تزايد انتشار قصر النظر بين الأطفال والمراهقين عالميا إلى ثلاثة أضعاف منذ عام 1990، ومن المتوقع أن تصل نسبة الإصابة إلى 40% بحلول عام 2050. تلعب عوامل مثل الجنس، التحضر، والمستوى التعليمي دورا كبيرا في رفع نسب الإصابة. يُعتقد أن جائحة كوفيد-19 قد ساهمت في تفاقم المشكلة، خصوصًا في آسيا، حيث يُتوقع أن تكون معدلات الإصابة هي الأعلى.
يؤثر قصر النظر حاليا على ثلث الأطفال والمراهقين حول العالم. تشمل العوامل الرئيسية التي تؤثر في انتشار المرض الجنس الأنثوي، العيش في شرق آسيا أو المناطق الحضرية، والمستوى التعليمي.
قصر النظر: مصدر قلق متزايد في مجال الصحة العامة
قصر النظر، الذي يشير إلى صعوبة رؤية الأشياء البعيدة، يبدأ عادة في سن الطفولة المبكرة ويتفاقم مع التقدم في العمر، ويُعتبر قصر النظر الآن مسألة صحة عامة كبرى، خصوصا في منطقة جنوب شرق آسيا.
أجرى الباحثون دراسة حديثة لتحديث المعلومات حول انتشار قصر النظر عالميًا حتى عام 2050، وشملت الدراسة 276 بحثًا حكوميًا وصحيًا من 50 دولة، تضمنت بيانات عن 5.4 مليون طفل ومراهق، و1.9 مليون حالة قصر نظر.
زيادة كبيرة في انتشار قصر النظر
كشفت الدراسة عن تضاعف معدل انتشار قصر النظر أكثر من ثلاث مرات بين عامي 1990 و2023، حيث ارتفع من 24% في فترة 1990-2000 إلى 36% في فترة 2020-2023، وهو ما يعادل حوالي طفل واحد من كل ثلاثة.
لوحظ أن انتشار قصر النظر بين المراهقين أعلى بكثير من الأطفال، حيث بلغ 54% بين عامي 2020-2023. كما أن الزيادة المطلقة بين الأطفال خلال الفترة من 1990 إلى 2023 كانت تقريبًا ضعف الزيادة بين المراهقين.
التفاوتات الإقليمية والديموغرافية
أظهرت الدراسة أن بعض العوامل، مثل العيش في شرق آسيا (35%) أو المناطق الحضرية (29%)، والجنس الأنثوي (34%)، والمراهقة (47%)، والمستوى التعليمي العالي (46%)، ترتبط بزيادة انتشار قصر النظر.
تُقدر الدراسة أن يصل عدد حالات قصر النظر عالميًا إلى أكثر من 740 مليون بحلول عام 2050، مقارنة بـ600 مليون حالة في عام 2030. ومن المتوقع أن يكون الانتشار أعلى بين الفتيات والنساء مقارنة بالفتيان والرجال، وكذلك بين المراهقين (13-19 سنة) مقارنة بالأطفال (6-12 سنة).
تأثير الجائحة والتباينات الجغرافية
قد تكون جائحة كوفيد-19 قد ساهمت في الزيادة الحادة في قصر النظر بعد عام 2020، حيث تشير الأدلة الناشئة إلى ارتباط محتمل بين الجائحة وتدهور البصر لدى الشباب.
أما بالنسبة للاختلافات الجغرافية، فقد أشارت الدراسة إلى أن التطور الاقتصادي السريع في آسيا الشرقية والجنوبية قد ساهم في ارتفاع معدلات قصر النظر بشكل كبير في تلك المناطق. في المقابل، لوحظ انخفاض معدل قصر النظر في أفريقيا، والذي يعزى إلى انخفاض معدلات التعليم وبدء التعليم الرسمي في سن متأخرة نسبيا.
الفروقات بين الجنسين وتوصيات الصحة العامة
تشير الدراسة إلى أن الفروق بين الجنسين قد تعود إلى أن الفتيات يصلن إلى سن البلوغ أسرع من الأولاد ويقضين وقتا أقل في الهواء الطلق ووقتا أطول في الأنشطة التي تتطلب التركيز على المسافات القريبة. لذلك، توصي الدراسة بزيادة النشاط البدني وتقليل وقت الشاشة لجميع الأطفال والمراهقين.
رغم وجود بعض القيود في البيانات، تشير الدراسة إلى أن قصر النظر قد يتحول إلى عبء صحي عالمي في المستقبل، وهو ما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية وتعليمية عاجلة للتعامل مع هذه المشكلة المتفاقمة.