اكتشاف سلالات خطيرة من بكتيريا
منوعات
اكتشاف سلالات خطيرة من بكتيريا "السوبر بَج" المقاومة للأدوية
12 كانون الثاني 2025 , 13:38 م

كشفت دراسة بقيادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، عن سلالات جديدة متعددة المقاومة من بكتيريا "الكلبسيلة الرئوية" في السعودية، تُعتبر هذه الدراسة الأكبر من نوعها لتحليل السلالات في المستشفيات السعودية، وتشير إلى الحاجة إلى استراتيجيات صحية مخصصة لمواجهة هذا التحدي.

تحديات بكتيريا الكلبسيلة الرئوية

بكتيريا الكلبسيلة الرئوية، المصنفة من قبل منظمة الصحة العالمية كتهديد صحي كبير، تُعدّ من الأسباب الرئيسية للعدوى المكتسبة في المستشفيات حول العالم، وبينما تسبب هذه البكتيريا أعراضا خفيفة في الأفراد الأصحاء، فإنها تمثل خطرا كبيرا على المرضى المصابين أو ضعيفي المناعة، حيث قد تؤدي إلى حالات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.

المقاومة للأدوية

تفاقم المشكلة ناتج عن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في المجالين الطبي والزراعي، مما أدى إلى انتشار سلالات مقاومة للأدوية على مستوى العالم. ومع وجود جينوم ديناميكي يسمح للبكتيريا بتطوير سلالات ممرضة من غير الممرضة، تصبح السيطرة عليها أكثر تعقيدا.

التكيف الجيني وزيادة المخاطر

تطورت بكتيريا الكلبسيلة الرئوية من خلال تبادل المعلومات الجينية باستخدام عمليات مثل إعادة تركيب الجينات والنقل الأفقي للجينات، هذا التكيف الجيني السريع أدى إلى انتشار جينات المقاومة بين السلالات.

في السعودية، تُعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية السبب السادس للوفيات، متجاوزة أمراض الجهاز التنفسي والاضطرابات العصبية. ومع تزايد عدد المصابين، يُثير احتمال ظهور سلالة مقاومة وعنيفة مخاوف صحية كبرى.

الخطوات الاستراتيجية لمواجهة التحديات

للتصدي لهذا الخطر، اقترحت هيئة الصحة العامة السعودية خطة عمل لتنفيذ وتقييم التدخلات الصحية، مع التركيز على بكتيريا الكلبسيلة الرئوية كأحد الأولويات، بدأت كاوست ووزارة الصحة تعاونا مشتركا يجمع بين تقنيات الجينوم المتقدمة في كاوست وبنوك العينات البكتيرية المتعددة المقاومة في الوزارة.

أجرى الباحثون تحليلا جينوميا شاملا لعَيّنات مأخوذة من 34 مستشفى في 15 مدينة سعودية، وكشفت النتائج عن سلالات مشابهة وراثيا لسلالات منتشرة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ما يشير إلى تبادل وانتشار إقليمي، والأهم من ذلك، أن عوامل المقاومة والضراوة تتلاقى بشكل مقلق، مما يزيد من حدة الأعراض.

أهمية السياسات الصحية المخصصة

صرح الدكتور دانش مراديغارافاند، أستاذ مساعد في كاوست وأحد مؤلفي الدراسة:

"تؤكد النتائج التي توصلنا إليها ضرورة وجود برامج مراقبة مخصصة لكل بلد. كما تسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى تطوير عوامل مضادة للميكروبات جديدة، إذ قد لا تكون العلاجات العالمية كافية للتصدي للتهديد المحلي."

التطلع إلى المستقبل

تشير الدراسة إلى أن النهج المحلي، المدعوم ببيانات جينومية دقيقة، يمثل السبيل الأمثل لمكافحة هذه السلالات البكتيرية الخطيرة وتجنب كارثة صحية وشيكة.

تشكل نتائج الدراسة دعوة للتعاون بين الجهات الصحية والبحثية لتطوير حلول مبتكرة، بما يضمن حماية الصحة العامة ويقلل من تأثير هذه البكتيريا المقاومة للأدوية في السعودية.