رغم أن نبات ذيل الحصان يبدو بسيطا في مظهره، فإن الدراسات الحديثة كشفت عن قدرة مدهشة تخفيها هذه النباتات القديمة ، إذ تبيّن أنها تُعد من أدق المؤشرات الطبيعية للمناخ على الإطلاق. فقد أثبت علماء من جامعة نيو مكسيكو أن هذا النبات قادر على تضخيم الإشارات النظيرية في الماء إلى مستويات لم يكن يُعتقد أن النباتات الأرضية يمكن أن تصل إليها.
نبات عمره 400 مليون سنة
درس الباحثون ذيل الحصان الأملس المنتشر على طول نهر ريو غراندي. ويُعد هذا النبات من أقدم الأجناس الموجودة على سطح الأرض، إذ يعود تاريخه إلى أكثر من 400 مليون عام.
يحتوي ساق نبات ذيل الحصان على آلاف الثقوب المجهرية التي تتحرك المياه خلالها من الأسفل إلى الأعلى. وخلال رحلة صعودها، يتغير تركيب الماء النظيري تدريجيا، حتى تصل الإشارة في الأجزاء العلوية إلى قيم «تطرفية» غير معتادة في النباتات.
وبعض العينات تجاوزت نطاق القيم الأرضية المعروفة، لتشبه نظائر الأكسجين الموجودة في العينات خارج الأرض.
حلّ لغز حيّر العلماء لعقود
يساعد هذا الاكتشاف في تفسير نتائج غريبة ظهرت في تحاليل النباتات الصحراوية على مدى سنوات. فنظائر الأكسجين شديدة الحساسية للرطوبة، ودرجة التبخر، ومصدر المياه. إلا أن نبات ذيل الحصان قادر على تضخيم هذه الفروقات إلى مستوى يجعلها قابلة للقياس بدقة عالية.
وبذلك يصبح ذيل الحصان مستشعرا طبيعيا يكشف أسرار النظم البيئية الجافة.
تحديث النماذج المناخية
أتاحت البيانات الجديدة تحسين النماذج المستخدمة لدراسة مناخ المناطق الجافة، وساعدت العلماء على تفسير البصمة النظيرية لنباتات أخرى تعيش في بيئات قاسية، وقد اكتسب البحث اهتماما كبيرا بعدما عُرض في مؤتمر غولدشميت، إذ كانت تلك القيم النظيرية في السابق تعتبر مستحيلة على الأنسجة النباتية.
رسائل من الماضي العميق
تشمل الحفريات القديمة لنبات ذيل الحصان فيتوليتات، وهي جزيئات سيليكون مجهرية تحتفظ بخصائصها النظيرية لملايين السنين. وبفضل هذه البنى الفريدة، تتحول إلى أداة علمية تساعد الباحثين على تحديد رطوبة العصور القديمة، بما في ذلك عصور الديناصورات.