بهذه الأيام, ابتدأ موسم قطف الزيتون في بلادنا, بلاد الشام, بعمل جماعي تضامني يبتدء الحصاد, تشارك فيه الجموع وتوزع خيراته على الجميع, من يملك الشجر ومن لا يملكه, قبل البدء بالحديث عن الاحتفالات الشعبية لا بد من التعرف على تاريخ شجرة الزيتون, وهنا قبل البدء لا بد من التعريف بشجرة الولجة, أقدم شجرة زيتون في العالم.
قبل ترويج الروايات التوراتية الكاذبة, كانت هذه الشجرة ولا زالت تنتقل ملكيتها من جيل فلسطيني لآخر, شجرة زيون الولجة موجودة في قرية الولجة التي تقع غربي مدينة بيت لحم, هذه الشجرة تحكي قصتها وتشكو الى الله قذارة الأعراب وتلعنهم على خيانتهم ونذالتهم وغدرهم.
عمر هذه الشجرة تجاوز ال 5500 عام, حسب تقدير خبراء يابانيون مختصون. انتقلت ملكية هذه الشجرة من جيل الى جيل ولا تزال جذورها ضاربة في أعماق الأرض وفروعها شامخة في السماء, شجرة تعكس حضارة أمة تاريخها ضارب في التاريخ, وتحكي قصة شعب وحضارة ممتدة عبر الزمن.
اليكم بعض صور هذه الشجرة.
في بلادنا الشامية, نحتفل بجني ثمار الزيتون باحتفاليات شعبية يشارك بها الأحفاد والأجداد بالغناء, الاحتفالات تمتد من جنوب البلاد الى شمالها ويشارك بها أهل القرى ويتوزع خيرها على الجميع, من يملك ومن لا يملك, فمن لا يملك له حصة من نتاج الحصاد ممن يملكون وهذا عرف وتقليد راسخ فالفلاح في بلادنا بفطرته السوية يأبى إلا أن يشارك جاره من خير حصاد أرضه.
بالدلعونا والميجنا نغني للزيتون, الاحتفالات قد تختلف بتفاصيل بسيطة بين موقع وآخر لكنها بذات الروح وتحمل نفس معاني الفرح.
ولأن شجرة الزيتون لها رمزينها الدينية والدنيوية, دينياً هي شجرة مباركة ونورها من نور الله فلقد ورد بالذكر.
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) النور
أما رمزيتها الدنيوية فهي ترمز للأرض وأصحاب الارض الحقيقيين. لهذا السبب يقوم الصهاينة باقتلاعها ظانين واهمين أنهم سيقتلعون تاريخ شعب من أرضه ’ يأبى هذا الشعب بإباءه وعزته وصموده ومقاومته إلآ أن يفشلهم ويحبطهم.
بلادنا بلاد التين والزيتون ففي بلادنا افضل أنواع التين في العالم من حيث عدد نوعياته وجودته, أما عن شجر الزيتون في فلسطين فهو ينتج أجد أفضل زيوت المائدة ومنه تصنع مونة الزيتون للبيوت وكما اشتهرت فلسطين بصناعة الصابون منه.
.ولرمزية شجرة الزيتون بالنسبة للفسطينيين يقوم الصهاينة بقلعها وحرقها في محاولة بائسة لتزييف التاريخ والوعي, نقول لصهاينة الكيان وصهاينة العالم أجمع أن لا الديانة الابراهيمية المزعومة ولا ترامب ولا كل دول الاستعمار واتباعهم من أعراب الخراب بقادرين يمحوِ ذكرها وذكرنا, سنظل نقاوم ولن نساوم على هذه الارض المباركة فهي أمنا ونحن أبنائها..
صور عن ثمار التين في فلسطين.