اكتشاف مجموعة من النقوش القديمة تعتبر أقدم تقويم في العالم
منوعات
اكتشاف مجموعة من النقوش القديمة تعتبر أقدم تقويم في العالم
7 آب 2024 , 10:26 ص

كشفت دراسة حديثة أن النقوش الحجرية على الأعمدة في "غوبيكلي تبه" قد تكون سجلاً فلكياً لحدث أثّر بشكل كبير في الحضارة الإنسانية، ويقع مجمع المعابد هذا في منطقة جنوب شرق الأناضول في تركيا.

الموقع والأهمية الأثرية

جذب الموقع انتباه علماء الآثار من جامعة إسطنبول وجامعة شيكاغو في عام 1963، حيث فسروا الأعمدة على شكل حرف T كعلامات قبور من العصر الحجري الحديث المبكر، ومنذ ذلك الحين، حدد علماء الآثار أن التل يحتوي على ثلاث طبقات متميزة، مع الطبقة الثالثة التي تتكون من مجمعات دائرية أو معابد، وحوالي 200 عمود من الحجر الجيري على شكل حرف T.

يتبع تخطيط غوبيكلي تبه نمطًا هندسيًا على شكل مثلث متساوي الأضلاع يربط بين المجمعات، مما يشير إلى أن البناة الأوائل كانوا يمتلكون معرفة بدائية بالهندسة.

اكتشاف التقويم الفلكي

أظهرت دراسة حديثة للرموز على شكل حرف V المنحوتة على الأعمدة في غوبيكلي تبه أن كل شكل V يمكن أن يمثل يوماً واحداً، ويوضح هذه التفسير تقويماً شمسياً من 365 يوماً على أحد الأعمدة، يتكون من 12 شهراً قمرياً بالإضافة إلى 11 يوماً إضافياً.

يمثل الانقلاب الصيفي حرف V الموجود حول رقبة وحش يشبه الطائر، بينما تحمل التماثيل القريبة الأخرى (التي قد تمثل آلهة) علامات مشابهة على رقابها.

التقويم الشمسي القمري

وفقًا لبيان صحفي صادر عن جامعة إدنبرة: "بما أن كلا من دورات القمر والشمس ممثلة، فإن النقوش يمكن أن تمثل أقدم تقويم شمسي قمري في العالم، يعتمد على مراحل القمر وموقع الشمس - متقدما على غيره من التقاويم المعروفة من هذا النوع بآلاف السنين."

يقترح الباحثون أن هذه النقوش تسجل سربًا من شظايا مذنب اصطدمت بالأرض قبل نحو 13,000 عام، مما تسبب في عصر جليدي صغير استمر لأكثر من 1,200 عام، وقد يكون هذا الحدث قد بدأ عبادة جديدة أو دينًا في منطقة الأناضول أثر على تطور الحضارة.

تأثير الحدث الفلكي

قال الدكتور مارتن سويتمن من جامعة إدنبرة: "يبدو أن سكان غوبيكلي تبه كانوا مراقبين متحمسين للسماء، وهو ما يمكن توقعه نظراً لأن عالمهم قد دمره مذنب."

وأضاف الدكتور سويتمن: "قد يكون هذا الحدث قد أطلق شرارة الحضارة من خلال بدء دين جديد وتحفيز التطورات في الزراعة للتكيف مع المناخ البارد، وربما كانت محاولاتهم لتسجيل ما رأوه هي الخطوات الأولى نحو تطوير الكتابة بعد آلاف السنين."

المصدر: جامعة إدنبرة