كتب الكاتب رجا اغبارية:
وصلتني للتو رسالة المناضل مروان البرغوثي التي ارسلها لعائلة الشهيد نزار بنات.
اعترف انني لم اشكك يوماً بحركة فتح ومناضليها الذين قدموا اكثر الشهداء واكثر السجناء من بين الفصائل الفلسطينية ، ولي كثير جداً من الاصدقاء فيها رغم اختلافي معهم حول نهجهم السياسي منذ تبني الحل المرحلي .
لكن فتح بصفتها الحزب الحاكم تعيش حالة من الانفصام السياسي والسلوك السياسي، فتنبري كوادرها بحسب رصيدها التاريخي وينبري آخرون حسب راتب السلطة .
كثيرون من مناضليها بدلوا بندقية فتح ببندقية الامن الوقائي واصبحوا ينفذون سياسة رسمها لهم ولحكومتهم دايتون الذي كان مكلفاً من الحكومة الامريكية باقامة الاجهزة الامنية حيث درسها وهيأها للتنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني الذي يعتبره محمود عباس تنسيقاً مقدساً .
هذه القوى وهذه السلطة لا تمت بسلوكها لتنظيم فتح الذي اطلق الرصاصة الاولى ...
لكن جماعة السلطة والحزب الحاكم يتظللون بحركة فتح ومناضليها لدرجة ان اي انسان او متظاهر او شعب ينتقد ابو مازن واجهزته الامنية وحكومته الدايتونية ، يعتبر فوراً معتدياً على فتح وتاريخها ...
لماذا برايكم ؟
كي يحرضوا مناضلي فتح وقاعدتهم الوطنية ضد كل من ينتقد او يهاجم ابو مازن واجهزته الامنية المنسقة امنياً مع العدو !
لقد وصل الامر مؤخراً الى قتل المناضل نزار بنات منذ اقتياده من بيته في منطقة ج وحتى المخفر الفلسطيني بمنطقة أ ، اي باذن إسرائيلي !!!
اذا ما كنت جريئاً ومخلصاً لنهج نزار بنات ، فانك تتحول فوراً الى مفتن ، وعميل وكلب وتهدد بالقتل مثل نزار بنات....
على مناضلي فتح ان يعيدوا النظر بهذه التركيبة العجيبة . فالتنظيم القائد للثورة هو ليس الحزب الحاكم في السلطة ، ام ان كل صيغة تستعمل في المكان المناسب لها ؟
يجب علينا تكثيف النقد وفضح الالتباسات كي تعود فتح التي انتجها شعبنا الى مربعها الاول ، وتميزها عن حزب السلطة وحكومته واجهزته الامنية .
يجب اسقاط المستوى السياسي الذي اغتال نزار بنات سياسياً وليس عنفياً كما تفعل اجهزة الامن الوقائي الدايتونية ومن يقف على رأسه وبكل المستويات.
لا تسمحوا لابو مازن واجهزته الامنية وكل المأجورين باختطاف حركة فتح التي قادت الثورة المعاصرة .
هذا نموذج من فتح الثورة ؛
رسالة القائد الاسير مروان برغوثي لعائلة بنات :
رسالة الأسير القائد مروان البرغوثي بخصوص اغتيال الناشط نزار بنات
تابعت بكل أسف ما حدث مع الأخ المناضل صاحب الكلمة الحرة الشـ...ـهيـ..ـد نزار بنات من تنكيل وتعذيب أفضى إلى القتل ظلماً وعدواناً على يد مجموعة من عناصر الأجهزة الأمنية الذين تلقوا أوامرهم من قيادة فاسدة خارجة عن مبادئ وأخلاق حركة فتح وعن أعراف وقيم الشعب الفلسطيني.
إنني ومن داخل سجني أبعث برسالة عزاء وتضامن مع عائلة الشـ...ـهيـ..ـد نزار بنات، إلى زوجته الصابرة وأبنائه الأطفال الذين حرموا من حنان وعطف الأب، وأقول لهم لا تحزنوا فنزار أصبح رمزاً وأيقونة وطنية لكل الأحرار والمناضلين، ودمه سيكون لعنة تطارد قاتليه ومن أعطاهم الأوامر.
رسالتي إلى كل الشباب أن واصلوا كفاحكم وارفعوا صوتكم دون عنف كما فعل نزار ضد الظلم والفساد عالياً، وتمسكوا بمطالبكم في محاسبة المتورطين بقتل الشـ...ـهيـ..ـد نزار بنات.
ومن هنا، فإنني أدعو إلى استقلالية التحقيق بعيدا عن الجهات التي ارتبط اسمها بالجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها وعدم تكرار التجارب السابقة.
وفي الوقت الذي لا زال فيه شعبنا يكافح من اجل تحقيق آماله الوطنية في التحر.ير والعودة، لا بد وأن نمنحه الفرصة لاختيار من يمثله عبر انتخابات شاملة، يتم من خلالها إعادة الاعتبار لمؤسساتنا التي ضربها العفن والفساد والظلم.
كما أطالب أبنائي الفتحاويين الأوفياء أخوة النضال والكفا.ح بعدم المشاركة في الاعتداء على أخوتهم المتظاهرين وقمعهم، فإن ذلك ليس من سلوك الفتحاويين وتركهم يمارسون أبسط حقوقهم التي كفلتها القوانين والأنظمة والمتمثلة بحرية الرأي والتعبير.
أخوكم مروان البرغوثي أبو القـ.. ـسـ.ـام
سجن هداريم



