كتب الدكتور علي حجازي:
ثقافة
كتب الدكتور علي حجازي: " إسأل خبير استراتيجي ولا تسأل حكيم".
د. علي حجازي
4 تشرين الثاني 2024 , 11:01 ص


   "قصة قصيرة"

    يوم أمس،  بعدما كشفت شمسُه ضآلةَ الردِّ غير المتناسب مع تلك التهديدات التي توعَّدت بضربة قاتلة وقاصمة ومميتة و... أطلّ جاري أبو حسين متهلّل الوجه بشوشًا، وبعد السلام سألته رأيَه في الردّ الهزيل الذي قام به النتن وأتباعه على الضربة الطهرانيّة البالغة التأثير، فتنحنح وقال:
   - أخبرني جدّي وهو خبير استراتيجي:
"الواوي بلع منجل عند تصريفه تسمع عويصه" .

ضحكت وقلت:
- أسألك عن الردّ فتخبرني عن الواوي؟
-- " الحال من بعضه يا جار" ، فالنتن المسعور بعدما قصم الطوفان ظهره وأفقده وظيفته، بوصفه كلب حراسة المصالح الغربية الاستعماريّة، أسرع إلى غزة طامحًا إلى استعادة الوظيفة والردع فبلع المنجل الأوّل ،وعبثًا جاهد لإخراجه ،ولمّا استعصى عليه الأمر هرول إلى الضفّة ،وهناك بلع  الثاني
-- يا لطيف. هو عجز عن تصريف الأوّل  فكيف ينجح باثنين ؟
- - "واصلك الحكي" :
بعد ذلك قرّر التوجّه، بعد تردّد إلى الشمال، حيث ينتظره رجال الله الذين يتقنون فنون ضرب الكلاب المسعورة والذئاب الغادرة بمهارة عالية، فلما هاله عدد الهراوات التي انهالت عليه أدرك ابتلاع الثالث، فقرّر الهروب إلى إيران  لعلّه يستطيع استعادة الوظيفة فكان المنجل الرابع بانتظاره.
-والآن ماذا ترى؟ 
-- إنّنا ننتظر قدوم مشغّليه ليحملوه إلى غرفة عمليات حيث يعملون على نزع تلك المناجل التي ابتلعها بعد النزيف الكبير الذي أصابه؛ والتي حرمته الدور والوظيفة، لأنّ حنجرته لن تساعده بعد على النباح ثانية؛ المسألة مسألة وقت. انتظر تر .

   المسألة صبر ساعة،بعدها،ستراه محمّلا إلى المشفى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بإذن الله 
- بإذن الله، بإذن الله!
 
بيروت في 28/10/2024
المصدر: موقع إضاءات الإخباري