عدنان علامه/عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

أمريكا صنّعت أبو محمد الجولاني وغيره؛ فتحول بين ليلة وضحاها من إرهابي مطلوب بموجب مذكرة أمريكية وعلى رأسه مكافأة مقدارها 10 مليون دولار إلى رئيس مؤقت للجمهورية السورية.

فأَمرت أمريكا الدول الأوروبية العربية "بالحج" إلى سوريا ومنحته مقعد سوريا في الأمم المتحدة وامرتهم بإغداق المساعدات المالية العينية ونفذوا الأمر مَباشرة؛ وقُدِّرَت المساعدات بمليارات الدولارات والقروض الميَّسرة أيضًا.

وأما في لبنان؛ فالزيارات الرسمية المحظورة لعقود التي كانت في عهد الرئيس بشار الأسد؛ أصبحت واجبة اليوم.

وقد دفع الرئيس ميقاتي ثمن تسرعه في لقاء الرئيس الجولاني؛ فطار من منصب تولي رئاسة الحكومة وأبلغوا الرئيس نواف سلام بالعودة بالطائرة إلى بيروت ليصبح رئيسًا للحكومة.

وأخبرنا الله تعالى عن تبرؤ الشيطان من أتباعه يوم القيامة ، فقال :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ إبراهيم/22].

فأمريكا لا يمكن الوثوق بها أو الإعتماد عليها. وخير دليل هو عدم الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها خلال قيامها بالوساطة بين لبنان وقوات الإحتلال لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق لتطبيق القرار 1701 ؛ فأعطت قوات العدو الضوء الأخضر بإزالة ما تعتبره يهدد أمنها على كامل التراب اللبناني، وعطلت عَمل اللجنة الخماسية ومنعت لبنان من القيام بحقه في الرد على أي إعتداء أو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن. وبدلًا َمن بتعهدها بإنسحاب قوات الإحتلال في 18 شباط الماضي فرضت على لبنان البقاء في 5 مواقع مستحدثة على تلال مشرفة قرب الحدود.

وإن غدًا لناظره قريب

30 نيسان/أبريل 2025