هام جداً,, كتاب مفتوح إلى رئيس المجلس النيابي\ ناي صالح
أخبار وتقارير
هام جداً,, كتاب مفتوح إلى رئيس المجلس النيابي\ ناي صالح
26 آب 2021 , 22:10 م
  كتبت ناي صالح: أربعون سنة من حياتنا خُطِفَت، وشخص واحد على رأس المجلس النّيابي، وهو انت. وظيفة هذا المجلس، كما نعلم جميعاً، هي التشريع وإقرار القوانين التي تخدم المواطن. أي أنّ هذا المجلس هو

 

كتبت ناي صالح:

أربعون سنة من حياتنا خُطِفَت، وشخص واحد على رأس المجلس النّيابي، وهو انت.
وظيفة هذا المجلس، كما نعلم جميعاً، هي التشريع وإقرار القوانين التي تخدم المواطن. أي أنّ هذا المجلس هو في خدمة المواطن، وليس العكس. نسمعك ليل نهار تهاجم الفاسدين وتوزّع الاتهامات يمنة ويسرة، مشيراً بأصبعك إلى الآخر دائماً، متناسياً الأصابع الثلاثة التي تشير إليك.

ألم يكن لديك الوقت الكافي خلال هذه السنوات الأربعين لإقرار قانون ضمان الشيخوخة، أو قانون الضمان الصحّي للمواطن؟ ألا يحزنك رؤية كبار السنّ يهيمون في الطرقات باحثين في القمامة عن لقمة تقيتهم لأن لا قانون يضمن شيخوختهم؟
ألم تجد متسعاً من الوقت بين صفقة وأخرى لإقرار قانون أحوال شخصيّة مدني موحّد لجميع اللبنانيين؟ ألا يربكك بكاء الأمهات المحرومات من أطفالهن واللاتي يتعرّضن للإبتزاز من بعض رجال الدين؟
ألم ترَ الجدوى من تنظيم قطاع النقل العام لتيسير أمور المواطنين؟ أم تراك لا تتأثّر لرؤية ناخبيك يتقاتلون على تعبئة صفيحة البنزين ويتعرّضون لأبشع انواع الذلّ في غياهب السوق السوداء؟
ألم يؤنّبك ضميرك عندما كنت تعطّل جميع مشاريع كهرباء لبنان منذ أن استلمتها في العام 1984، ثم في العام 1989، ثم استلم هذه المهمّة عنك وزير المال بمنع التحويلات لإنجاز مشاريع هذه الشركة الحيويّة؟ هل تفضّل أن تحتكر مولّدات الكهرباء وتمنع المازوت عنها وتقفل مصفاة الزهراني بوجه الجميع إلاّ من يؤلّهونك، فقط لتضغط أكثر على الناس محوّلاً حياتهم إلى جحيم؟ 
ألم تكن تعلم أن مشاريع المياه التي عطّلتها سوف تكون مفيدة لناخبيك الذين يشترون مياه الشفّة حاليّاً نظراً لانقطاع مياه الشركة؟
تدّعي حبّ الناس ولم تعمل أي شيء لضمان حياتهم وصحّتهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم! من يحبّ الناس يعمل لمصلحتهم، وليس ضدّها!
الملفت هو أن رصيدك في مصارف الخارج يكبر بينما أموال ناخبيك تبخّرت... بل الأحرى، نُهِبَت، وأنت لم تحرّك ساكناً لاستردادها، لا بل رفضت إقرار قانون الكابيتال كونترول، الذي كان هو الحلّ... لو أقرّ القانون، لما وصلنا إلى هنا. 
ماذا تريد أن تحقّق من خلال منصبك كرئيس مجلس تشريعي إن لم يكن إقرار قوانين مفيدة للمواطن؟
ألم تسأم كذباً ونفاقاً وتلاعباً بمشاعر الناس الذين يحبّونك ولا يعلمون حقيقتك؟
أدعوك للتنحّي لأنك فشلت فشلاً مدوّياً في مهمّتك على مدى هذه السنين... فشلت في عملك كمشرّع، ولكنّك نجحت كمقاول.
أين القوانين؟ أين هي القوانين التي تضمن حقوق المواطن وتحميه وتكرّس قيمته الإنسانيّة؟؟!! 
أين محاربة الفساد طوال هذه السنين؟ لم "يخلّوك"؟ لم يسمحوا لك بمحاربة الفساد؟ ولمَ لم تتنحّ إذاً وتفسح المجال لمن هو أقدر منك على محاربة هذه الآفة التي تنخر جذور الوطن؟
أين بناء الوطن؟ هل سرقوا منك التصاميم؟ 
أين قيمة المواطن؟ ألا تجد ان له قيمة فتحافظ عليها من خلال قوانين مستدامة؟ 
يبدو أن لا وجود لها في قاموسك، ولكأنّك فقط تريد السلطة والمال وبعض الموالين والتابعين كالعبيد، لكي يتهجّموا على كل من يقول كلمة حقّ في وجه مسؤول فاسد.
أنت انتهيت لأن الذين كانوا يحبّونك بصدق صُدِموا بك، وبدأوا يرون حقيقتك البشعة والمتلاعبة بمشاعرهم وعقولهم.
تدّعي محبّة الإمام الصدر، وأنت تنسف كل مبادئه!
تدّعي اتباع الإمام علي عليه السلام، وأنت تتشبّه بأعدائه، أعداء الله.. فقد سئل الإمام عليه السلام يوماً:"من أحقر الناس؟
أجاب قائلاً:"من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت اوطانهم."
وأنت ازدهرت أحوالك بينما جاع الوطن والمواطن... 
لا أتوقّع أن يهتزّ ضميرك، فهو لو كان موجوداً، لكانت ازدهرت أحوال الوطن والمواطن، إذ كان لديك المتّسع من الوقت طوال هذه السنين التي سُرِقت من عمرنا ومن عمر الوطن، وهي سرقة أعظم من سرقة اموالنا، فهذه السرقة طالت حياتنا ومستقبل الأجيال القادمة.
إستقل، واذهب إلى حيث لا يعرفك أحد، وراجع نفسك، وقدّم اعتذارك للشعب، كل الشعب، وأعد إليهم ما سرقت من أعمارهم وأموالهم ومستقبلهم...
ربّما لن نأخذ حقوقنا من عدالة الأرض، لن تستطيع التراجع لأنك ماسوني محمي صهيونيا مؤجور منذ تم تغييب وقتل الإمام الصدر لتحل محله كي تدمر كل ما أنجزه توصيل اهل بلدك لما هم عليه الآن ؟؟؟
 لذلك أنا أطلبها بإصرار من عدالة السماء، فظنّي أبداً لا يخيب بمن خلقني، وهو العادل الرحمن الرحيم.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري