جوجل تكشف عن شريحة Taara التي تقدم إنترنت بسرعة 20 جيجابت في الثانية
علوم و تكنولوجيا
جوجل تكشف عن شريحة Taara التي تقدم إنترنت بسرعة 20 جيجابت في الثانية
3 آذار 2025 , 13:43 م

كشفت شركة جوجل عن تفاصيل جديدة حول شريحتها المتطورة "Taara"، التي تعد بتقديم سرعات إنترنت تصل إلى 20 جيجابت في الثانية دون الحاجة إلى كابلات، مما قد يغير الطريقة التي نتصل بها بالإنترنت ونستخدمه يوميا.

تُعد هذه الشريحة جزءا من مشروع طموح تعمل عليه X، وهي وحدة "Moonshot Factory" التابعة لشركة Alphabet، وقد استغرق تطويرها سنوات عديدة، لكنها الآن باتت جاهزة لإحداث ثورة في عالم الاتصالات.

كيف تعمل شريحة "Taara"؟

تعتمد شريحة "Taara" على تقنية السيليكون الضوئي، حيث تقوم بنقل البيانات عبر الهواء باستخدام أشعة الضوء، مما يلغي الحاجة إلى الكابلات التقليدية.

الميزة الأبرز لهذه الشريحة الجديدة هي أنها تستغني عن النظام المعقد من المرايا والمكونات البصرية الأخرى، مما يجعلها أكثر كفاءة مقارنةً بالإصدارات السابقة.

تعمل "Taara" بطريقة مشابهة لكابلات الألياف الضوئية، لكنها لا تحتاج إلى بنية تحتية معقدة، مما يجعلها حلاً مثاليا للمناطق النائية أو التي يصعب توصيل الإنترنت إليها عبر الوسائل التقليدية.

إنترنت بسرعة البرق قادم قريبا

تستفيد شريحة "Taara" من برمجيات متقدمة لتوجيه أشعة الضوء بدقة إلى المكان المطلوب، مما يضمن اتصالا سريعا ومستقرا.

كما أن التصميم الجديد للشريحة يتميز بصغر حجمه بشكل ملحوظ، فبينما كانت التقنية الأصلية بحجم إشارة المرور، أصبح الإصدار الجديد بحجم ظفر الإصبع فقط، مما يسهل دمجه في الأجهزة المختلفة.

كانت التقنية السابقة تُستخدم في مشروع "Loon"، وهو مشروع جوجل لبث الإنترنت عبر المناطيد، ولكن بعد إغلاق المشروع في 2021، ركّزت Alphabet جهودها على تطوير شريحة "Taara" كبديل أكثر تطورا.

وقد تم اختبار الشريحة بنجاح في نقل الإنترنت عبر نهر الكونغو وفي شوارع نيروبي، مما يثبت كفاءتها في البيئات المختلفة.

إمكانيات غير محدودة: نقل البيانات بسرعة الضوء

نظرا لأن الشريحة تستخدم الضوء كوسيلة لنقل البيانات، فإنها توفر سعة نطاق شبه غير محدودة ضمن الطيف الكهرومغناطيسي، تحديدا بين الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي.

هذه المنطقة من الطيف غير مرئية للعين البشرية، لكنها تتيح نقل البيانات بسرعات تصل إلى 20 جيجابت في الثانية، ولمسافات تصل إلى 20 كيلومترا (12.4 ميلا) في الوقت نفسه.

كما أن تركيب الشريحة لا يستغرق سوى بضع ساعات، مقارنةً بالأشهر أو السنوات التي يتطلبها تركيب كابلات الألياف الضوئية، مما يجعلها حلاً عمليا وسريعا لنشر الإنترنت في أي مكان.

إطلاق الشريحة في عام 2026

من المتوقع أن تصبح شريحة "Taara" متاحة للاستخدام بحلول عام 2026، ولكن قد يكون تبنيها بطيئا في البداية، خاصة بين المستهلكين العاديين.

وفقا لـ "ماهش كريشنا سوامي"، المدير العام لمشروع "Taara"، فإن العالم لا يزال يعاني من فجوة رقمية كبيرة، حيث يوجد حوالي 3 مليارات شخص بدون اتصال بالإنترنت.

حتى الأشخاص المتصلون حاليا يعانون من سرعات بطيئة للغاية، بالكاد تكفي لدعم تشغيل الفيديوهات عبر الإنترنت.

وأضاف أن المشاريع الأخرى، مثل "ستارلينك" (Starlink)، تعتبر حلاً هاما، لكنها لا تحل جميع المشاكل، حيث أن الشبكة في المناطق المزدحمة تتعرض لضعف السرعة بسبب كثرة المستخدمين على القمر الصناعي الواحد.

وأكد أن "Taara" قادرة على تقديم سعة نطاق تفوق "ستارلينك" بعشرة أضعاف، إن لم يكن مئة ضعف، وبتكلفة أقل بكثير.

ما هو مستقبل "Taara"؟

ترى Alphabet أن هذه الشريحة يمكن أن تمهد الطريق للجيل القادم من المركبات ذاتية القيادة، حيث ستتيح لها التواصل بسرعة أكبر من أي وقت مضى، مما يعزز سلامتها وكفاءتها.

مع إطلاق "Taara"، يبدو أننا نقترب من مستقبل حيث يصبح الإنترنت متاحا في أي مكان، بسرعة الضوء، وبتكلفة أقل. وكما يقول كريشنا سوامي: "الإمكانيات لا حدود لها، تماما مثل الضوء نفسه".