علاجات أمراض المناعة الذاتية قد تنشط مرض السل الكامن
دراسات و أبحاث
علاجات أمراض المناعة الذاتية قد تنشط مرض السل الكامن
28 تموز 2025 , 13:43 م

حذر باحثون من جامعة سيتشينوف الطبية بالتعاون مع معهد بحوث المناعة الأساسية والسريرية من أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية وداء كرون، قد تساهم في تنشيط مرض السل الكامن لدى المرضى، وذلك عبر تأثيرها على أحد أبرز مكونات الجهاز المناعي، وهو عامل نخر الورم (TNF).
- عامل نخر الورم (TNF): سلاح ذو حدّين في المناعة
أوضحت الباحثة آلينا ألشيفسكايا، من مختبر هندسة المناعة بجامعة سيتشينوف، أن التحليل الموسع للبيانات العلمية أظهر الدور الحرج الذي يلعبه TNF في تنظيم الاستجابة المناعية ضد السل، فهذا البروتين رغم أهميته في تنشيط الخلايا البلعمية وتكوين الأورام الحبيبية المناعية، يمكن أن يتحوّل في ظروف معينة إلى عامل محفز للالتهاب وتدمير أنسجة الرئة.
- أدوية تثبيط TNF: خطر خفي على مرضى السل الكامن
أكدت الدراسة أن الأدوية التي تُثبط TNF – والتي تُستخدم على نطاق واسع لعلاج الأمراض الالتهابية المزمنة – يمكن أن تُضعف قدرة الجسم على عزل بكتيريا السل داخل الأورام الحبيبية، وهي بنى مناعية متخصصة تمنع انتشار العدوى، كما تقلل هذه الأدوية من كفاءة الخلايا البلعمية في التعرف على البكتيريا المتفطرة وابتلاعها، ما قد يؤدي إلى إعادة تنشيط العدوى الكامنة وتحولها إلى مرض نشط.
- التفاعل المناعي معقّد: عوامل متعددة تحدد خطر تنشيط السل
أوضحت الدراسة أن تطوّر مرض السل لا يتوقف فقط على مستوى TNF، بل يتأثر بعدة عوامل من بينها:
مرحلة العدوى (كامنة أو نشطة)
الخصائص الاستقلابية للخلايا البلعمية
توازن السيتوكينات المضادة للالتهاب والسيتوكينات التنظيمية
ويسهم فهم هذا التفاعل المعقّد في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة تُراعي التوازن المناعي دون تعريض المرضى لمخاطر العدوى.
- ماذا يعني ذلك للمستقبل؟
يؤكد الباحثون على ضرورة فحص وجود السل الكامن قبل البدء بالعلاج بمثبطات TNF، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها مرض السل، كما يجب العمل على تصميم علاجات مناعية أكثر دقة قادرة على المحافظة على الفعالية ضد أمراض المناعة الذاتية دون التأثير سلبا على دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى الكامنة.

المصدر: موقع science.mail.ru