جاسر خلف / منصور يا جرحنا العميق
مقالات
جاسر خلف / منصور يا جرحنا العميق
جاسر خلف
11 نيسان 2021 , 23:39 م
جاسر خلف / منصور يا جرحنا العميق


 الرحمة للشهداء الذي ربما إستراحوا من العيش في زمن الإنحطاط الفلسطيني هذا و إختاروا أن يبقوا شرفاء أنقياء أطهار و غير ملوثين في مستنقع الذل و الخنوع و العمالة و الخيانة الذي وضعتنا فيه قياداتنا التي بحجم الوطن و ربما أكبر بكثير بحيث أصبحت خياناتنا منارة لكل الخانعين المتخاذلين في الوطن العربي.

لكن سأتحدث عن الشهداء الأحياء و الذين يمكن إنقاذهم و إسترجاعهم من موت و إذلال و خذلان كل يوم و ساعة و بأشكال و صور عديدة لا يعلمها تماماً إلا من قاساها و عاناها ..

قبل أيام أفرج الإحتلال عن مجد بربر بعد أسر دام 20 قرناً، نعم قرن و ليس عام لأن الأسير يعيش في عالم مختلف كلياً بمعظم النواحي و كأنه في كوكب مختلف عن الأرض و شاهدت فيديوهات الفرح و البهجة في عيون زوجته و أسرته... أما أنا الذي جف دمعه منذ زمن لم أعد أذكره فقد أجهشت ببكاء الحرقة و القهر و العجز و الغضب و ربما الذل من كل شيء و من كل رفاقي الذين أحبهم و وقعوا بسذاجة و براءة طفوليتان بهذا الفخ المرعب و إحتفلوا !! بمن و بماذا تحتفلون ؟؟!! لأن الإحتلال نفذ إرادته و حقده و كما أراد ؟؟ أين هو الأسير المحرر و بعد 20 قرن ؟ من و ماذا حررنا و نحن نتحاور و نحلل و نتناقش في خزعبلات و بيانات و حوارات لقيادات همها الأول و الأخير تنفيذ إرادة المحتل ؟ و تكرر الأمر بعدها مع الحر الذي أطلق المحتل سراحه بعد 35 قرناً و طبعاً قمنا بالطبل و الرقص و الزغاريد و أحياناً نطلق الرصاص على طبقة الأوزون الحقيرة و ننتقم منها لأننا عاجزون و جبناء و لا تثور كرامتنا و عزة نفسنا إلا حين ينطق أحدنا بكلمة حق !.

 

و قبل يومين إنفتح جرحنا العميق برجل بحجم الإنسان المارد في أحسن تقويم و الذي نسي أمه بتأثير التعذيب و لكن لم ينس وطنه و أفتخر بأسلوبه البريء الآسر أنه إفتدى شعبه و دافع عن و طنه و "ضربوني.. لكني خرجت عزيز النفس !!" من المسؤول عن عدم تحرير الأسرى و تركهم كي يخرجوا على تلك الصورة الأليمة ؟؟ لو كان الجواب أن الفصائل الفلسطينية هي المسؤول، فماذا نفعل إذا كانت الفصائل أثبتت عجزها و عدم توفر إرادة و قرار لذلك فهل نبقى ننتظر ؟؟! ماذا فعلنا كي نضغط على تلك الفصائل كي تقوم بدورها المفترض ؟ إلا إذا كانت تنوي مصارحتنا بأن مهمتها هي شيء مغاير و ربما معاكس لما نظن ! و أخيراً هل من الضروري أن يكون لكل عائلة في الأسر منصور شحاتيت حتى نفكر بتحريرهم ؟

آهٍ يا منصور يا جرحنا العميق..

المصدر: وكالات+إضاءات