أظهرت الأبحاث الجديدة أن الناس يميلون إلى أن يكونوا أقل نرجسية مع تقدمهم في العمر، ومع ذلك، فإن أولئك الذين كانوا أكثر نرجسية في طفولتهم يميلون إلى أن يكونوا نرجسيين كبالغين.
قال الباحث أولريش أورث من جامعة بيرن في سويسرا: "تشير إحدى النظريات إلى أن الأدوار الاجتماعية التي نتولاها في مرحلة البلوغ، مثل شريك حياة، أو والد، أو موظف وما إلى ذلك، تؤدي إلى تطوير خصائص شخصية أكثر نضجاً، بما في ذلك مستويات نرجسية أقل".
النرجسية هي اضطراب في الصحة النفسية حيث يشعر الأفراد بأهمية مفرطة لأنفسهم، وفقًا لعيادة مايو كلينك، وهم يتوقون للاهتمام والإعجاب ويبدون واثقين بشكل مفرط، ولكن خلف هذا القناع، يكونون غير متأكدين من قيمتهم الذاتية ويتأثرون بأدنى انتقاد.
دراسة النرجسية عبر الزمن
للتعرف أكثر على النرجسية، قام فريق أورث بتحليل بيانات من 51 دراسة من الولايات المتحدة وكندا وغرب أوروبا والصين ونيوزيلندا، التي فحصت كيف تغيرت مستويات النرجسية مع مرور الوقت.
شملت الدراسات أكثر من 37,200 شخص تتراوح أعمارهم بين 8 و77 عامًا، وتم متابعة بعضهم لعقود.
أنواع النرجسية
فحص الباحثون ثلاثة أنواع من النرجسية:
النرجسية الذاتية: يتميز الأفراد بشعور من التفوق وحاجة قوية للإعجاب.
النرجسية العدائية: يتميز الأفراد بالغطرسة والقسوة والحقوق المتزايدة وقلة التعاطف.
النرجسية العصبية: يتميز الأفراد بالحساسية المفرطة وصعوبة في التحكم في مشاعرهم.
بينما انخفضت جميع الأنواع الثلاثة مع تقدم العمر، ظل الأشخاص الذين كانوا أكثر نرجسية من المتوسط في طفولتهم كذلك في مرحلة البلوغ.
قال أورث في بيان صحفي لجمعية علم النفس الأمريكية: "كان هذا صحيحاً حتى عبر فترات زمنية طويلة جدًا، مما يشير إلى أن النرجسية هي سمة شخصية ثابتة".
وأشار أورث إلى أن معظم البيانات جاءت من الولايات المتحدة وغرب أوروبا، ودعا إلى إجراء أبحاث مستقبلية تشمل مجموعة أوسع من البلدان والثقافات، كما يجب أن تبحث هذه الأبحاث في سبب انخفاض النرجسية مع العمر، حسبما أضاف.
وقال أورث في بيان صحفي: "هذه النتائج لها آثار مهمة، نظرا لأن المستويات العالية من النرجسية تؤثر على حياة الناس بطرق عديدة - سواء حياة الأفراد النرجسيين أنفسهم، وربما أكثر من ذلك، حياة أسرهم وأصدقائهم".
