استشهد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد اللطيف القانوع فجر اليوم الخميس في غارة إسرائيلية استهدفت خيمته ببلدة جباليا شمالي قطاع غزة.
ونعت حركة حماس القانوع، مؤكدة أن استهداف الاحتلال قيادات الحركة والمتحدثين باسمها، لن يكسر إرادتها، بل سيزيدها إصرارًا على مواصلة الطريق حتى تحرير الأرض والمقدسات، ودماء الشهداء ستبقى وقودًا وملهمًا للمقاومة حتى النصر.
وأشارت إلى أن "دماء الشهداء ستكون مصدر إلهام لمواصلة طريق المقاومة حتى التحرير والعودة".
كما نعت حركة المقاومة الشعبية الفلسطينية الشهيد القانوع. وقالت الحركة في بيان إن "طائرات الحقد الصهيوني" اغتالت الناطق باسم حماس في قصف همجي استهدف خيمته في جباليا البلد.
وأضافت أن "دماء الشهداء أمانة لن نفرط فيها ولن نساوم عليها وستكون لعنة على المحتل"، بحسب البيان.
وكثف الاحتلال خلال الليلة الماضية قصفه لمنازل وخيام النازحين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة، مما أسفر عن ارتقاء شهداء وجرحى.
واغتال الاحتلال هذا الأسبوع القياديين في حماس إسماعيل برهوم وصلاح البردويل، كما استهدف القصف صحفيين -بينهم مراسل "الجزيرة مباشر" حسام شبات- وذلك بعد ساعات من استشهاد مراسل "فلسطين اليوم" محمد منصور وعائلته.
ومنذ استئنافه الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار الجاري قتل الاحتلال الإسرائيلي حتى أمس الأربعاء 830 فلسطينيا وأصاب 1787 آخرين -معظمهم أطفال ونساء- وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن قرابة 124 ألف فلسطيني نزحوا مرة أخرى بعد أن استأنفت دولة الاحتلال عدوانها على غزة وأصدرت "أوامر الإخلاء".
وبدعم أميركي مطلق، يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 14 ألف مفقود.
لمحة عن حياة الشهيد عبد اللطيف القانوع
أحد الوجوه الإعلامية البارزة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1981، بدأ مسيرته النضالية أثناء الانتفاضة الثانية عام 2000، انخرط في صفوف الكتلة الإسلامية أثناء دراسته الجامعية وانتُخب عضوا في مجلس الطلبة ثم تولى رئاسته، عمل بعدد من المكاتب الإعلامية في محافظة شمال غزة، وعام 2016 أصبح الناطق الإعلامي الرسمي لحماس.
وقد أعلنت حركة حماس استشهاده فجر يوم 27 مارس/آذار 2025، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمته في مدينة جباليا شمالي غزة.
المولد والدراسة
وُلد عبد اللطيف رجب جمعة القانوع يوم 24 أبريل/نيسان 1981 في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، ونشأ فيها.
ودرس المرحلة الأساسية في مدرستي الرفاعي وأسامة بن زيد، والمرحلة الثانوية في مدرسة أبو عبيدة عامر بن الجراح، وتخرج فيها عام 2002.
التحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة، وحصل على البكالوريوس في أصول الدين عام 2005، ثم نال درجة الماجستير في تفسير علوم القرآن الكريم من الجامعة نفسها عام 2008.
كما حصل القانوع على درجة الماجستير في الإدارة والقيادة من جامعة الأقصى في غزة عام 2014، والدكتوراه في الدعوة والإعلام من جامعة طرابلس في لبنان عام 2019.
الفكر والتوجه الأيديولوجي
يؤمن القانوع بحق المقاومة على جميع أشكالها لمواجهة الاحتلال حتى التحرير الكامل، ويرى أن قضية عودة اللاجئين حق لا يمكن التنازل عنه، ومكفول بالقوانين الدولية. ويدعم إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 دون الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي، معتبرا ذلك جزءا من حل مرحلي في إطار إستراتيجية لتحرير كامل فلسطين.
كما يرفض اتفاق أوسلو لعدم تحقيقه أي مكاسب، ويدعو إلى إلغائه. ويشدد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، عبر انتخابات ديمقراطية تضمن تداول السلطة.
وينتقد القانوع تفرد قيادة السلطة الفلسطينية بالقرار، ويطالب بإصلاح منظمة التحرير باعتبارها المظلة الجامعة للفلسطينيين، مؤكدا أن التحرر لا يكون إلا ضمن برنامج وطني موحد.
التجربة السياسية
بدأ القانوع مسيرته النضالية مبكرا بانضمامه إلى حماس فترة انتفاضة الأقصى عام 2000. ونشط في صفوف الكتلة الإسلامية أثناء دراسته الجامعية، وانتُخب عضوا في مجلس الطلبة، ثم تولى رئاسته. وعام 2006 أصبح رئيسا للكتلة الإسلامية داخل الجامعة.
وبعد تخرجه، عمل في المكاتب الإعلامية لحماس شمال القطاع وتولى إدارة أحدها. وعام 2007 أصبح ناطقا إعلاميا لمحافظة شمال القطاع، ثم تولى منصب المتحدث الرسمي باسم حماس عام 2016.
كما شارك في عدد من الفعاليات الوطنية التي نظمتها فصائل المقاومة، بما في ذلك مسيرات العودة والمظاهرات الداعمة للضفة الغربية والقدس. كما شارك في ورش العمل والمؤتمرات والنقاشات السياسية والوطنية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ويتمتع القانوع بحضور إعلامي واسع في وسائل الإعلام المختلفة، وصدر له كتاب "الخطاب الإعلامي: رؤية إسلامية معاصرة" عام 2021.
الوظائف والمسؤوليات
رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية عام 2006.
مدير إعلامي لحماس في مكتبها ثم ناطقا إعلاميا في محافظة شمال القطاع عام 2007.
الناطق الإعلامي باسم حركة حماس عام 2016.



