كتب د. حسن أحمد حسن: الجنوب السوري في حضن دمشق: مؤشرات ومبشرات.
مقالات
كتب د. حسن أحمد حسن: الجنوب السوري في حضن دمشق: مؤشرات ومبشرات.
د. حسن أحمد حسن
2 تشرين الأول 2021 , 00:18 ص
كتب د. حسن أحمد حسن: كثرت الدراسات والتحليلات المخصصة للبحث في دلالات زيارة السيد العماد علي عبد الله أيوب نائب القائد العام ـ نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الدفاع إلى الأردن الشقيق بدعوة رسمية


كتب د. حسن أحمد حسن:


كثرت الدراسات والتحليلات المخصصة للبحث في دلالات زيارة السيد العماد علي عبد الله أيوب نائب القائد العام ـ نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الدفاع إلى الأردن الشقيق بدعوة رسمية من السيد اللواء رئيس أركان القوات المسلحة الأردنية، ونظراً لأهمية الموضوع آثرت أن أعيد صياغة مضمون مشاركتي في أكثر من برنامج تلفزيوني، وتلخيص أهم الأسئلة والأجوبة حول هذا الموضوع، وما قد يتعلق به من عناوين تساعد على رسم صورة واضحة المعالم عن تطور الأحداث وتداعياتها على حاضر المنطقة ومستقبلها القريب.
القسم الأكبر من هذه المادة مأخوذ من البرنامج  التلفزيوني "استديو التاسعة" الذي تم بثه على قناة:/ العالم سوريا/ بتاريخ 22/9/2021م. حيث وزع الإعلامي مجد هرمز الأسئلة على الضيوف المشاركين، وهم: د. حسن أحمد حسن من دمشق ـ الأستاذ سميح خريس: الأمين العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من الأردن ـ  الأستاذ سماح مهدي: عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ويمكن تلخيص أهم ما ورد في مشاركتي بالأسئلة والأجوبة التالية:
المذيع: كان هناك محولات كثيرة في الأشهر الأخيرة، ومحاولات استفزاز من الجماعات الإرهابية الموجودة في درعا لاستجرار الجيش العربي السوري إلى معركة، لكن الدولة السورية استخدمت النفس الطويل، كيف يمكن توضيح ما يتعلق بهذه الزيارة، وما حصل في درعا في الأشهر القليلة الماضية؟.
د. حسن: كل جزئية من السؤال تحتاج إلى حلقة مستقلة، لكن باختصار يمكن القول: الزيارة تمت وبنجاح، وما قد يتمخض عنها هو الواقع الطبيعي الذي يجب أن يكون، وإذا كان أحد أهم ما تمت مناقشته يتعلق بتوحيد الجهود وتنسيقها لمكافحة الإرهاب، فهذا يتطلب انتشار الجيش العربي السوري على امتداد الحدود السورية الأردنية ، وهذه هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون قائمة، ومن الطبيعي أن يكون الجندي السوري على الجانب السوري يقابله الجندي الأردني على الضفة الأخرى، وليس من الطبيعي أن تكون الحدود مسرحاً للمسلحين، بل الواقع الشاذ والاستثنائي والمرضي ذاك الواقع الذي كان قائماً، وبالتالي عندما تصل الأمور إلى هذا المستوى من زيارة وفد عسكري رفيع برئاسة السيد العماد نائب القائد العام ـ نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الدفاع يرافقه عدد من كبار ضباط القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تلبية لدعوة رسمية من رئيس أركان القوات المسلحة الأردنية، فهذا لا يأتي من فراغ، بل يعني جملة من النتائج والتداعيات التي تم تبلورها، والتي أصبحت حقيقة قائمة على أرض الواقع، وهذا يقودني إلى الشق الآخر من السؤال، منذ أكثر من شهرين والدولة السورية تقول بوضوح: المطلوب من كل من يحمل السلاح تنفيذ ما يلي: 1 ـ 2 ـ 3 ـ 4 ...الخ، وما أعطي من ميزات للمصالحة في درعا لم يعط لأية مصالحة سابقة، وفي كل مرة كان يتم الاجتماع والاتفاق على شيء، وفي اليوم التالي ينكث من يمثل المسلحين بما تعهدوا به، وينقضون ما وعدوا بتنفيذه، وأنا أود سؤال أي متابع: ماذا يعني هذا الأمر؟.. هذا يعني أن من يحضرون الاجتماع ليسوا أصحاب قرار، وليسوا أحراراً بطرح ما يريدون، كما أنهم لا يمتلكون موقفاً ووجهة نظر خاصة بهم، بل يعبرون عن تعدد مرجعيات أولئك، وبالتالي كان واضحاً أن عزم الدولة السورية وإصرارها على بسط سيطرتها على كامل تلك الجغرافيا أمر غير قابل للمساومة ولا للمماطلة والتسويف، فوحدات الجيش التي ذهبت إلى درعا ومحيطها لم تذهب للتنزه، بل لتحقيق مهمة محددة، ومن مهام الجيش الوطنية والدستورية والأخلاقية بسط الأمن والأمان، ودعني هنا أوسع عدسة الكاميرا قليلاً، فمنذ 2018 تم التوصل إلى تسوية برعاية الأصدقاء الروس، وما كان للأصدقاء الروس أن يقدموا على أية خطوة إلا بالتشاور مع الدولة السورية، واليوم نحن بعد ثلاث سنوات ونيف، و لم يتم التقيد بكل ما تعهد به المسلحون من تسليم السلاح وتسوية الأوضاع، وضمان دخول مؤسسات الدولة رسمياً، ولم ينفذ منه شيء، فلماذا؟... الجواب لأنه أريد لمنطقة درعا وحوران أن تبقى خاصرة تنز ألماً وقيحاً ودماء ووجعاً بحق الوطن السوري، والسؤال الأهم لماذا كان يراد ذلك؟ والجواب: لأنها مسرح العمليات التقليدي لأية مواجهة ميدانية مع العدو الإسرائيلي، ودعني أقول إن ما حدث ليس مجرد إنجاز نوعي للجيش العربي السوري والدولة السورية، بل هو ثمرة من ثمرات صمود محور المقاومة، وما أفرزه هذا الصمود من تجليات، وحقيقة لا أرى ثمة فارق على الإطلاق بين انتشار الجيش في أحياء درعا البلد وطفس وتل شهاب ومزيريب وغيرها وبين قدوم الباخرة التي تحمل المازوت الإيراني آمنة مطمئنة، وتفريغها في بانياس السورية، ونقل المازوت عبر صهاريج إلى الداخل اللبناني.. على الجميع أن يتذكر أنه على امتداد الطريق التي سلكتها الصهاريج كان هناك دماء طاهرة مشتركة قدمها رجال الجيش العربي السوري وأشقاؤهم من رجال المقاومة  في حزب الله، وبالتالي فهذه الصهاريج قد وصلت إلى حيث يجب أن تصل ببركة الدماء، وانتشار الجيش في درعا وريفها الغربي وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي هي أيضاً ببركة هذه الدماء الطاهرة، وبفضل هذا الصمود وتوحيد جبهات محور المقاومة، ولم يعد بالإمكان الحديث عن الاستفراد بسورية من جهة أو باليمن من جهة أو حزب الله، ولا استهداف إيران أو غيرها من أقطاب محور المقاومة.
المذيع: إذا أردنا أن ننقل تساؤلاً من المراقبين والمتابعين ومضمونه يقول: إن زيارة وزير النفط السوري أو غيره من الوزراء قد تحمل أهمية استراتيجية، لكن زيارة السيد وزير الدفاع لها طابع عسكري حكماً، ويجب أن يخرج من هذه الزيارة نتائج معينة... إذا أردنا أن نتحدث عن خصوصية الوزير الذي زار عمان، على ماذا تدل، وإلى ماذا يمكن أن تفضي؟.
د. حسن: باختصار شديد ووضوح وبشكل مباشر أقول:هذه الزيارة الناجحة على شتى الصعد والمستويات تدل على تآكل وكسر إرادة الإدارة الأمريكية الحريصة على تفتيت وتذويب دول المنطقة.. هذا هو العنوان العريض، والسؤال المشروع: لماذا لم تكن هذه الزيارة قبل عدة أشهر، أو قبل عدة سنوات؟.. هل كان بإمكان الأردن الشقيق الذي نحبه ونحترمه ونتمنى له كل الخير أن يوجه دعوة رسمية قبل أن تصل الأمور إلى نتائج ومفرزات يبنى عليها؟.واتفق مع ضيفك في الأستوديو إن هذا الأمر ليس محصوراً بما يحدث على الساحة السورية، بل يؤكد وجود تفاهمات، لكن هذه التفاهمات بين القوى الكبرى ما كان لها أن تتم لولا الإنجازات النوعية التي ترجمت على الأرض.. والسؤال المشروع الذي يفرض ذاته هنا: ماذا لو تصمد سورية؟ وماذا لو لم يكن هناك محور المقاومة؟. هل كنا نرى من يقول: لا للأمريكي؟.هل كنا نسمع من يقول: إن مصلحة أبناء المنطقة كذا وكذا، ولا يجوز تجاهل ذلك، ولا التفريط به.. كل أمر إيجابي يحدث هناك معطيات وروافع أدت إلى ذلك.. هناك دماء وتضحيات وصمود ومواقف ومعاناة.. هناك شعب وجيش وقيادات هي التي وقفت بمسؤولية وكانت وراء ذلك.. النقطة الأخرى: بكل تأكيد الحديث عن زيارة السيد العماد نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة ـ نائب رئيس مجلس الوزراء ـ وزير الدفاع لها خصوصية، وما حدث على الجغرافيا السورية وضد سورية والمنطقة أيضاً له خصوصيته، فالعنوان الأساس مكافحة الإرهاب، وحتى القوى التي صدرت الإرهاب وصنعت الإرهاب وحاربت بالإرهاب واستثمرت به تدعي أنها تحارب الإرهاب... في جميع الأحوال لا يجوز على الإطلاق أن نختبئ وراء أصابعنا، فما الذي يستطيع أن يفعله الأردن لو لم يكن هناك تفاهمات بين روسيا وأمريكا، وغيرهما من قوى وأطراف أخرى؟...والسؤال الآخر المشروع أيضاً هل يمكن الفصل بين هذه النتيجة وبين وصول وضع المفاوضات لأربعة زائد واحد بخصوص الاتفاق النووي الإيراني إلى حائط شبه مسدود، واضطرارهم لرفع وتيرة الحديث التي بدأنا نسمعها مؤخراً، والتأكيد على ضرورة العودة إلى المفاوضات والمباحثات والالتزام بالاتفاق، فمن الذي مزق الاتفاق النووي؟ أليس الرئيس الأمريكي؟ في نهاية المطاف إذا أردنا أن نفهم أية ظاهرة أو نقدر قيمة أي موقف متخذ علينا أن نفكر في البدائل، فما هي البدائل المتاحة لأمريكا المأزومة المهزومة في أفغانستان؟ ما هي البدائل الممكنة لدى أمريكا وحلفها المتعثر في جميع مواقع الاشتباك الساخنة من اليمن إلى فلسطين إلى لبنان إلى سورية إلى العراق إلى إيران؟ البديل الوحيد الآخر هو الذهاب نحو مواجهة مفتوحة، وبكل وضوح وشفافية أقول: صحيح ما تزال واشنطن الجبروت العسكري والاقتصادي الأضخم، لكنها عاجزة عن تحمل التداعيات ودفع تكلفة المواجهة المفتوحة، في حين أثبت محور المقاومة أنه قادر على ذلك، وأمام هذه النتيجة والاستعصاء لا بد من تدوير الزوايا، وإن شاء الله تكون الأيام القادمة أفضل.
المذيع: هل يصح القول بأنه من سورية لا يطلب شيء، فسورية لم تغير مواقفها، ولا سياستها تجاه الآخرين، وبالتالي المطلوب هو من الطرف الآخر، وبالتالي الأردن هو المطلوب منه  الإقدام على اتخاذ خطوات عملية.. هل تتفق مع هذا الرأي؟.
د. حسن: لا..  لا استطيع أن أقول هكذا يجب أن يكون، ولا استطيع التنكر للأسس والثوابت التي تحكم العلاقات بين الدول، بكل تأكيد الفترة الماضية كانت مؤلمة، لكن السؤال: هل كانت تلك الفترة المؤلمة تخدم الأردن ومصالحه؟ هل كانت تخدم سورية؟ هل كانت تخدم قضايا التضامن العربي؟ هل كانت تخدم قضايا الإسلام ومصالح دول المنطقة؟ بكل تأكيد هي كانت على العكس من ذلك، وفي هذه الحالة عندما نتحدث عن سياسات الدول فهي لا تبنى بالعواطف، ولا تقام على الرغبات، وفي أي قرار يتخذ يسبق بسؤال ما هو البديل الأفضل والممكن.. اليوم بعد عشر سنوات من أقذر حرب عرفتها البشرية على الدولة السورية عبر الزج بعشرات ومئات آلاف المسلحين المزودين بكل أنواع الأسلحة والمدعومين بكل أشكال الدعم العسكري والتسليحي والاقتصادي والإعلامي والدبلوماسي والمعلوماتي من قوى إقليمية ودولية فاعلة، ولم يتم تفتيت الدولة السورية، أي لم يفلحوا في تحقيق الهدف الاستراتيجي للحرب، فما هو البديل المتاح والممكن؟.. اليوم الجيش العربي السوري يبسط السيطرة على غالبية الجغرافيا السورية فماذا بعد؟ وما الحل؟.. هل بقاء هذا الواقع كما هو وانتشار آلاف المسلحين على الحدود الأردنية يخدم الأردن؟ أم هل يخدم سورية؟.بكل تأكيد لا.. وفي الوقت نفسه هل تقبل الدولة السورية بعد كل هذه الإنجازات والتضحيات أن لا يتمكن جيشها من الوصول إلى الحدود، وبخاصة هي الحدود المفتوحة من جهة باتجاه الأردن الشقيق، كما أنها مفتوحة باتجاه الأراضي المحتلة من الكيان الإسرائيلي؟.. أمام هذا الواقع لا بد من الاستفادة من جميع الإمكانيات المتاحة، أي الإمكانيات الذاتية، والإمكانيات الموضوعية المتمثلة بالأصدقاء، ومن يظن أن الأصدقاء الروس أتوا إلى الأرض السورية بناء على طلب الدولة السورية لمحاربة "إسرائيل" عليه أن يعيد قراءته، فما العمل؟... لا بد من إيجاد "بكج" كامل، والاتفاق على تفاهمات ـ بالحد الأدنى ـ لا تمس ولا تتناقض مع سيادة الدولة السورية.
المذيع: د. حسن بعد زيارة الملك الأردني إلى موسكو كانت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو أيضاً، فإذن هناك اليوم دور حاضر لموسكو على المستوى الاستراتيجي بما يحصل في المنطقة، فكيف يمكن توصيفه؟.
د. حسن: أنا لا استطيع أن أربط بين الزيارتين، فنحن نتحدث عن روسيا، وروسيا دولة عظمى، والأمر الطبيعي أن يزورها هذا الرئيس أو ذاك.. كنت أود الإشارة إلى أني لم أسمع جيداً ما قاله الأستاذ سميح خريس من الأردن، مع أني مطمئن إلى أنه صاحب فكر عروبي يعتد به.. ما يتعلق بالنقطة التي أثارها ضيفك في الأستوديو بخصوص ارتباط الأردن باتفاقية وادي عربة مع الإسرائيلي، فالأردن لم يرتبط بالأمس باتفاقية وادي عربة، بل كان مرتبطاً بها قبل عام 2011م.، وكذلك مصر، لكن كان لكل منهما علاقة جيدة مع سورية قبل 2011م، وليس المطلوب الآن الحديث عمن أخطأ، ولا أن نضع على طاولة البحث: من أخطأ ولماذا؟... المطلوب اليوم يشكل قناعة مشتركة بأن فترة القطيعة وعدم التواصل ما بين دولتين جارتين شقيقتين ليس ظاهرة صحية... مفرزات الصراع أوصلت إلى هذه النقطة، فما العمل؟... أعود وأشدد ما كان للولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها أن تفكر بموضوع إمداد لبنان الشقيق بالغاز لو لم يكن هناك متبدل جديد، ولو لم يكن هناك عامل فاعل ومؤثر جديد.. عندما تبين أن ما قاله سماحة السيد حفظه الله ونصره قادر على تنفيذه عندما رفع إصبعه وقال إنه جاهز لإحضار النفط من إيران.. هم لا يريدون لذلك أن يحدث،  لأنه يزيد الأواصر بين أقطاب محور المقاومة، وهم يريدون ويعملون على تفتيت وتقطيع حلقات الوصل في هذا المحور، ويسعون بكل السبل لقطع هذا الشريان المتصل والممتد من طهران إلى العراق المقاوم إلى سورية إلى الضاحية الجنوبية إلى المقاومة في فلسطين إلى اليمن، والسؤال لماذا لم يهمس أحد بذكر استجرار الغاز المصري إلى لبنان قبل أن يؤكد سماحة السيد جهوزية المقاومة لاستجرار النفط والغاز من إيران؟.. هل اكتشف الغاز المصري بعد خطاب سماحة السيد؟.. هم يريدون مصادرة الإنجازات النوعية الحتمية لصمود المقاومة، ولن يتمكنوا من ذلك.. بكل تأكيد الآن أي موقف إيجابي يتخذه الأردن الشقيق ينعكس إيجاباً على الأردن وعلى سورية.. لا يمكن نكران حقائق الجغرافيا، فنحن في منطقة أسموها منطقة الشرق الأوسط، ومن المفترض أن نسميها غرب آسيا.. هذه المنطقة تتمتع بأهمية استراتيجية في سياسة جميع القوى الفاعلة والمؤثرة دولياً، والأردن يمثل قلب هذه المنطقة، كما أن سورية تشكل نافذتها وبوابتها المفتوحة على تركيا وأوربا عبر البحر، وبقدر ما يكون هناك تنسيق مشترك بقدر ما ينعكس إيجاباً على الأردن وعلى سورية وعلى جميع أبناء المنطقة، فهل يقبل أعداء المنطقة بذلك؟.. بكل تأكيد لن يقبلوا، لكن ليس أمامهم خيارات أخرى.. نحن نتحدث عن أمريكا المأزومة التي تفكر في ترك المنطقة، فماذا يعني أن تقول واشنطن إن سورية والعراق واليمن يشكلون تهديداً للأمن القومي الأمريكي أكثر من أفغانستان، فهل أبناء هذه الدول ذهبوا إلى أمريكا وهددوا أمنها القومي؟.. تهديد الأمن القومي لأمريكا يعني عدم السماح لها بتمرير مشاريعها، وبرفض الإذعان لما يتم رسمه في الغرف المظلمة، ولذلك نعم أستطيع أن أقول بمنتهى اليقين: إن شاء الله هذه الزيارة تحمل الكثير من المؤشرات والمبشرات بآن معاً.
المذيع: يمكننا القول: إن انتصار الإرادة السورية والجيش العربي السوري في درعا بعد كل هذه السنوات والصبر الطويل أدى إلى نتائج على الصعيدين السياسي والاستراتيجي، ونحن اليوم أيضاً لدينا معركة في الشمال في إدلب وفي شمال وشرق سورية، ما هو المتوقع في الأيام القادمة مما يمكن أن يكون له تأثير على الملف السياسي بما بتعلق بملف إدلب وتركيا؟.
د. حسن: لا في درعا ولا في غيرها لم يكن من حملوا السلاح ضد الدولة السورية من الجنسية السورية فقط، بل القسم الأكبر من هؤلاء من جنسيات أخرى، وما كان ليتم تجميعهم من كل أنحاء العالم والزج بهم على الجغرافيا السورية إلا بالتنسيق مع أجهزة استخبارات كبرى.. إذن المستهدف لم يكن سورية فقط، بل استهدفت سورية كبوابة لتفتيت دول المنطقة.. استطاعت الدولة السورية بدعم الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمتهم حzب الله وإيران أن تصمد أربع سنوات ونصف، وتم الاستعانة بالصديق الروسي في 30/9/2015م. وقد تبين للصديق الروسي وللعالم أنه يمكن البناء على صمود السورية بدعم محور المقاوmة، وبدأت الصورة تتبدل.. ما رأيناه قبل أيام ونراه اليوم في درعا وريفها الغربي ليس مفاجئة أو غير متوقع، بل هو النتيجة للمقدمات المدروسة التي تؤدي بالحتمية إلى هذه النتيجة.. مقدمات محددة مع دراسة المطلوب توافره في فرن الصهر والتفاعل ستؤدي إلى نتائج دقيقة مرسومة المعالم، والأمر ذاته ينطبق على المسلحين سواء أكان في إدلب، أم في الشرق والشمال الشرقي.. من الذي قال إن من حق أمريكا الاستمرار بعربدتها؟.. بايدن نفسه من على منبر الأمم المتحدة أكد أنهم لا يريدون الحروب، وكأن أمريكا أصبحت حمامة محبة وسلام، وليست حريصة على الحروب، وكأن من يشعل الحروب هم أبناء المنطقة... الواقع يقول: ليس بإمكان الاحتلال التركي ولا الأمريكي أن يبقيا.. الصوت الروسي اليوم أكثر من واضح ومحدد لهذا الوجود بأنه وجود احتلالي وغير شرعي.. من يظن أنه بالقوة وحدها يمكن احتلال أراضي الآخرين وفرضه كواقع قائم عليه أن يعيد حساباته...لو كان ذلك كذلك لما شهد التاريخ صرخة مظلوم في وجه ظالم.. من استطاع أن يطهر المساحات الجغرافية الشاسعة من أدران الإرهاب التكفيري وداعميه لن يعدم الوسيلة، وقد أوضح السيد الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة أن الدولة السورية حريصة على المصالحات، وعلى التفاهمات من خلال الاعتماد على العلاقات الطيبة التي تربط الأصدقاء الإيرانيين والروس بالجانب التركي، وكذلك علاقات موسكو بواشنطن كأعظم قوتين عالميتين قد تكون عاملاً مساعداً، فليس المطلوب أن تكون مواقف الأصدقاء متطابقة، بل الأهم أن تأتي متكاملة، وهذا هو الواقع، باختصار أستطيع أن أوجز فأقول: عنوانان أساسيان يتصدران اللوحة العنوان الأول يقول: إن محور المقاومة يتجذر ويزداد انتشاراً وقوة وفاعلية، والثاني: المشروع الآخر الصهيو ـ أمريكي في انحسار وتراجع وتقهقر، وإلى زوال إن شاء الله. 
الرابط على شبكة اليوتيوب:


الرابط على قناتي الخاصة:
https://youtu.be/LCn4eeeeE6w
الرابط على صفحتي الشخصية عبر الفيسبوك:
https://www.facebook.com/dr.hasan.hasan.syria/posts/393400539013167

المصدر: موفع إضاءات الإخباري