بفضل الأفلام الهوليوودية الشهيرة، قد يعتقد معظم الناس أن أفضل إجراء هو استخدام سلاح نووي لتفجير الكويكب إلى قطع صغيرة، ولكن بينما قد يكون هذا الحل مناسباً لبعض الحالات (دون الحاجة إلى طاقم سفينة فضائية بقيادة بروس ويليس، بالطبع)، فإن الانفجار النووي ليس دائماً الخيار الأمثل لتغيير مسار الكويكب.
كيف يمكن أن يؤثر التفجير النووي على كويكب؟
يعتمد تأثير انفجار على سطح الكويكب أو بالقرب منه أو تحته على خصائص هذا الكويكب، حيث يمكن أن تتراوح أحجام الكويكبات وتركيباتها من الكويكبات المعدنية الكثيفة مثل "سايكي" إلى كويكبات مليئة بالركام مثل "بينو".
اعتماداً على حجم الكويكب وتكوينه وقوة الجهاز النووي، قد يؤدي الانفجار إلى تفتيت الكويكب إلى قطع صغيرة، وما إذا كانت الشظايا ستتجنب كوكب الأرض تماماً أو تستمر في مسارها التصادمي يعتمد على نفس العوامل - الحجم والتركيب وقوة الانفجار، ورغم أن بعض الشظايا قد تكون صغيرة بما يكفي لتحتترق في الغلاف الجوي، إلا أن أجزاء أخرى من الكويكب قد تظل تشكل تهديداً خطيراً وقد تتساقط على مساحة واسعة من الكوكب.
طريقة أخرى لتفجير كويكب
طريقة أخرى لتفجير كويكب قادم هي تفجير الجهاز النووي بالقرب من سطح الكويكب بدلاً من عليه مباشرة، وبهذه الطريقة، يمكن أن يتسبب الانفجار في تبخر مادة سطح الكويكب وإنشاء دفع يمكن أن يغير مسار الكويكب دون التسبب في تفتيت كبير.
إن أي محاولة لتدمير أو تحويل مسار كويكب باستخدام التفجيرات النووية ستتطلب على الأرجح مهمة لدراسة الكويكب عن قرب مسبقاً لمعرفة مما يتكون، وكيفية هيكلته، ونوع القوة التي ستحتاج إليها لحرف مساره أو تدميره بشكل فعال دون تحويل تهديد تصادم واحد إلى عدة تهديدات.
استخدام الأسلحة النووية في الفضاء
يُحظر استخدام الأسلحة النووية في الفضاء بشكل صارم بموجب معاهدة الفضاء الخارجي الدولية، وذلك لأسباب وجيهة، فخلال الحرب الباردة، تنافس الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لتطوير صواريخ قوية وأسلحة نووية، وذهبوا إلى حد اختبار الأسلحة النووية في الفضاء، وكرد على هذا السباق التسليحي، صاغت الأمم المتحدة معاهدة الفضاء الخارجي، والتي وافقت عليها جميع الدول الكبرى في مجال الفضاء.
ورغم أن إرسال سلاح نووي إلى الفضاء لحرف مسار كويكب ليس هو نفسه استخدام سلاح نووي في الحرب، إلا أن استخدام الأسلحة النووية في الفضاء قد يخلق توترات جيوسياسية أو يشكل سابقة سيئة للأنشطة العسكرية المستقبلية في الفضاء، ولهذا السبب، فإن الخيار النووي ليس بالضرورة الأسلوب الأفضل للتعامل مع تهديد الكويكبات.
طرق أخرى لتغيير مسار الكويكب
لحسن الحظ، هناك طرق أخرى لتغيير مسار الكويكب لا تطرح نفس التحديات التي تطرحها التفجيرات النووية.
إحدى التقنيات هي الجر الثقالي البطيء، حيث يتم إطلاق مركبة فضائية ضخمة من الأرض لتلتقي بالكويكب وتسير بجانبه، مستخدمة جاذبيتها الخاصة لسحب مسار الجسم بعيداً عن تصادم مستقبلي، وهناك تقنية أخرى هي تبخير الكويكب باستخدام الليزر، حيث تقوم مركبة فضائية واحدة أو عدة مركبات بالاقتراب من الكويكب واستخدام أشعة الليزر لتبخير الصخور وإنشاء نفاثات تبطئ أو تسرع مسار الجسم حول الشمس، وعملت الجمعية الكوكبية مع فريق في جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا على تطوير أبحاث مبكرة حول هذه التقنية من خلال مشروع "ليزر بيز".
هناك أيضا تقنية الاصطدام الحركي، حيث تقوم مركبة فضائية واحدة أو أكثر بالاصطدام بالكويكب لتقديم قوة صغيرة تغير مداره، وقد أثبتت مهمة "دارت" (اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج) التابعة لناسا فعالية هذه التقنية في شهر أيلول 2022 عندما قامت المركبة الفضائية بالاصطدام عمداً بالقمر الصغير لديمورفوس، مما غيّر الزمن الذي يستغرقه ديمورفوس للدوران حول ديديموس بمقدار 33 دقيقة، مما يثبت أن تقنية الاصطدام الحركي فعالة في تغيير مسار الكويكب عبر الفضاء.