كتب جاسر خلف: إنتفاضة القدس و عُهر الفصائل..
فلسطين
كتب جاسر خلف: إنتفاضة القدس و عُهر الفصائل..
جاسر خلف
25 نيسان 2021 , 19:08 م
كتب جاسر خلف:    يُقال أن سيدة جميلة جلست في أحد المسارح جانب برنارد شو و الذي إستشعر منها أمراً ما، فسألها و دون مقدمات إن كانت مستعدة للنوم معه مقابل مليون جنيه إسترليني!. . لم تتردد السيدة

كتب جاسر خلف: 

 

يُقال أن سيدة جميلة جلست في أحد المسارح جانب برنارد شو و الذي إستشعر منها أمراً ما، فسألها و دون مقدمات إن كانت مستعدة للنوم معه مقابل مليون جنيه إسترليني!. .

لم تتردد السيدة و أجابت: نعم، فما كان من برنارد شو إلا أن أعاد السؤال:

"و هل أنتي توافقين مقابل جنيه واحد ؟".

غضبت السيدة و صرخت في وجهه:

"من تحسبني يا هذا ؟"

فأجاب بهدوء و ثقة:

"أمّا من أنتي فقد عرفنا و إتفقنا و لكننا نتفاوض على الثمن !".

بلا تزلف و نفاق و لا "تسحيج" نقول أن حال تلك السيدة "المحترمة" يتطابق مع حال و توصيف كل الفصائل الفلسطينية التي قبلت المشاركة بإنتخابات أوسلو و بشروط العدو الكاملة و لم تترك لنفسها مساحة للمناورة إلا بشكل ضئيل للغاية و أصغر بكثير من مساحة السيدة الحسناء تلك.

ما يجعلنا لا نثق بتلك الفصائل هو ما قامت و تقوم به من تسليم أسلحتها و كفاحها المسلح و رجالاته للإحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر و في أرقى الحالات تقايض أمن الإحتلال بدولارات قطر و لا يغير في الأمر شيئاً تكدس الصواريخ عندها و التي يكابد محور المقاومة بإيصالها ما دامت لا تُستخدم كما يجب و مادام القرار السياسي بيد الإخوان المسلمين أو يسار الأنجزة الهانئ في حضن اليمين المتصهين في رام الله الوكيل الرسمي لرعاية مصالح الإحتلال.

حديثنا هنا لا يشمل المستقلين لأن منطلقاتهم بشأن الإنتخابات مختلفة و هم طيف واسع يحتاج لبحث منفصل.

تأجيل الإنتخابات من عدمه لن يغير من جوهر الأمر و هو القبول بقواعد اللعبة التي وضعها العدو بنفسه و هو الخصم و الحكم و النتيجة واضحة و مهما تم تجميلها.

تبرر الفصائل مشاركتها بحجة أنها ستحارب أوسلو و لكن بوسائل أنتجتها أوسلو بنفسها و هي (الفصائل) التي لم تكن جادة بمحاربتها في أي وقت من الأوقات بل و حتى ساهمت عبر مهادناتها و عدم جديتها بخلق أوسلو نفسها أو بالوصول الحتمي إليها. لذلك لا يمكن تصديق أن تحالف أو تطامن الفاسدين يريد التغيير فعلاً و خصوصاً أن هذا التحالف قام بكل شيء لتدمير أي شكل نضالي مؤثر كالكفاح المسلح و لا نرى حتى أية محاولات في هذا الإتجاه.

طبعاً ليس من العدل وضع الفصائل في سلة واحدة من جهة تاريخها و مسيرتها الثورية و ما قدمته أو تقدمه من شهداء و تضحيات قضوا مشتبكين مع العدو من أجل فلسطين و ليس من أجل قيادات فاسدة قبلت الدخول بلعبة و مساومات الجنيه و الريال و الدولار بحيث أنها تبذل جهوداً جبارة لبث ثقافة الهزيمة و إستدخالها لتبرير الإنحطاط السياسي هذا و بمساعدة بقايا دولارات ينثرونها على بعض التابعين.. .

و الآن إنبثقت من القدس شرارة أمل كبيرة تٌبشر بمقدمات إنتفاضة شعبية لن تتوقف عند حدود القدس و أهلها.. و ليس صحيحاً أن السبب محصور بالمسلمين و زيارة الأقصى و إستفزازات من قطعان صهيونية "متطرفة" و كأن باقي قطعانه عبارة عن حملان ناعمة و "غنوجة".

الشعب ضد الإحتلال و ضد سلطة و فصائل فاسدة و لا تقوم بما يجب و الإستثناءات القليلة هنا ليست كافية كي تلغي القاعدة الأساسية.

هناك مبالغة إعلامية كبيرة من الفصائل بما يتعلق بدورها في هذا الحراك الشعبي و من الواضح أن إهتمام الفصائل ما زال مشدوداً للمكاسب الإنتخابية أكثر بكثير من حراك القدس و دعمه و تطويره و الإنخراط فيه، بل يمكن القول أنها تستعمله كدابة تمتطيها لتحقيق نتائج إنتخابية أفضل و تحت سقف أوسلو و دون إزعاج الإحتلال و إيلامه أو المسّ بجنوده رغم إطلاق بعض الصواريخ المحسوبة إنتخابياً فقط و نقطة.

الفصائل التي تزعم أنها ضد أوسلو تستطيع دعم و تطوير حراك القدس الثوري و قادرة على التحرر من أوسلو و إسقاطها كلياً الآن و ليس بعد الإنتخابات. إلا إذا كانت الفصائل جزءاً أساسياً من أوسلو و تريد الدفاع عنها.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري