ارتدادات اسقاط طائرة الاستطلاع الاميركيه فوق مضيق هرمز..!- محمد صادق الحسيني
دراسات و أبحاث
ارتدادات اسقاط طائرة الاستطلاع الاميركيه فوق مضيق هرمز..!- محمد صادق الحسيني
27 حزيران 2019 , 06:49 ص
لا زالت المجلاات والصحف الاميركيه والأوروبية المتخصصة ، الى جانب الصحافه الاسرائيليه ، وكذلك كبار المحللين والخبراء العسكريين في الولايات المتحده وأوروبا ، يتابعون تفاصيل حدث اسقاط الد
لا زالت المجلاات والصحف الاميركيه والأوروبية المتخصصة ، الى جانب الصحافه الاسرائيليه ، وكذلك كبار المحللين والخبراء العسكريين في الولايات المتحده وأوروبا ، يتابعون تفاصيل حدث اسقاط الدفاعات الجويه الايرانيه طائرة الاستطلاع الشبح الاميركيه ، من طراز RQ – 4 ،وبواسطة صاروخ ارض / جو محلي الصنع ، من طراز / خرداد ٣ / .
وفِي هذا الاطار قام موقع مجلة ميليتاري ووتش ( Military watch ) الاميركيه بنشر تقرير حول العمليه ، بتاريخ ٢٢/٦/٢٠١٩ ، اهم ما جاء فيه :
 
1. ان تتمكن وسائل الدفاع الجوي الايرانيه ، المحلية الصنع ، من اسقاط احدث طائرات الشبح الاميركيه بدون طيار ، والمخصصة للاستطلاع الجوي والحرب الالكترونيه ، فان ذلك يشكل نقطة تحول كبيرة في مجال صناعة الانظمه الصاروخيه الايرانيه ، ومن بينها صواريخ الدفاع الجوي .اذ ان هذا النجاح قد اثبت عكس ما كان يقال عن الأسلحة الايرانيه المحلية الصنع والتشكيك في فعاليتها .
 
2. سيترك نجاح ايران في اسقاط هذه الطائره الاميركيه الشديدة الحداثة والتطور ، بواسطة صاروخ ايراني من طراز / خرداد ٣ / ، سيترك ذلك اثرا كبيراً وسيكون له تداعيات مهمه على صعيد موازين القوى في الشرق الاوسط . وهو الامر الذي سيجعل أعداء ايران اكثر حذراً ، في التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي الايرانيه المحلية الصنع ، بسبب هذا التطور .
 
3. كما ان هذا التطور سيؤدي الى قيام ايران بتسريع وزيادة حجم إنتاجها من أنظمة الدفاع الجوي البعيدة المدى ، مثل نظام خرداد ١٥ الذي دخل الخدمة حديثا في سلاح الدفاع الجوي الايراني . على الرغم من ضرورة عدم استبعاد احتمال قيام ايران بشراء منظومات اس ٤٠٠ الروسيه للدفاع الجوي بعيد المدى .وهو الاحتمال الذي أشار اليه الادميرال علي شمخاني قبل ايّام ولو بشكل غير مباشر .
 
اما بعض اهم الخبراء العسكريين الاوروبيين فقد أشاروا الى جوانب مهمة اخرى ، لهذا النجاح الايراني الكبير ، والتي لخصوها في ما يلي :
 
1. ان طائرة الشبح الاميركيه المسيره ، من طراز RQ – 4 ، التي يدور الحديث ، عنها كانت تحمل على متنها العديد من اجهزة التجسس والاستشعار عن بعد ، وكذلك اجهزة التشويش الالكتروني ، في اطار عمليات اختبار لهذه الاجهزه ، التي سيتم إدماجها في منظومات طائرات التجسس الاميركيه من الجيل الجديد ، والتي هي قيد التطوير حالياً .
2. ان عدداً من الدول الاوروبيه ، على رأسها المانيا التي وقعت صفقة لشراء ثلاثة طائرات اميركيه من هذا النوع ، بقيمة مليارين ونصف المليار دولار ، كانت تخطط لشراء عدد لم يتم تحديده بعد من الولايات المتحده . الا ان عملية اسقاط هذه الطائره في الاجواء الايرانيه ، بالقرب من مضيق هرمز ، قد اضطرت هذه الدول الى اعادة النظر في خططها المتعلقة بهذا الموضوع ، على الرغم من ان تلك الدول كانت تخطط لادخال الجيل الجديد من هذه الطائرات للخدمة الفعلية في جيوشها بحدود عام ٢٠٢٥ .
3. كما اكد هؤلاء الخبراء بان دولاً أوروبية بعينها ، دون الإفصاح عنها بالتحديد ، ستقوم خلال الايام القليله القادمه بالاتصال بالجهات الإيرانية المعنية لمحاولة معرفة ما كانت تحمله تلك الطائرة على متنها من اجهزة بهدف اختبارها وكذلك في محاولة منهم لدراسة ديناميكية اسقاط الطائره من خلال معلومات مفصله سيطلبونها عن كل مراحل العمليه .
4. يضاف الى ذلك بانهم اعتبروا ذلك مكسباً كبيراً لايران ، من خلال ظهورها مجدداً كَنِدٍ لدول أوروبية عظمى ، ما يؤثر بشكل كبير جداً على الموقف والدور الاستراتيجيين لايران ، خاصة في ظل ما يجري من لقاء امني اميركي روسي اسرائيلي في القدس والذي يحاول الساسة الاسرائيليون ، وعلى رأسهم نتن ياهو ، الإيحاء بانه لقاء وضع او نقل اسرائيل الى مصاف الدول العظمى . وهو امر منافٍ للحقيقة قي الواقع ، خاصة في ظل التصريحات الواضحه لمستشار الامن القومي الروسي ، التي اكد فيها على الموقف الروسي الثابت من سورية وايران معا وان لا امن لاسرائيل بدون امن لسورية . وهو ما يدلل بشكل قاطع ان لا تحسن ولا تغير في الوضع الاستراتيجي الاسرائيلي اطلاقا ، على عكس الوضع الاستراتيجي لايران وحلفائها الذي يزداد صلابة باضطراد.
 بعدنا طيبين قولوا الله.
المصدر: