عندما ننظر إلى القمر من الأرض، نرى دائمًا نفس الجانب لأن القمر يدور حول محوره بنفس سرعة دورانه حول الأرض. ومن المثير للاهتمام أن القمر يستغرق حوالي شهر واحد ليكمل دورة كاملة حول محوره، مما يجعلنا غير قادرين على رؤية الجانب البعيد منه من الأرض.
وبغض النظر عن الشكل الذي نراه على سطح القمر، فإن هذا التزامن في الدوران بين القمر والأرض هو السبب الرئيسي في عدم رؤية الجانب البعيد من القمر
قوة التجاذب بين القمر والأرض
يحدث المد والجزر نتيجة لقوة شد الجاذبية بين جسمين سماويين، وقال روبرت تايلر، عالم المحيطات الفيزيائي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا، أن قوة التجاذب بين القمر والأرض تشوه كلا الجسمين وتقربهما قليلاً نحو بعضهما البعض، في شكل يشبه كرة القدم الأمريكية، وقال تايلر: "سيكون هذا هو الشكل الذي سيأخذه الكوكبان إذا تمكنت جميع السوائل والمواد الصلبة من الاستجابة بشكل فوري لقوى الجاذبية".
تأثير المد والجزر على القمر والأرض
لكن السوائل والمواد الصلبة التي يتكون منها القمر والأرض لا يمكنها الاستجابة بشكل فوري، ولذلك، عندما يسحب الجسمان بعضهما البعض، فإنهما يخلقان احتكاكاً يؤدي إلى إبطاء دوران الجسمين، وعلى سبيل المثال، قال تايلر: "يشد القمر المحيط، لذلك يحاول جزء من المحيط الانتشار بطريقة من شأنها، من الناحية المثالية، أن تخلق انتفاخاً يبقى تحت القمر مباشرة، لكن المد والجزر يمتد عبر قاع البحر ويحاول الالتفاف حول القارات، ويستغرق الأمر وقتاً وطاقة لتحريك انتفاخ المد والجزر، وهي تشبه أطراف كرة القدم الأمريكية، استجابةً لحركة القمر حول كوكبنا".
ويحدث الشيء نفسه عندما تتحرك الصخور على القمر استجابةً لسحب الأرض، وقال ماتيغا تشوك، عالم الديناميكية المدارية في معهد SETI: "الصخور ليست مرنة، وعندما يتم ثنيها، سيتم استهلاك الطاقة، ويجب أن تأتي الطاقة من مكان ما، ولذلك فهي تأتي من دوران الجسم، وهذا يسبب تباطأ دوران القمر بالنسبة للأرض، حتى يصل في النهاية إلى الصفر".
القمر يبطئ دوران الأرض
كما أن القمر أيضاً يبطئ دوران الأرض، وقال تايلر أنه قبل نصف مليار سنة، ربما كان يوم الأرض يبلغ 21 ساعة، وإذا أُعطي ما يكفي من الوقت، يمكن للقمر أن يبطئ دوران كوكبنا بدرجة كافية بحيث تصبح سرعة دورانها مساوية لسرعة القمر، ولن يتمكن سوى جانب واحد من كوكبنا من رؤية القمر، لكن هذا لن يحدث قبل 50 مليار سنة أخرى، أي بعد فترة طويلة من موت الشمس بعد حوالي 5 مليارات سنة من الآن.