هل يعرقل نتنياهو صفقة التبادل ليستمر بالعدوان؟
مقالات
هل يعرقل نتنياهو صفقة التبادل ليستمر بالعدوان؟
نضال بركات
10 تموز 2024 , 05:20 ص

كتب الأستاذ نضال بركات:

من الواضح بأن نتنياهو غير مستعجل على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة رغم ما يشاع عن أجواء التفاؤل حول إمكانية حصول الاتفاق, إلا أن التناقضات ما بين فريقه المفاوض وأعضاء الحكومة متباينة, فوزير الحرب غالانت يتحرك بطريقة تختلف عن رؤية نتنياهو الذي يتهمه بأن سيطيح بالحكومة, فغالانت يطالب بقبول المقترح الحالي لصفقة التبادل, بينما يرى نتنياهو أن المقاومة وضعت شروطاً لا يمكن القبول بها, وبالتالي فإنه يماطل إلى ما بعد زيارته لواشنطن وإمكانية تحقيق اختراق لمصلحته, ولهذا فإنه يستغل فترة السبات السياسي للانتخابات الأمريكية لأنه يعلم أن انتهاء الحرب من دون تحقيق أي من أهدافها ستكون نهايته في السجن ،

لهذا يعرقل نتنياهو الحلول رغم أن المقاومة تعاطت بإيجابية على اتفاق لوقف إطلاق النار شرط الحصول على ضمانات, وهو ما تسعى له واشنطن والقاهرة والدوحة لتقديم هذه الضمانات, لكن المرونة التي أبداها نتنياهو ليست حازمة وهي مؤقتة وإلى موعد زيارته لواشنطن يسعى نتنياهو الانتهاء من عملية رفح, أما فيما يتعلق بكلمته في الكونغرس يتوقع أنها ستكشف معالم المرحلة المقبلة فيما يتعلّق باليوم التالي في غزّة ،

والمؤكّد أن ما بعدها لن يكون كما قبلها, ولهذا يضع العراقيل ليستمر في حربه, وتصريحاته تؤكد ذلك عندما قال إن أي صفقة تبادل (المقاومة) يجب أن تسمح لـ “إسرائيل” باستمرار القتال، وفي بيان لمكتب نتنياهو قال إن الاقتراح الذي وافقت عليه “إسرائيل” يسمح بعودة “الأسرى من دون التنازل عن أهداف الحرب التي يجب تحقيقها”، وأن عودة آلاف ممن سماهم المسلحين إلى شمالي غزة لا يمكن أن تكون بموجب الصفقة, وهو ما يؤكد أن نتنياهو لا يسعى للتهدئة ولا يريد أسباباً لوقف الحرب, ليسارع زعيم المعارضة يائير لبيد إلى انتقاد بيان مكتب نتنياهو ويتساءل “ما فائدة هذه البيانات الاستفزازية، ونحن في لحظة حاسمة من المفاوضات تعتمد عليها حياة الأسرى؟ وقال: “يجب إبرام الصفقة الآن، ومن تخلى عن الرهائن قبل تسعة أشهر يجب أن يعيدهم”.

إن مأزق نتنياهو كبير جداً سواء أكان داخل حكومته أم مع المعارضة التي تطالب بإسقاطه وإجراء انتخابات جديدة، وأيضاً فإن الإسرائيليين يتظاهرون يومياً ضده ويطالبون بمحاكمته وإدخاله إلى السجن, كما أن أهالي الأسرى المشاركين في هذه التظاهرات غير مستعدين للتفريط بقضية أبنائهم ويطالبون نتنياهو بإبرام صفقة التبادل، ووقف الحرب التي دخلت شهرها العاشر دون تحقيق أهدافها, بينما المقاومة تقاتل بقوة جيش الاحتلال المنهك وغير القادر على الاستمرار بالحرب وهو ما تبلغه نتنياهو من بعض جنرالات الجيش.

إن الأوضاع لم تعد في صالح نتنياهو, وهو يناور لإطالة الحرب، فهل يستطيع؟.. من غير المعروف إلى الآن إمكانية حصول نتنياهو على الدعم الذي يريده لينقذه من مأزقه خلال زيارته لواشنطن وخطابه في الكونغرس, وبالتالي لا يمكن التفاؤل بحدوث الصفقة لأن موافقة نتنياهو على وقف الحرب يعني هزيمة كبيرة له وسيدفع ثمناً كبيراً, والسؤال الهام إذا كان الأمريكيون يعرفون الحالة التي وصلت إليها المنطقة بسبب حرب الإبادة ضد الفلسطينيين هل لديهم القدرة على فرض الاتفاق والتخلص من نتنياهو؟.

من الواضح بأن الفترة المقبلة ستكون حازمة وإذا لم تتم صفقة التبادل فإن المنطقة ستشتعل بأسرها في جميع جبهات إسناد المقاومة في غزة.. فهل يتحملون؟.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري