وفاة الكاتبة المصرية نوال السعداوي ..و مالا تعرفوه عن نوال السعداوي
أخبار وتقارير
وفاة الكاتبة المصرية نوال السعداوي ..و مالا تعرفوه عن نوال السعداوي
21 آذار 2021 , 16:48 م
وفاة الكاتبة المصرية نوال السعداوي عن عمر ناهز 90 عاماً

 

 

 

القاهرة 

توفيت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي اليوم الأحد (21 مارس/ آذار 2021)  بعد صراع مرير مع المرض عن عمر يناهز الـ 90 عاماً، حيث تعرضت مؤخراً لأزمة صحية نُقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات. 

وكانت حالتها الصحية قد تدهورت في الأيام القليلة الماضية بحسب ما صرحت ابنتها منى حلمي.

وعُرفت الراحلة بدافعها المستميت عن قضايا المرأة في العالم العربي.

هذا وقد ولدت نوال السعداوي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1931 بمحافظة القليوبية وتخرجت من كلية الطب في جامعة القاهرة.

كان والدها موظفاً حكومياً صاحب دخل محدود، بينما كانت والدتها تنتمي لعائلة ثرية.

حاولت أسرتها تزويجها في عمر العاشرة، لكنها حين رفضت، وقفت والدتها في صفها.

شجعها أبواها على التعليم، لكنها -كما كتبت في مؤلفاتها- أدركت منذ سن مبكرة أن البنات كُن يحظين بتقدير أقل من البنين.

ووصفت السعداوي فورة غضبها حين قالت لها جدتها ذات يوم إن "الولد يساوي 15 بنتا. البنات آفة".

تقول الدكتورة أمين: "لقد رأت أن هناك شيئاً خاطئاً فعبرت عن رأيها دون خوف. لم يكن باستطاعة نوال أن تدير ظهرها

 

بدأت رحلتها مع الكتابة في مرحلة الشباب وأصدرت عشرات الكتب التي تُرجم بعضها للغات أجنبية، كما خضعت بعض مؤلفاتها للمنع من التداول.

قالوا لها "أنت امرأة متوحشة وخطيرة"، فكتبت قائلة "أنا أقول الحقيقة. والحقيقة متوحشة وخطيرة".

 

ومن بين تجارب طفولتها التي وثقتها السعداوي بوضوح، كان خضوعها لعملية ختان في عمر السادسة.

ووصفت السعداوي في كتابها "الوجه العاري للمرأة العربية" خضوعها للجراحة المؤلمة على أرضية الحمام بينما وقفت والدتها إلى جوارها.

وعلى مدار حياتها، ناضلت السعداوي ضد ختان الإناث، واصفة إياه بأنها أداة لقمع النساء.

وقد تم تجريم عادة ختان الإناث في مصر عام 2008، بينما أدانت السعداوي استمرار انتشارها.

تخرجت السعداوي من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1955 وعملت كطبيبة، ثم تخصصت في الطب النفسي.

وفقدت وظيفتها في وزارة الصحة المصرية عام 1972 بسبب كتابها "المرأة والجنس" الذي هاجمت فيه تشويه الأعضاء الجنسية للمرأة المعروف باسم الختان، وقمع النساء.

كما أُغلقت في عام 1973 مجلة الصحة التي أسستها قبل ذلك بسنوات. غير أنها لم تتوقف عن التعبير عن آرائها.

وفي عام 1975 نشرت رواية "امرأة عند نقطة الصفر" المستوحاة من قصة حقيقة لإمراة التقتها وكانت تواجه عقوبة الإعدام.

وعام 1977 نشرت روايتها "الوجه العاري للمرأة العربية" والتي وثقت خلالها تجاربها إذ كانت شاهدةً على جرائم اعتداء جنسي و"جرائم شرف" ودعارة خلال عملها كطبيبة في إحدى القرى.

وقد أثارت الرواية حالة من الغضب، واتهمها النقاد بتعزيز الصور النمطية للمرأة العربية.

ثم في سبتمبر/ أيلول 1981 أودعت السعداوي السجن ضمن حملة اعتقالات طالت معارضي الرئيس المصري آنذاك أنور السادات. وحينها كتبت مذكراتها باستخدام مناشف ورقية وقلم لرسم الحواجب هربته إليها عاملة جنس سجينة.

تقول الدكتورة أمين "فعلت أشياء لم يجرؤ أحد على القيام بها، لكنها كانت أموراً عادية بالنسبة لها".

"لم تكن تفكر في كسر القواعد أو الضوابط، وإنما في أن تقول الحقيقة".

 

وبعد اغتيال السادات أُطلق سراح السعداوي، لكن نشاطها خضع للرقابة وحُظرت كتبها.

وخلال السنوات التالية، تلقت تهديدات بالقتل من جانب أصوليين، كما رُفعت ضدها دعاوي قضائية، لتضطر في نهاية المطاف إلى العيش في منفى بالولايات المتحدة.

وهناك واصلت هجماتها ضد الدين والاستعمار و ما وصفته بالنفاق الغربي.

وشنت حملة ضد ارتداء الحجاب، لكنها هاجمت في الوقت نفسه استخدام مساحيق التجميل والملابس الكاشفة، مما أثار غضب زميلاتها من الناشطات النسويات.

وحين سألتها مذيعة بي بي سي زينب بدوي في حوار أجرته عام 2018 عن إمكانية تخفيفها حدة انتقاداتها، أجابت السعداوي قائلة "كلا. يجب أن أكون أكثر صراحة، يجب أن أكون أكثر عدوانية لأن العالم بات أكثر عدوانية، ونحن بحاجة إلى أن يتحدث الناس بصوت عالٍ ضد الظلم".

وأضافت "أتحدث بصوت عالٍ لأنني غاضبة".

 

وبجانب ما أثارته من غضب، نالت السعداوي اعترافاً عالمياً واسعا، وتُرجمت أعمالها إلى أكثر من 40 لغة.

وتقول خديجة سيساي المؤلفة والناشرة البريطانية التي عملت وكيلة لها في لندن "أعي تماماً أن الناس لا يتفقون دوماً مع آرائها السياسية، لكن أكثر ما كان يلهمني بشأنها هو كتاباتها وما حققته وما مثله ذلك بالنسبة للنساء". وتضيف "إذا كنت امرأة أفريقية أو امرأة ملونة، ستتأثرين بأعمالها".

ونالت السعداوي درجات شرفية عدة من جامعات مختلفة حول العالم. وفي عام 2020 أدرجتها مجلة التايمز الأمريكية ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيراً، وخصصت غلافها الخارجي لصورتها. لكن شيئاً واحداً ظل بعيد المنال. "كان حلمها أو أملها الوحيد يتمثل في بعض الاعتراف داخل مصر"، كما تقول الدكتورة أمين. "تقول إنها نالت التكريم في جميع أنحاء العالم، لكنها لم تتلق أي تكريم في بلدها" عادت السعداوي إلى وطنها مصر عام 1996، ثم سرعان ما أثارت ضجة في البلاد. وترشحت في الانتخابات الرئاسية عام 2004

أمضت السعداوي سنواتها الأخيرة في القاهرة إلى جانب ابنها وابنتها". "لقد مرت بالكثير. وأثرت على أجيال" كما تقول الدكتورة أمين. وتضيف "الشباب يبحثون عن مثل أعلى. وهي تمثل قدوة لهم". وتشيد خديجة سيساي بما كانت تظهره الكاتبة الراحلة من إصرار على الاستماع لقصص النساء الأخريات والتحدث إليها عن تجاربهن القاسية. وتقول "لا أعرف الكثيرين -خاصة عندما يكونوا معروفين- ممن يتمتعون بهذا القدر من العطاء. إنها لم تكن تسعى للظهور بصورة بطلة، بل كانت تقول للمرأة: كوني البطلة بالنسبة لنفسك"

وكتبت عنها صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن اليوم أن "المرأة وقضاياها هي القضية الكبرى والهم الأكبر عند الكاتبة والروائية الكبيرة الدكتورة نوال السعداوي التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، فهي صاحبة موقف وقضية، ولها باع طويل في مواجهة كل الأفكار التي تقلل من المرأة."  

وأضافت أن الأديبة الكبيرة كانت "أماً وقدوة للكثير من الكاتبات والسيدات اللواتى تمردن على واقعهن.

وفى حياة نوال السعداوي العديد من الكتب والدراسات منحتها شهرتها الواسعة، وكان موضوع المرأة الشاغل الأكبر والقضية الأبرز فيها". وحصلت الراحلة على مجموعة من الجوائز العربية والدولية من بينها جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا عام 2005، وفي عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.

 

وكانت صراحتها الشديدة وتفانيها الذي لا يتزعزع في الدفاع عن الحقوق السياسية والجنسية للنساء مصدر إلهام لأجيال.

 

لكن بسبب جرأتها في التعبير عن آرائها، تعرضت للانتقاد والتهديد بالقتل والاعتقال.

"لقد وُلِدت بروح قتالية"، هكذا قالت عنها الدكتورة أمنية أمين المترجمة وصديقتها.

وأضافت "أمثالها من الناس نادرون"قالوا لها "أنت امرأة متوحشة وخطيرة"

 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري