نجح باحثون من جامعة أوبرن بالتعاون مع باحثين من مؤسسة أوزوالدو كروز البرازيلية (FIOCRUZ) في كشف النقاب عن الآلية الدقيقة التي يستخدمها طفيلي مرض شاغاس لغزو الخلايا البشرية.
آلية انتقال مرض شاغاس
اعتمد الفريق البحثي على تقنيات محاكاة جزيئية متطورة لرصد التفاعل بين بروتين gp82 الموجود على سطح طفيلي التريبانوسوما كروزي ومستقبل LAMP2 في الخلايا البشرية، هذه التفاعلات الدقيقة التي تم رصدها بدقة غير مسبوقة تمثل نقاط ضعف محتملة يمكن استهدافها دوائياً لمنع عملية العدوى.
يعد هذا الاكتشاف ثورة في فهم أحد أكثر الأمراض المدارية المهملة، حيث يعاني حوالي 6-7 ملايين شخص حول العالم من عدوى مرض شاغاس، معظمهم في أمريكا اللاتينية، لكن مع تزايد حركة السفر والهجرة، أصبح المرض يشكل تهديداً صحياً متنامياً في أمريكا الشمالية وأوروبا.
تشخيص مرض شاغاس
يوضح الدكتور رافائيل برناردي، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن الأعراض المبكرة غير المحددة للمرض تؤدي غالباً إلى تشخيص خاطئ في المناطق غير الموبوءة، مما يجعل الاكتشاف المبكر والعلاج الفعال تحدياً كبيراً.
من جهتها، أكدت الدكتورة مانويلا ليال دا سيلفا من FIOCRUZ أن هذا التعاون البحثي الفريد جمع بين الخبرة الطويلة في دراسة المرض والتقنيات الحاسوبية الحديثة، مما سمح برؤية التفاعلات الجزيئية بشكل غير مسبوق.
تمكنت الباحثة رايسا روزا، التي شاركت في الدراسة من كلا المؤسستين، من خلال هذه التقنيات المتطورة من تفسير نتائج تجريبية سابقة والكشف عن تفاصيل جديدة في آلية العدوى، مما يفتح الباب أمام تطوير أدوية أكثر فعالية.
يشكل هذا البحث علامة فارقة في مسيرة مكافحة مرض شاغاس، حيث يقدم فهماً أعمق لآليات العدوى ويضع أساساً علمياً متيناً لتطوير علاجات جديدة. كما يبرز أهمية التعاون البحثي الدولي في مواجهة التحديات الصحية العالمية، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المهملة التي لا تحظى بالاهتمام الكافي.
مع استمرار انتشار المرض خارج نطاقه الجغرافي التقليدي، تؤكد هذه الدراسة الحاجة الملحة لتعزيز جهود المراقبة الوبائية والاستثمار في الأبحاث الطبية لتطوير حلول عملية تحمي الملايين من خطر هذا المرض المزمن الذي قد يهدد الحياة.
ما هو مرض شاغاس؟
هو عدوى طفيلية تسببها *المثقبية الكروزية* (Trypanosoma cruzi)، وينتقل بشكل رئيسي عبر حشرات "البق المقبل" (حشرات الترياتومين)، يصنف كأحد "الأمراض المدارية المهملة" التي تنتشر في المناطق الفقيرة.
طرق الانتقال:
- لدغات الحشرات المصابة (عن طريق برازها)
- نقل الدم الملوث
- من الأم إلى الجنين أثناء الحمل
- زراعة الأعضاء الملوثة
- تناول أطعمة ملوثة بالطفيلي
المراحل والأعراض:
1. المرحلة الحادة:
- حمى وتعب
- تورم في مكان اللدغة
- تضخم الغدد الليمفاوية
- قد تظهر أعراض خطيرة عند الأطفال مثل التهاب عضلة القلب
2. المرحلة المزمنة:
- تظهر بعد 10-30 سنة من العدوى
- مضاعفات قلبية (قصور القلب، اضطراب نظم القلب)
- مشاكل هضمية (توسع المريء أو القولون)
- قد تؤدي للوفاة إذا لم تعالج
التشخيص والعلاج:
- فحوصات دم للكشف عن الأجسام المضادة
- العلاج الدوائي (بنزنيدازول أو نيفورتيموكس) يكون فعالاً في المراحل المبكرة
- لا يوجد لقاح وقائي حتى الآن
الوقاية:
- تحسين ظروف السكن لمنع تكاثر الحشرات الناقلة
- فحص الدم قبل نقله
- فحص النساء الحوامل في المناطق الموبوءة
- التوعية الصحية في المجتمعات المعرضة للخطر
