أردوغان في ورطة وادلب بين التسويف التركي والتحرير
مقالات
أردوغان في ورطة وادلب بين التسويف التركي والتحرير
رئيس التحرير
10 آب 2019 , 06:49 ص

يسود الغموض في المواقف فما بين اتفاقات المنطقة الامنة المبهمة بين تركيا وأمريكا وما بين (التحالف) الكردي الأمريكي وعويل (الحليف) الكردي في الشمال الشرقي السوري, أما ما هو مصير ادلب واالشمال الغربي السوري فإليكم هذا المقال, نترك في إضاءات للكتاب حق إبداء وجهة نظرهم في الأحداث ونتمنى التفاعل من الكتاب الآخرين والقراء لإثراء الموضوع ولتحقيق الفائدة المتوخاة ولذا نقوم بنشر هذا المقال دون الترام بالمضمون, .

إضاءات

 

عيون ترامب ترقب ادلب.. قصة النهاية وكواليس المراوغة
الدكتور محمد بكر

توجيه السفير الأميركي الأسبق في سورية روبرت فورد نصائحه للمعارضة المسلحة بعدم انتظار أي شيء من الولايات المتحدة الأميركية، وأن الأخيرة لن تخوض حرباً عالمية ثالثة من أجل حلفائها، ولن تتدخل لوقف القصف على ادلب، هو يأتي ضمن التقييم الأميركي لجملة الحاصل في سورية على مدى سنوات الحرب، وضمن التطبيق العملي لنظرية الوحل والموت في سورية، وسبعة تريليونات دولار تم انفاقها في حروب الشرق الأوسط من دون أية جدوى بحسب ترامب، من هنا تبدو المراوغة الأميركية لجهة ماأعلنته الأركان الروسية بأن الأميركيين يدربون فصائل مسلحة ” مغاوير الثورة” ومجموعات صغيرة تابعة لجيش الكتائب العربية في منطقة ال55 كم في قاعدة التنف، وأن الطائرات الأميركية في شرق الفرات تقوم بنقلهم بعد انهاء التدريبات في التنف، تبدو محط تساؤل وتناقضاً فظاً من حيث الشكل فيما لوقورنت بتصريحات ترامب.
الجديد الأميركي هو يأتي لمواصلة مسلسل المراوغة والضغط على الروسي الذي يشن والجيش السوري عمليات مركزة في ريف ادلب تمهيداً للسيطرة عليها بعد استنفاذ واهتلاك كل وسائل سوتشي وغير سوتشي، بالرغم من إدراك الأميركي أن ” قصة النهاية” في سورية تبدو الأكثر روسوخاً في المشهد السياسي السوري وأن انجاز الخواتيم هو مسألة وقت لا أكثر، الجديد الأميركي يمكن ان يُفسر من خلال نقطتين رئيستين :
الأولى هي أن السلوك الأميركي يمكن تسميته بالمراوغة التي تحرف انتباه الخصم عن جبهة بعينها لكن لا تشكل فرملة للاندفاعة والقرارات الاستراتيجية.
الثانية هي رسالة للتركي الذي أزعج الأميركي بجريه في الملعب الروسي فيما يتعلق بصفقة الاس 400، وتالياً محاولة تظهير الدعم الأميركي للكرد رداً على الخطوة التركية.
لا نعرف إن كانت الخطوة الأميركية هي رد على مانشرته صحيفة هآرتس لجهة أن ايران نقلت صواريخ دقيقة ومتطورة يصل مداها إلى 700 كم  للعراق، وإرضاءً لإسرائيل التي قيل أنها قصفت موقعاً عسكرياً في العراق قبل أيام، من هنا يمكن فهم ماقاله روبرت فورد للميادين بأن الإدارة الأميركية لاتريد تواصلاً وتقارباً بين دمشق وحلفائها وبغداد.
لا نعتقد أن الخطوة الأميركية في قاعدة التنف ستغير من مسار العمليات العسكرية للجيش السوري وحلفائه ، ولن تعيق القرار الاستراتيجي بهذا المعنى، وعيون ترامب وإن كانت ترقب ادلب، فالاستراتيجي يبقى استراتيجياً والمراوغة تبقى مراوغة، وخبرة فورد لجهة ان اقتسام الأميركي والروسي للمجال الجوي السوري، ودعم بلاده للكرد سينتهي يوماً ما، هي الحاضر الأوحد والصحيح في كل تفاصيل وتعقيدات المشهد.

المصدر: وكالات+إضاءات