إلى أي مدى يمكن أن تصل
أخبار وتقارير
إلى أي مدى يمكن أن تصل "آلية الحوار الأمني الرباعي" بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا؟
27 أيلول 2021 , 07:01 ص
إلى أي مدى يمكن أن تصل "آلية الحوار الأمني الرباعي" بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا؟

 

 

في الـ24 من الشهر الجاري، عقدت "آلية الحوار الأمني الرباعي" في واشنطن بين الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا أول قمتها غير الافتراضية. حيث ناقش قادة الدول الأربع قضايا متعددة مثل وباء فيروس كورونا الجديد والأمن البحري وأمن الشبكات. وبحسب بيان مشترك صدر بعد الاجتماع، أكدت الدول الأربع من جديد على إقامة شراكة لبناء منطقة المحيطين الهندي والهادئ "الحرة والمنفتحة والشاملة" بشكل مشترك.

في السنوات الأخيرة، ومع تحول التركيز الاستراتيجي تدريجيا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حاولت الولايات المتحدة الاعتماد على "آلية الحوار الأمني الرباعي" لدفع "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" وبدء معركة جيوسياسية مع الصين. تمثل هذه الاستراتيجية والآلية عقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن، أما المواجهة الجماعية والألعاب الجيوسياسية في العالم اليوم فمحكوم عليها بالفشل.

خطة الدول الأربع

في البداية، استخدمت الولايات المتحدة "آلية الحوار الأمني الرباعي" كأداة لاحتواء الصين. وفي السنوات الأخيرة، ركزت المؤتمرات التي تضم الدول الأربع بشكل أساسي على "الأمن البحري" و"التواصل والترابط بينها" و"النمو الاقتصادي" و"وباء فيروس كورونا الجديد"، وذلك لاستهداف الصين في مجالات "الحقوق البحرية" و"النفوذ البحري" ومبادرة "الحزام والطريق".

على الرغم من أن "آلية الحوار الأمني الرباعي" تدعي الحفاظ على نظام دولي قائم على قواعد معينة والحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة، إلا أنها في جوهرها ليست مفتوحة ولا حرة. إن أكبر انتقاد لـ"آلية الحوار الأمني الرباعي" من قبل المجتمع الدولي هو حصريتها القوية واستهدافها للصين. فبدلا من القول إن الدول الأربع لديها أفكار متشابهة، من الأفضل القول بأنها جميعا براغماتية، وذلك من خلال استخدامها لـ"آلية الحوار الأمني الرباعي" للسعي إلى تحقيق توازن ملائم في محاولة لاحتلال موقع متميز في اللعبة مع الصين.

عقبات لا يمكن التغلب عليها

إن "آلية الحوار الأمني الرباعي" طموحة للغاية، وذات مواضيع واسعة، بينما يُعتبر إجراء التعاون العملي داخلها صعبا، كما أن إمكانية تشكيل تحالف عسكري ضمنها غير محتملة. وهناك بعض العوائق وأوجه القصور الكامنة في هذه الآلية والتي يصعب التغلب عليها على المدى القصير.

أولا، إن التكامل الجغرافي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ صعب للغاية. حيث لا تقع اليابان وأستراليا والهند في نفس المنطقة الجغرافية، بل هي متباعدة عن بعضها البعض. وهذه البلدان لديها بالفعل تناقضات جغرافية بنسبة متفاوتة مع الصين، إلا أن تركيز كل منها مختلف، لذلك، يكون اتخاذ إجراءات مشتركة، وتشكيل تحالف قوي صعبا.

ثانيا، المنافسة بين القوى الكبرى لا تتماشى مع الاتجاه السائد في العالم. حيث تولي "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ" للولايات المتحدة اهتماما كبيرا لصعود الصين والمنافسة الجيوسياسية معها. في الواقع، تتبع معظم دول المنطقة استراتيجية "التحوط" بين الصين والولايات المتحدة، حيث لا ترغب في انخراط الصين والولايات المتحدة في لعبة صفرية المجموع، كما لا ترغب في الاصطفاف مع أي واحدة منهما.

ثالثا، التعارض بين الأهداف الجيوسياسية والجيواقتصادية. في سياق العولمة الاقتصادية والتعاون المتبادل، تتشابك مصالح جميع الأطراف، وعلى وجه الخصوص الدول الأربع، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، يربطها تعاون اقتصادي وتجاري وثيق مع الصين ولا يمكن التخلي عن هذا التعاون أو تشكيل جبهة محددة.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري