تقنية صينية جديدة تمكن مرضى الشلل من المشي باستخدام زراعة دماغية-نخاعية تتحدى هيمنة Neuralink الأمريكية
منوعات
تقنية صينية جديدة تمكن مرضى الشلل من المشي باستخدام زراعة دماغية-نخاعية تتحدى هيمنة Neuralink الأمريكية
21 آذار 2025 , 09:06 ص

يعتُبر الشلل الناتج عن إصابات الحبل الشوكي حالة لا رجعة فيها، حتى واجهات الدماغ والحاسوب المتقدمة (BCIs)، مثل تلك التي طورتها شركة Neuralink التابعة لإيلون ماسك، تفترض أن الأطراف المشلولة لا يمكن إنقاذها.د، لكن تجربة سريرية رائدة في الصين تحدت هذا الاعتقاد.

تمكن باحثون في جامعة فودان في شنغهاي من مساعدة أربعة مرضى مشلولين على استعادة السيطرة على أرجلهم في غضون ساعات فقط بعد خضوعهم لجراحة طفيفة التوغل، تضمنت التجربة زراعة رقائق إلكترودية في كل من الدماغ والحبل الشوكي، مما أعاد إنشاء مسارات اتصال كانت قد فقدت بسبب الإصابة.

كانت النتائج مذهلة، في غضون 24 ساعة، تمكن المرضى من تحريك أرجلهم مرة أخرى، وفي غضون أسابيع أصبحوا قادرين على المشي بشكل مستقل. حتى أن بعضهم أبلغ عن استعادة الإحساس العصبي.

واجهة الدماغ-النخاع: تجاوز الشلل بإعادة تشكيل الأعصاب 

على عكس واجهات الدماغ والحاسوب التقليدية، التي تعتمد على أجهزة حاسوب خارجية للتحكم في الحركة، تعمل الواجهة الدماغية-النخاعية التي طورها الفريق الصيني عن طريق تحفيز الأعصاب الخاملة مباشرة، تُعرف هذه العملية باسم "إعادة تشكيل الأعصاب"، وهي تسمح للجهاز العصبي بإعادة توصيل نفسه، مما قد يلغي الحاجة إلى أجهزة مساعدة مدى الحياة.

قال الباحث الرئيسي جيا فومين من معهد فودان لأبحاث الذكاء الشبيه بالدماغ: "في الماضي، كان الجميع يعرفون الأجهزة الطبية المتطورة القادمة من الخارج، لكننا الآن دخلنا منطقة مجهولة، حيث حققنا أول نظام في العالم من نوعه لواجهة دماغية-نخاعية."

تتضمن العملية زراعة رقائق إلكترودية صغيرة جدا – يبلغ قطر كل منها حوالي 1 ملم – في القشرة الحركية للدماغ. تقوم هذه الرقائق بجمع وفك تشفير الإشارات العصبية، ثم ترسل تحفيزا كهربائيا دقيقا إلى جذور الأعصاب الشوكية، مما ينشئ رابط اتصال مباشر بين الدماغ والعضلات المشلولة.

أول متطوع خضع للجراحة كان رجلاً يبلغ من العمر 34 عاما وأصيب بالشلل النصفي بعد سقوط. في غضون 24 ساعة من الجراحة التي أجريت في 8 يناير، تمكن من رفع ساقيه، وبحلول اليوم الرابع عشر، كان يتخطى العقبات ويمشي أكثر من 16 قدما (5 أمتار) باستخدام إطار وقوف، كما خضع ثلاثة مرضى آخرون للجراحة في فبراير ومارس، وأظهروا جميعا تحسنا ملحوظا في غضون أسابيع.

سرعة التعافي مقارنة بالأبحاث السابقة

أظهرت الأبحاث السابقة حول إعادة تشكيل الأعصاب، بما في ذلك الدراسات التي أجريت في سويسرا، نتائج مماثلة ولكن بعد ستة أشهر فقط، بينما قللت الطريقة الصينية هذا الإطار الزمني إلى أسبوعين فقط، مما يشير إلى طريقة أكثر كفاءة مع حد أدنى من الأضرار الجراحية.

شهادة المريض الأول 

في زيارة المتابعة في أواخر فبراير، قال المريض الأول: "أشعر بالدفء والتعرق في قدمي، وهناك إحساس بالوخز. عندما أقف، أشعر بانقباض عضلات ساقي." كما استعاد الإحساس الذي يشير إلى حاجته لاستخدام المرحاض، مما يدل على استعادة أعمق للأعصاب.

تأثير التكنولوجيا على الصين

تم تطوير جميع الأجهزة الطبية المستخدمة في هذه العمليات في الصين، مما يمثل خطوة كبيرة في تقدم البلاد في مجال التكنولوجيا العصبية. مع وجود 3.74 مليون مريض بإصابات الحبل الشوكي في الصين و90,000 حالة جديدة سنويا، يمكن أن يكون تأثير هذه التكنولوجيا هائلاً.

رؤية مستقبلية

قال جيا فومين، كما نقلت عنه صحيفة South China Morning Post: "إذا قمنا بزراعة واجهة نخاعية ودمجناها مع ثلاث إلى خمس سنوات من التدريب التأهيلي، يمكن لأعصاب المريض أن تتصل مرة أخرى وتتشكل. في النهاية، قد نحرر المرضى من الاعتماد على الأجهزة."

تمثل هذه التقنية الصينية الجديدة نقلة نوعية في علاج الشلل، حيث تقدم حلاً واعدا لاستعادة الحركة والإحساس لدى المرضى. مع استمرار التطورات في هذا المجال، يمكن أن تصبح هذه التكنولوجيا بديلاً فعالاً للطرق التقليدية، مما يعيد الأمل للعديد من المرضى حول العالم.