كشفت دراسة حديثة نشرتها منصة Наука Mail أن الأشخاص الذين لم يخوضوا أي تجارب جنسية في حياتهم، غالبا ما يتميزون بمستويات تعليمية أعلى ونجاحات مهنية أكبر، ومع ذلك فإن هذا الجانب من حياتهم يرتبط أيضا بمعدلات أعلى من القلق، الوحدة، وانخفاض الرضا العام عن الحياة.

تأثير ممارسة الجنس على صحة الإنسان

قام فريق دولي من الباحثين بتحليل بيانات أكثر من 400 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 39 و73 عاما، وأظهرت النتائج أن الامتناع عن ممارسة الجنس ليس مجرد خيار شخصي، بل قد يكون نتيجة تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والاجتماعية والبيئية.

الأشخاص الذين لم يمارسوا الجنس أبدا كانوا أكثر حصولا على شهادات تعليمية عليا.

نادرا ما يلجأ هؤلاء إلى الكحول أو التدخين مقارنة بغيرهم.

في المقابل، سجلوا معدلات أعلى من القلق، الشعور بالوحدة، وانخفاض الرضا عن حياتهم الشخصية.

الفروق بين الرجال والنساء

تشير الدراسة إلى أن ارتباط غياب الحياة الجنسية بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية أقوى لدى الرجال منه لدى النساء. فقد تبين أن:

الرجال غير النشطين جنسيا أكثر ارتباطا بـ انخفاض الدخل.

يعانون غالبا من غياب العلاقات العاطفية الوثيقة.

الظاهرة أكثر شيوعا في المناطق التي يسود فيها عدم المساواة في توزيع الدخل وتكون المنافسة بين الجنسين مرتفعة.

العوامل الثقافية والاجتماعية

يؤكد الباحثون أن النتائج تعكس علاقات ارتباطية وليست أسبابا مباشرة إذ تتداخل عوامل مثل:

الثقافة المحلية،

الظروف البيئية،

توازن ما يسمى بـ "سوق الزواج"،

التفضيلات الشخصية،

الصحة الجسدية والنفسية،

مع الاستعدادات الجينية لكل فرد، لتشكل جميعها ملامح هذه الظاهرة.

الحياة بلا علاقات جنسية ليست مجرد مسألة شخصية، بل انعكاس لتأثيرات بيولوجية واجتماعية معقدة، وبينما قد ترتبط بالنجاح الأكاديمي والمهني، فإنها في الوقت نفسه تحمل تحديات نفسية واجتماعية لا يمكن تجاهلها.