلاج.

على باب عيادة الدكتور عودة وسط العاصمة السورية دمشق، يصادف الزائر ملصقا كبيرا سطرت عليه عينة من الأمراض التي يعالجها بـ"سم النحل"، كأمراض المفاصل، والأعصاب، والهرمونات، وغيرها.

لقرون طويلة، استخدم النحل كعلاج طبيعي تقليدي اتبعه الأجداد في الشرق، كما في ثقافات مختلفة حول العالم.

يقول الدكتور عودة الذي يرأس الرابطة السورية لطب وتربية النحل: "خلية النحل تحتوي علي صيدلية متكاملة للعلاج الطبيعي ولمختلف الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي"، ناهيك عن "الحصول على حياة صحية وفق الضوابط المتعلقة باستهلاك منتجات النحل والعسل".

ويؤكد الدكتور عودة أن: "استخدام سم العسل أثبت نجاعته في علاج العديد من الأمراض المستعصية، كأمراض التصلب المتعدد (مرض بهجت)، وبعض أنواع السرطان، والتهاب الأعصاب، والروماتيزم والمفاصل، ومشاكل الجلد، وبعض الأمراض الهرمونية، ونقص الخصوبة، وغيرها.

ليس سم النحل فقط من يشركه الدكتور عودة في علاج مرضاه، بل طنينه أيضا.

ويقول الدكتور عودة: "صوت النحل واللسع والتركيب الكيميائي لهذا السم ومداومة العلاج جميعها عوامل تساهم في علاج التهاب المفاصل بشكل سريع جدا، كما أن السم موسع للأوعية الدموية ويعالج ارتفاع ضغط الدم ويتم العلاج عبر لسعة النحلة لأماكن محددة في الجسم، عبر جلسات ومراحل علاجية محددة".

لكل مريض حصة من لسعات النحل، فتبعا للحالة يتقرر عدد الجلسات وعدد اللسعات التي سيتلقاها، ويؤكد الدكتور عودة بأن "الجلسة تتضمن من لسعة واحدة، إلى عشر".

يزور عيادة (طبيب النحل) الكثير من المرضى، يحدوهم الأمل بالحصول على ترياق لما عانوه ولم يجدوا له علاجا، فيما يتوسم البعض خيرا بعيادته بعيدا عن غليان تكاليف العلاج التي تتطلبها أمراضهم المزمنة أو المعقدة.

وبحسب الدكتور عودة فإن "كلفة الجلسة بحسب عدد اللسعات، وهي لا تتجاوز 20 ألف ليرة سورية للجلسة (نحو 1،5 دولار)، وهي بالتالي رخيصة مقارنة بالأدوية، وتهدف إلى تقديم المساعدة لأكبر عدد من المرضى والمحتاجين للعلاج".

عدد اللسعات التي سيتلقاها المريض، تحددها عوامل معينة تبعا للحالة، إذ يوضح "طبيب النحل": يحصل المريض على لسعة نحلة أو مجموعة من اللسعات، ويكون ذلك من خلال منظومة كاملة لكل حالة على حدة، كما أصف له عسلا وعكبرا ليحصل على الفائدة الكاملة".

يحذر طبيب النحل من العلاج العشوائي بسم النحل، لافتا إلى أن "اللسعة المباشرة هي الأفضل في العلاج، وقد يتم تقديمه أيضا من خلال تحويل سم النحل إلى (مصل) أو عبر الاستنشاق، كما يمكن استخدامه في صورة قطرات كما يحدث في جمهورية (مصر)، أو عن طريق الحقن تحت الجلد".

بعناية فائقة، يتفحص المهندس عبد الكريم الدير لوحات الشمع التي تتراكم عليها نحلات خلاياه الموزعة في مزرعته التي استثمرها لافتتاح مشروعه الخاص في منطقة عربين، بالغوطة الشرقية لدمشق.

يعمل المهندس الدير في تربية النحل بهدف جمع السم وتأمينه لعيادة الدكتور عصام عودة.

 يتهيأ الدير بارتداء لباس الحماية الأبيض الواقي من لسعات النحل، ويبدأ بتفحص الخلايا والنحلات المؤهلة لحقن السم في أجساد المرضى: "يجب أن تكون بالغة بعمر معين لضمان توافر السم لديها".

ويضيف الدير: يتكون سم النحل من مواد نشطة تشمل إنزيمات وبروتينات وأحماضا أمينية، كما أنه يحتوي على عناصر مضادة للالتهاب ويقاوم نشاط الفيروسات، ولذلك يستخدم لعلاج العديد من الأمراض.

ويضيف: "يمكن الاستفادة من سم النحل عن طريق التعرض للسع المباشر، أو من خلال الحقن".


بعض المرضى ممن تلقوا للتو لسعات النحل في عيادة الدكتور عودة، تحدثوا لعن تجربتهم وأسبابهم في اختيار التداوي بسم النحل.

الشاب أحمد كلش، أحد المرضى الذين يتلقون العلاج لدى الدكتور عودة، قال أنه اختار "العلاج الطبيعي نظرا لارتفاع كلفة العلاج الطبي في المشافي والعيادات المتخصصة".

لفت الشاب إلى النتائج الحسنة التي حصل عليها من سم النحل، مشيرا إلى أنه وبعد شهر من التداوي بهذا السم، تمكن من السير على قدميه من جديد وتراجعت حالة السلس البولي التي كان يعانيها، مؤكدا أنه أصبح أكثر سيطرة على جسده، وهو اليوم يتابع عمله في مجال التجارة.

أما حسن عقيل، وهو مريض تصلب لويحي متعدد، فقد خضع للعلاج عبر 40 جلسة من لسع بالنحل، وبمعدل 3 جلسات أسبوعياً.

تحدث عقبل لعن تحسن حالته حالياً، مشيرا إلى لجوئه للتداوي بسمّ النحل بعدما رفض جسده جميع أنواع الأدوية الكيماوية التي حاول التداوي من خلالها في المستشفيات العامة.

وأضاف عقيل: أرشدني أحد الأصدقاء إلى هذا العلاج، وكانت النتيجة جيدة بعد عدة جلسات

المصدر: موقع إضاءات الإخباري