تكنولوجيا e-Taste تمنح تجربة الطعم عبر الإنترنت باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي
علوم و تكنولوجيا
تكنولوجيا e-Taste تمنح تجربة الطعم عبر الإنترنت باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي
1 آذار 2025 , 14:12 م

أصبح الآن من الممكن تجربة الطعم عن بُعد عبر الإنترنت بفضل تكنولوجيا "e-Taste" الجديدة التي قد تغير بشكل جذري تجربة الواقع الافتراضي, تم تطوير هذه التقنية من قبل باحثين في جامعة ولاية أوهايو، وتتيح للمستخدمين الوصول إلى واجهة رقمية للطعم، مما يتيح لهم تجربة النكهات عن بُعد.

كيف تعمل تقنية "e-Taste"؟

تعتمد تقنية "e-Taste" على استخدام أجهزة استشعار كيميائية وأجهزة توزيع لاسلكية لمحاكاة الإحساس بالطعم, يعمل النظام على التعرف على جزيئات معينة مثل الجلوكوز والغلوتامات، ويربطها مع النكهات الأساسية الخمسة: الحلو، الحامض، المالح، المر، والأومامي, يتم تحويل هذه الإشارات الكيميائية إلى بيانات كهربائية، ثم تُرسل إلى جهاز في مكان بعيد ليعيد إنشاء النكهات للمستخدم.

وفقاً لجينوا لي، أحد مؤلفي الدراسة، فإن "البُعد الكيميائي في مجال الواقع الافتراضي والمعزز غير ممثل بشكل كافٍ، خاصة عندما نتحدث عن حاسة الشم والتذوق." وأضاف لي أن "هذه فجوة يجب ملؤها وقد طورنا ذلك باستخدام هذا النظام الجديد."

مكونات نظام "e-Taste" وكيفية عمله

يتكون نظام "e-Taste" من جهاز مشغل يتصل بالفم، بالإضافة إلى مضخة كهرومغناطيسية صغيرة تقوم بتوزيع المواد الكيميائية المحفزة للطعم، عند تفعيل المضخة، يتم إطلاق كميات صغيرة من السائل عبر واجهة هلامية، مما يتيح التحكم بدقة في شدة ومدة النكهات.

وأوضح لي أنه "بناءً على التعليمات الرقمية، يمكن للمستخدم اختيار إطلاق طعوم متعددة في وقت واحد، مما يؤدي إلى تكوين تجارب طعم مختلفة."

التجارب الناجحة في نقل الطعم عن بُعد

أثبتت التجارب البشرية أن المشاركين تمكنوا من التمييز بدقة بين درجات الحموضة المختلفة بمعدل نجاح 70%. كما أجرى الباحثون اختبارًدا آخر لاختبار قدرة "e-Taste" على نقل الطعم عن بُعد لمسافات طويلة، حيث نجح الباحثون في كاليفورنيا في تحفيز الإحساس بالطعم في المشاركين في ولاية أوهايو.

في إطار تقييم فعالية التقنية، تم تضمين تجارب طعام افتراضية، حيث تم توجيه المشاركين للتعرف على خمسة أطعمة: الليمونادة، الكعك، البيض المقلي، حساء السمك، والقهوة، أظهرت الاختبارات بشكل قاطع أن "e-Taste" قادر على إدخال المشاركين في عوالم الواقع الافتراضي بشكل واقعي للغاية عن طريق إضافة الطعم الخيالي إلى الواقع المحاكى.

التطبيقات المستقبلية لتقنية "e-Taste"

بينما تعتبر الألعاب والترفيه الاستخدامات الأكثر شيوعا لتقنية "e-Taste"، فإن هناك تطبيقات أخرى قد تتجاوز هذا المجال، نظرا لأن الذاكرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطعم والشم، قد يكون لهذه التقنية تأثيرات كبيرة على فهم كيفية عمل الدماغ، قد تقدم أيضا للمستخدمين الذين يعانون من أعراض ما بعد كورونا أو الحالات العصبية المختلفة وسيلة أسهل للدخول إلى العوالم الافتراضية.

على الرغم من أنها لم تصل بعد إلى كامل إمكاناتها، فإن "e-Taste" تعزز بشكل كبير من قدرة التفاعلات الافتراضية، مما يجعلها أكثر تفاعلًا واندماجًا.

وفي الختام، قال لي: "سيساعد ذلك الناس على التواصل في المساحات الافتراضية بطرق لم تُرَ من قبل، هذه الفكرة موجودة بالفعل وهي خطوة أولى جيدة لتكون جزءا صغيرا من الميتافيرس."