توصل الباحثون إلى أن بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية يمكنها تشخيص مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) بدقة عالية، بالإضافة إلى التنبؤ ببقاء المرضى على قيد الحياة، مما يجعلها أكثر فاعلية من أي مؤشرات حيوية أخرى في الدم، قد يغير هذا الاكتشاف طريقة الكشف عن المرض ومتابعته، مما يسهم في تحسين رعاية المرضى.
أهمية الاختبار الجديد في تشخيص ومتابعة ALS
يمثل تشخيص التصلب الجانبي الضموري تحديا كبيرا، حيث يصعب تحديده بدقة أو التنبؤ بتطوره، ولكن دراسة جديدة نشرت في دورية Neurology التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب في 26 فبراير 2025، حددت أكثر الفحوصات الدموية كفاءة في تشخيص ومتابعة المرض، مما قد يشكل نقلة نوعية في التعامل مع ALS.
تصريح الباحثين حول أهمية المؤشرات الحيوية
أكد الدكتور سلفان ليمان، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ الطب في مستشفى إنسرم وجامعة مونبلييه في فرنسا، أن وجود مؤشر حيوي فعال يمكن أن يساعد ليس فقط في التشخيص، بل أيضًا في تقييم تطور المرض، تحديد مرحلته، وقياس استجابة المرضى للعلاجات المختلفة.
مقارنة بين ثلاثة مؤشرات حيوية رئيسية
قامت الدراسة بمقارنة ثلاث فئات من المؤشرات الحيوية في الدم:
بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية (Neurofilament Light Chain – NfL): تظهر هذه البروتينات عند إصابة الخلايا العصبية أو موتها.
البروتينات الحمضية الدبقية (Glial Acidic Proteins): تُفرَز عند محاولة الخلايا إصلاح التلف العصبي.
بروتين تاو الفسفوري 181 (Phosphorylated Tau 181): يرتبط بتراكم بروتينات الأميلويد، والتي تلعب دورا رئيسيا في مرض ألزهايمر.
كما اختبر الباحثون أربع تقنيات مختلفة لقياس مستويات بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية في الدم.
تفاصيل الدراسة ومجموعات المشاركين
أجريت الدراسة على 139 شخصا مصابا بمرض ALS، بالإضافة إلى 70 شخصا يعانون من أمراض عصبية مشابهة، مثل مرض الخلل الحركي السفلي والتصلب الجانبي الأولي.
تمت متابعة المشاركين لمدة 3.5 سنوات في المتوسط بالنسبة لمرضى ALS، و12 سنة للأشخاص غير المصابين بالمرض وخلال فترة المتابعة:
86% من مرضى ALS توفوا، مقارنة بـ 8% فقط من المرضى الآخرين.
قدرة الاختبار على التنبؤ بالبقاء على قيد الحياة
دقة التشخيص باستخدام بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية
كشفت الدراسة أن مستويات بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية في دم مرضى ALS كانت أعلى بثلاث مرات من مستوياتها لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى.د، كما أثبتت الفحوصات الدموية أنها قادرة على:
تحديد الإصابة بمرض ALS بدقة تزيد عن 80%.
مقارنةً بذلك، كانت دقة فحوصات البروتينات الحمضية الدبقية وبروتين تاو الفسفوري 181 أقل من 50%، مما يجعلها أقل فاعلية في تشخيص المرض.
العلاقة بين مستوى البروتين وتوقعات البقاء على قيد الحياة
أظهرت الدراسة أن هناك مستوى معينا من بروتينات السلسلة الخفيفة للخيوط العصبية يمكنه التنبؤ بمدة بقاء المريض على قيد الحياة:
أكثر من 40% من المرضى الذين كانت مستويات البروتين لديهم أقل من هذا الحد عاشوا أكثر من عام.
لم ينجُ أي مريض كانت مستويات البروتين لديه أعلى من هذا الحد بعد مرور عام.
الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد النتائج
على الرغم من أن هذه النتائج تعد واعدة، إلا أن الدكتور ليمان أشار إلى ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث للتأكد من إمكانية تعميم هذه النتائج على نطاق أوسع.
أحد القيود التي أشار إليها الباحثون هو أن جميع المشاركين كانوا من منطقة واحدة في فرنسا، مما قد يعني أن النتائج قد لا تنطبق على جميع الفئات السكانية الأخرى، ومع ذلك يمثل هذا الاختبار خطوة كبيرة نحو تحسين تشخيص ALS ومتابعة تطوره بدقة عالية.
كيف يمكن أن يغير هذا الاكتشاف مستقبل تشخيص ALS؟
مع التقدم المستمر في علم المؤشرات الحيوية، قد يصبح هذا الاختبار أداة أساسية في تشخيص التصلب الجانبي الضموري وتقديم خطط علاجية أكثر دقة للمرضى، كما يمكن أن يسهم في تطوير علاجات موجهة بناءً على تطور المرض في كل حالة على حدة.
هذا الاختبار الجديد قد يشكل نقطة تحول في كيفية التعامل مع ALS، مما يمنح المرضى والأطباء معلومات أكثر دقة تساعد في تحسين جودة الحياة والعلاج.



