أعلنت الأكاديمية السويدية فوز الكاتب الهنغاري لاتسلو كراسنهوركاي بجائزة نوبل للآداب لعام 2025، تقديراً لإبداعه "المقنع والرؤيوي الذي يؤكد وسط الرعب المروّع أن الفن لا يزال يمتلك قوته وقدرته على البقاء"، وفق البيان الرسمي المنشور على موقع الجائزة.
نبذة عن حياة كراسنهوركاي ومسيرته الأدبية
وُلد لاتسلو كراسنهوركاي عام 1954 في مدينة دْيولا الواقعة جنوب شرق المجر، وبدأ مسيرته الأدبية بنشر أول أعماله عام 1977. اشتهر بأسلوبه الأدبي الفريد الذي يمزج بين الرؤى الفلسفية العميقة والتصوير المظلم للواقع الإنساني، مجسّدا عالما معزولا ومليئا بالعبث وفقدان الأمل.
يُعرف كراسنهوركاي بكونه أحد أبرز كتّاب الروايات الديستوبية التي تصوّر الوجود البشري في أوقات الانهيار والتفكك القيمي. وقد حصل عام 2015 على جائزة بوكر الدولية تقديرا لإسهاماته الأدبية المؤثرة في الأدب العالمي.
الأدب على الشاشة: التعاون مع المخرج بيلا تار
تعاون كراسنهوركاي مع المخرج المجري الشهير بيلا تار، حيث تحوّل عدد من أعماله إلى أفلام سينمائية، منها روايته الأولى "تانغو الشيطان" (Sátántangó)، كما شارك بكتابة سيناريو فيلم "حصان تورين" (The Turin Horse)"، الذي حصد إشادات واسعة في المهرجانات السينمائية العالمية.
تأثير الأدب الروسي في فكره الإبداعي
في مقابلة أجراها عام 2013، صرّح كراسنهوركاي قائلاً:
"لولا الأدب الروسي، لما أصبحت كاتبا، إلى جانب كافكا، كان تولستوي ودوستويفسكي هما من ألهماني ودفعاني إلى الكتابة. بدونهم، لم يكن يخطر ببالي أن أصبح مؤلفا."
وأشار أيضا إلى أن اللغة الروسية هي الأولى التي يرغب في أن تُترجم إليها أعماله، مؤكدًا عمق تأثره بالتراث الأدبي الروسي وفلسفته الإنسانية.
جوائز وإنجازات أخرى
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحظى فيها كراسنهوركاي بتكريم عالمي، إذ سبق له الفوز بعدد من الجوائز الأدبية المرموقة، ما يعزز مكانته كأحد أبرز الأصوات الأدبية في أوروبا المعاصرة.
يُعد فوز لاتسلو كراسنهوركاي بجائزة نوبل للآداب لعام 2025 تكريمًا ليس فقط لمسيرته الإبداعية، بل أيضا تأكيدا على أن الأدب ما زال قادراً على تجسيد أعمق مشاعر الإنسان وسط الفوضى العالمية.