حسن سلامة /حكومة ميقاتي تسنسخ قرارات الإنفاق السياسية
مقالات
حسن سلامة /حكومة ميقاتي تسنسخ قرارات الإنفاق السياسية
حسن سلامة
6 تشرين الأول 2021 , 11:20 ص
حسن سلامة /حكومة ميقاتي تسنسخ قرارات الإنفاق السياسية

 

 

في توجه لايختلف عما سبق لحكومات سابقة تعيد حكومة نجيب ميقاتي إجترار نفس كليشيهات الحكومات السابقة عن الإصلاح والانقاذ ومعالجة أزمات الناس المعيشية ولكن من اول دخلها _ كما يقول المثل _ شمعه على طولها، من حيث مقاربة بعض المسائل المعيشية بنفس التوجهات التي أفضت إلى إنفاق مليارات ومليارات الدولارات بالزعبرة لجيوب كبار المافيات والكارتيلات واليوم تبشرنا حكومة ميقاتي بحلول لاتسمن ولا تغني لتنقلات المواطنين من خلال إعطاء السائقين تنكة بنزين يوميا بسعر مائة ألف ليرة، على أمل أن يتم خفض تسعيرة النقل للراكب الواحد في السيارات الصغيرة لعشرة آلاف ليرة وتنكة ونصف لسيارات النقل الكبيرة .

 

فرغم تقديرنا لفئة كبيرة من ألسائقين أصحاب السيارات العمومية، لكن كل التجارب السابقة بهكذا حلول لاتبدل شيئا في حلحلة هذه المشكلة، خصوصا ان هناك من سيلجأ الي بيع ما يحصل عليه من بنزين مدعوم دون الحاجة للمساهمة بتنقلات المواطنين بالسعر المتفق عليه بين الجهات المعنية، ما يعني طرق مواربة للاستفادة من المال العام، فلا يمكن إيجاد آلية محددة لحسن تطبيق هذا المخرج _ المخرج ، ما يظهر طبيعة ما هو متوقع من معالجات غير شفافة وتتعاطى مع المال العام بصورة إستنسابة وبالتالي، فالمتوقع من إجراء يراد منه ولو حلحلة بسيطة لازمة تنقل المواطنين وإرتفاع سعر السرفيس، مزيد من الهدر في الإنفاق دون جدوى ودون أي مردود على أصحاب الدخل المحدود وكل الذين يعانون للوصول إلى مراكز عملهم.           

 

وفي ظل غياب أي تصور لكلفة مثل هذا الاجراء، بالتوازي مع غياب الشفافية وكيفية صرفد ما هو متوقع من مبالغ كبيرة في السياق المحدد له، فالمقصود الفعلي من هذا الإنفاق لا يعدو، إما رشوة إنتخابية قبل أشهر من موعد الانتخابات وإما منفذ جديد لصالح من يملكون عشرات السيارات العمومية، كبيرة أو صغيرة.

 

وطالما أن العقلية التي تدير أمور الدولة وقضايا اللبنانين، تتحرك بعقلية المنافع من هنا وشراء الوقت من هناك، فهذا يعني مزيد من الانهيار ومزيد الإنفاق غير المجدي خدمة لشراء سكوت الفقراء وكل الذين أصبحوا تحت خط الفقر.

 

وحتى لايفسر هذا الكلام في غير مكانه، فلو كان هناك نوايا جدية بمعالجة أزمة غلاء التنقل والانتقال، لكان في إستطاعة الحكومة التوجه نحو مخارج ولو مؤقته تعتمد الشفافية وتساهم فعلا بتخفيض كلفة التنقل ، ومنها إيجاد أليات أكثر شفافية مع أصحاب سيارات النقل العمومي شهريا إلى حين وضع خطة النقل العام موضع التنفيذ، أيها اللبنانيون إبشروا إذا كان مايعدون المواطنين به على هذا المنوال، يعني متل مابيؤل المثل "رحنا عالحصان ورجعنا عالبغل"، لكن مايحصل - على سبيل المثال _من جانب عصابة المصارف وحامي نهبها المنظم رياض سلامة فلا مين شاف ولا مين سمع في هذه الحكومة البتراء ومن يغطيها ويسبح بوعودها الكاذبة.

 

كاتب ومحلل سياسي 

الصحفي حسن سلامة

المصدر: وكالات+إضاءات