الحزب الحاكم، الله، والوطن!
مقالات
الحزب الحاكم، الله، والوطن!
حليم خاتون
24 تموز 2025 , 11:19 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون

في أحد مهرجانات حزب البعث الحاكم، حيث جلس الرئيس السوري حافظ الأسد، وقف على المنبر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأورثوذكس وقال العبارة التالية احتجاجا على الأزمة الملازمة للأمة العربية:

"فليسقط الحزب، وليسقط الله، وليحيا الوطن!"

لم يعش بطريرك ذلك الزمن، ولا عاش الرئيس حافظ الأسد لكي يرى الإثنان موت وطن...

هنيئا لرعاع الطائفة السُنّية في العالمين العربي والإسلامي الذين وصل الأمر بهم أن لا يسمعوا أنين أطفال السُنّة في غزة، ولا وصلت روائح الموت والدم المسفوك لأمهات الأطفال السُنّة في غزة، ولا رأت عيونهم العمياء بالترفيه والرقص والغناء والتطور على الطريقة الأميركية رجال غزة يقاتلون منظومة الغرب وحلف الناتو الذي جاء بقده وقديده لمناصرة إسرائيل في ارتكاب أول وأكبر إبادة تجري مباشرة على الشاشات...

محمد بن سلمان السُنّي جدا رغم أنه لا يعرف فروض الصلاة لا عند المسلمين ولا يعرف حتى الله نفسه؛ بعدان قدم تمويلا بألف مليار دولار أميركي لحرب الإبادة هذه، وأطلق عنان رجال دين البلاط الملكي في التنظير لدفع الزكاة ليس لأطفال غزة؛ بل إلى الكافرين اتقاء لشرهم...

محمد بن زايد السُنّي جدا هو أيضا الذي سارع إلى منافسة إبن سلمان في تمويل حرب الإبادة لأهل غزة السُنّة بألف مليار دولار أخرى لم يقبل إيقاف رحلات طيران الإمارات إلى تل أبيب رغم رفض عشرات شركات الطيران الهبوط هناك خوفا من حصار اليمن لكيان الاستعمار...

بقية الحكام العرب السُنّة بأجمعهم من المحيط إلى الخليج كما كلاب راعي القطيع الإسرائيلي لا يجرؤون على رفض الأوامر الأميركية حتى لو كانت تطال عائلاتهم كما أعلن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم الذي وصف كل هؤلاء بالنعاج ونسي أنهم أقل قدرا حتى من النعاج والبغال والبقر...

أما الأمة العربية؛ أمة ال ٤٥٠ مليون عربي بينهم على الأقل ٤٠٠ مليون سُنّي هبت الأغلبية العظمى منهم ضد تدخل حزب الله لمنع سقوط الدولة السورية حتى لا تضيع فلسطين التي يمثل السُنّة أكثر من ٨٠% من شعبها؛ لم يوجد "إبن مرا"؛ لم يوجد شبه رجل واحد فيهم يحمل رغيف خبز وكوب ماء إلى غزة بينما تجمع أكثر من ١٥٠ الف بغل من عشائر البقر لتنفيذ المخطط الإسرائيلي الأميركي القائم على تسليم كامل الجنوب السوري إلى إسرائيل بعد دفع الدروز إلى أحضان الاسرائيليين هربا من الذبح على أيدي السفلة من التكفيريين أو العيش كما العبيد كما حصل مع العلويين الذين يقتلون فرادى وجماعات وتسبى نساؤهم حتى هذا اليوم تحت مظلة تركيا وقطر...

محمد بن سلمان أخذ الإذن من السيد الأبيض الأميركي واستثمر أربعة مليارات دولار في سوريا الجولاني الذي حوله البريطانيون إلى خنزير مع ربطة عنق، وأعطاه الاميركيون الأمان طالما أن سكاكين كلابه لا تتوجه لنصرة سُنّة غزة؛ بل تحز رقاب الشيعة والمسيحيين والعلويين والدروز...

بل على ذمة أكثر من مصدر إعلامي؛ بلغ غضب محمد بن زايد مبلغا لأن الجولاني هاجم الدروز قبل مهاجمة لبنان للقضاء على حزب الله بالتعاون مع إسرائيل...

آخر مبتكرات أحفاد إبن تيمية وعبد الوهاب هي كتاب خرج في مصر ويتم تدريسه في جامعة الأزهر:

يحق قتل المرتد وأكل لحمه شرط عدم طبخ هذا اللحم حتى دون الرجوع إلى الحاكم؛ أي دون الرجوع إلى قضاء او محاكم...

والمرتد عند الجاهلية المعاصرة من اهل التكفير هو كل من لا يحمل في عقله ظلمات عصر القرون الوسطى...

أمة السُنّة التي قتلت إبن رشد وإبن سينا واحتضنت إبن تيمية وإبن عبد الوهاب...

هذه الأمة التي قتلت نور الفكر وتنشر عصر الظلمات أو الترفيه السفيه لا يمكن أن تقوم لها قائمة إلا إذا بُنيت المقصلات ولحق كل هؤلاء الحكام وكلابهم وعلى رأسهم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بلويس ملك فرنسا وماري انطوانيت...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري