كتبَ الأستاذ حسن يحيى الحاج:
مقالات
كتبَ الأستاذ حسن يحيى الحاج: "أحداثٌ وعِبَر"
21 تشرين الأول 2024 , 00:15 ص


كان قِوامُ جيش جالوتَ آلافاً مؤلفة، وصلت ببعض الرواياتِ الى القول: إنّهُ شارفَ المئةَ ألف.
 لكنَّ المؤكَّدَ أنَّهُ كان آلافاً، وكان جيشُ طالوتَ الذي اجتازَ كلَّ الِامتِحاناتِ الالهيةِ، ووصل إلى أرض المعركة، 313 مقاتلاً فقط .. 

عندما رأى اللهُ تعالى صبرَهُم وجدارتهم بالنصر، من خلالِ الامتحاناتِ التي اجتازوها، كان النصرُ عليهِ يسيرا، فساقهُ إليهم على هيئةِ حجرٍ رماهُ الفتى اليافعُ حينها، داوودُ (الذي اصبح نبيا فيما بعد)،سلامُ الله عليه، ففُلِقَتْ هامةُ جالوتَ وأُردِيَ قتيلا.

وعندما اجتمعَ أحزابُ الكُفْرِ (عُتَاةُ قريش، بالتعاونِ مَعَ يهودِ المدينة) وفرضوا على المُسلمينَ، وكانوا قلّةً وحديثي عهدٍ بالإسلام،فرضوا عليهم الحصارَ المُطْبِقَ، وأجمعوا على استئصال الإسلامِ مِنْ جُذورِهِ، أنزل اللهُ النَّصْرَ على المُسلِمين، بهيئةِ ضربةٍ لعليِّ بنِ أبي طالبٍ، الفتى اليافعِ أيضاً الذي أصبحَ أميرَ المؤمنينَ، فيما بعدُ، إذ قتلَ أعتَى فُرْسانِ قُرَيْش، وأقوى رِجالِها عَمْرُو ابنُ وُدّ، وكانتِ الضربةَ التي أعادَتْ بثَّ الروحِ المعنويةِ في قلوبِ المؤمنين،وأسست للانتصار التاريخي يومها،و الذي كان باباً لِلْفُتُوحاتِ العظيمةِ، فيما بعدُ.

وعليه ..فإنّ اللهَ، عندما يُريدُأنْ يُنْزِلَ النصرَ، فهيأةُ هذا النصرِ يَتَكَفَّلُ بها سبحانه وتعالى بنفسه، لٰكنْ بعدَ أنْ يرى جدارةًمن المؤمنينَ بهذاالنّصر

 وإنْ شاءَ اللهُ، باتَ هذا النّصرُ الإلٰهيُّ قريباً،بعد الدماء الزكية التي بُذِلَت، في سبيلِ اللهِ، في غزَّةَ ولبنانَ واليمنَ وسوريّةَ والعراقِ وايران.

إنَّنا اقتربنا من الجدارةِ بهذا النصر، وبِتْنا قابَ قوسَيْنِ أو أدنى منه .. 
لٰكِنَّنا كُنّا على يقينٍ، ولا نزالُ  على يقينٍ منه، ونحُنُ ننتظرُ لنرى هَيْأَتَهُ هذِهِ المرة.
المصدر: موقع إضاءات الإخباري