ويقوم قادتها بوعيد المقاومة الفلسطينية إذا لم تستجب لشروط الاستسلام التي جاءت بمعادلة تقوم على تسليم المعتقلين والعمل على نزع سلاح المقاومة حتى تقوم الة الحرب الإسرائيلية بوقف مشروط لإطلاق النار مع أن واقع المشهد العام كشف عن محاولة قوات الاحتلال لاجتياح رفح ثلاث مرات متتالية ومن ثلاث جبهات مختلفة لكن جميعها باءت بالفشل ولم تحدث حالة تفيد نتنياهو في بيانها في إعلان ما تم استهدافه سوى تدمير للبنية التحتية والمرافق العامة وتهجير السكان داخل القطاع والقيام بعمليات ترويع و تجويع ممنهجة.
لكن إسرائيل استطاعت في المحصلة من تعزيز ترسانتها بالقنابل الذكية التدميرية النوعية المحدودة علها تنجح عن بعد في تحقيق نصر طال انتظاره بعدما فشلت محاولاتها البرية ببيان أيا من استهدافها طيلة الستة أشهر الماضية فلا هي تمكنت من القضاء على قوى المقاومة ولا قامت بأطلاق سراح المعتقلين ولم تحدث بعد أكثر من 200 يوما تفوقا يعد انتصارا لها على كامل مسرح العمليات هذا ما بينته حالة الانسحابات التي تمت من قواتها البرية كما أظهرته حالة الاستقالات التي توالت في جهاز الاستخبارات في قيادة العمليات الخاصة.
الأمر الذي جعل الكثير من المتابعين في الشأن السياسي يتساءلون عن الدواعي السياسية التي تقف وراء إعلان إسرائيل حالة الحرب فكان أن عزاها البعض لعودة احتلال إسرائيل للقطاع وأخذ البعض الآخر يذهب تجاه ترحيل السكان العرب منها بينما ذهب الخطاب الرسمي يتحدث عن القضاء على "القسام والجهاد" وحركات المقاومة على اعتبارها جيوب إقليمية مناوئة لسياسات واشنطن في المنطقة يجب استئصالها وذلك بعدما حظيت إسرائيل بدعم غير مسبوق في الموازنة الاستراتيجية التي أقرها الكابتول قبل عدة أيام وتم اعتبار إسرائيل ضمن خط المواجهة الساخن وأخذ عمق الدولة يعتبرها مثل أوكرانيا وتايوان والتي تشكل جميعها مواقع جبهوية للدول المركز.
وهو العرض الذى يعرض سؤال مركزي في هذا السياق تبقى حالة التساؤل قائما حول إعلان إسرائيل حالة الحرب وهو الاستفسار الذي سيبقى برسم الإجابة لحين الانتهاء من مسرح العمليات وبيان الحال من باب وقع النتائج لكنه يرفض سؤال قادم من وجهة النظر الاخرى لما وقفت اليه حرب غزة من معطى قد يقود المجتمع الدولي من الموافقة على اعلان الدولة الفلسطينية ضمن تفاهمات أمنية يكون للنظام العربي فيها دور عبر الأردن من الجانب الأمني والسعودية من جانب إعمار غزة كما ذهبت إليه بعض التحليلات لتكون الدولة الفلسطينية تحمل عمق عربي يمكن صياغته وفق ترتيبات جديدة.
وهو ما يجعل من غزة القطاع تسيل تضحياتها بحالة أمنية وتنموية تكون مقبولة سياسيا ويكمن هضمها من تيار دول المركز وجعلها تشكل النتيجة والمدخل لبناء توافقات إقليمية وهى النتيجة التي أخذ يبينها بعض السياسيين الأمريكان ويتحدث عنها الوزير غالانت في استنتاجاته مآلات المشهد في حرب غزة.
والى ذلك الحين ستبقى معركة رفح حاضره وشعب غزة يقاوم والمنطقة برمتها تدخل في حالة عدم استقرار غير مسبوقة الاهتزاز وغير آمنة النتائج إذا ما تغيرت قواعد الاشتباكات كما تشير إليه بعض القراءات و فتحت جبهات على كامل دوائر الاقتتال في سوريا والعراق واليمن ولبنان التي توصلت صواريخها الى العمق الإسرائيلي حيث عكا وحيفا وستكون إسرائيل عرضه ثلاث جبهات حدودية في حال قررت الدخول في معركة مواجهة في غزة حيث رفح وفى لبنان من باب جنوبه ومن سوريا حيث الجولان لتكون قوات ايغوز غولاني من آلة الحرب الإسرائيلية في مواجهة شاملة بعد إعلان صفرية حسم المعركة في رفح.