بعد ان توفى قبل أن يكملها ...باستخدام الذكاءُ الاصطناعي تكملة عزف سيمفونية بيتهوفن العاشرة لأول مرة
منوعات
بعد ان توفى قبل أن يكملها ...باستخدام الذكاءُ الاصطناعي تكملة عزف سيمفونية بيتهوفن العاشرة لأول مرة
9 تشرين الأول 2021 , 10:07 ص
بعد ان توفى قبل أن يكملها ...باستخدام الذكاءُ الاصطناعي تكملة عزف سيمفونية بيتهوفن العاشرة لأول مرة

 

 

احدى تدوينات بيتهوفن الموسيقية
إحدى تدوينات بيتهوفن الموسيقية

 

 

السيمفونية العاشرة لبيتهوفن عمل لم يكتمل، ولطالما تمنى عشاق الموسيقى اكتماله. والآن تمكن فريق من العلماء بمساعدة برامج كمبيوتر من استكمال السمفونية، التي ستعزف لأول مرة ضمن مهرجان بيتهوفن العالمي. فكيف أنجزوا هذا العمل؟

 

منوعات 

تسيطر الخوارزميات على حياتنا اليومية في مختلف المجالات، سواء عند قيادة السيارة أو في العمل أو عند ممارسة الأنشطة المختلفة. لا شيء يعمل بدون الذكاء الاصطناعي. وقد كان الإبداع يبدو لوقت طويل ميزة كبيرة للعقل البشري، ولكن هناك علامات متزايدة على أن هذا يتراجع أيضا، أو أنه قد انخفض بالفعل.

وبعد أن أكملت أجهزة الكمبيوتر بالفعل المؤلفات غير المكتملة للموسيقيين غوستاف مالر وفرانز شوبرت، جاء الدور على عمل لودفيغ فان بيتهوفن "غير المكتمل". فعندما توفي الموسيقي الشهير عام 1827، ترك سيمفونيته العاشرة الأخيرة غير مكتملة. عدد قليل من الرسومات المكتوبة بخط اليد لهذا العمل نجت من التلف.

 

من هو بيتهوفن: 

لودفيج فان بيتهوفن (بالألمانية: Ludwig van Beethoven) ‏ (17 ديسمبر 1770- 26 مارس 1827) كان ملحنًا وموسيقارًا وعازف بيانو ألماني، وهوَ أحدُ الشخصيّات البارزة في الحقبة الكلاسيكيّة التي تَسبِق الرومانسيّة؛ ويُعتَبرُ من أعظَم عباقرة الموسيقى في جميعِ العصور وأكثَرهُم تأثيراً، وأبدَع أعمالاً موسيقيّة خالِدة، كما له الفضلُ الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة. وتَشمَلُ مُؤلّفاتُه تِسعَ سيمفونيّات وخَمسَ مقطوعاتٍ على البيانو وأُخرى على الكمان، واثنينِ وثلاثينَ سوناتا على البيانو وسِتّة عَشر مقطوعةً رُباعيّة وتريّة؛ كما ألّف أيضاً أعمالاً للصالونِ الأدبيّ وأُخرى للجوقة وأغانٍ أيضاً.

بدأ بيتهوفِن في عُمرِ الـ26 عام 1796 بِفقدانِ السَمع.كانَ يُعاني من طنين حادٍّ في أذنيه مما صعّب عليه سماعَ الموسيقى بشكلٍ جيّد، وقد صار يتجنّب المُحادثات مع الناس. ما سَبّب الصمم لبيتهوفِن غير معروف ولكن يُرجّح على أنّه التيفوس الوبائي أو أحد اضطرابات المناعة الذاتيّة مِثلَ مرض الذئبة الحمراء، وحين شرّحوا جُثّته وجدوا أنّ أُذنَه الداخليّة مُلتَهبة.  وبحلولِ العُقدِ الأخير من حياتِه صارَ أصمّاً تماماً، إلّا أن صَممه هذا لم يَمنعهُ من إكمالِ مسيرَته التأليفيّة حيث الف  السيمفونيّة التاسِعة ولمْ يَسمع مِنها شيئاً، والتي تعدّ واحدة من أشهر أعمال الموسيقى الكلاسيكية الغربية. وبالنسبة للنقاد تعدّ السيمفونية أعظم أعمال بيتهوفين، ويعدّها البعض أعظم قطعة موسيقية كتبت على الإطلاق ، واستَمرّ في التأليفِ إلى أن تُوفّي عام 1827 قبل ان يُكمل السمفونية العاشرة .

 

وبمناسبة عيد ميلاده الـ250، يُعرض السبت (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) العمل -الذي تم تأجيله بسبب جائحة كورونا- بمساعدة الذكاء الاصطناعي، كجزء من مهرجان بيتهوفن. ولهذا الغرض شكلت شركة الاتصالات الألمانية "دويتشه تيليكوم"، ومقرها مدينة بون مكان مسقط رأس بيتهوفن، فريقا من الخبراء، ضم مجموعة من علماء الموسيقى والملحنين وعلماء الكمبيوتر حاولوا تحليل وتعلم أسلوب بيتهوفن، بطريقة تمكنهم من إكمال عمله "غير المكتمل".

 

تعلم أسلوب بيتهوفن

تم تغذية برنامج الذكاء الاصطناعي برسومات ومسودات بيتهوفن، بالإضافة إلى القطع الموسيقية التي ألفها معاصروه. يقول ماتياس رودر، مدير معهد كاراغان في سالزبورغ: "علينا أن نتخيل أن بيتهوفن كان عندما تأتيه أفكار جديدة يدونها في نفس اللحظة. أحيانا على شكل كلمات مكتوبة، وأحيانا كعلامات موسيقية". وبناء على هذه المواد المتوفرة، وضع مدير المشروع وفريقه افتراضات: "كيف كان بيتهوفن سيكمل أشياء معينة؟"، حسبما أوضح رودر أكثر عن عمل فريقه في بيان صحفي.

ترتكز الموسيقى، كما اللغة، على وحدات، كما يعتقد العلماء. لذا فالأمر يعتمد على التعلم. وهكذا تم تزويد البرنامج بسمفونيات بيتهوفن وسوناتات البيانو (sonnets) والرباعيات الوترية التي ألفها. أي أنه تتم تغذية الذكاء الاصطناعي وتدريبه وتكرار ذلك. وكحال الشبكة العصبية في الدماغ، فإن الكمبيوتر قادر على إنشاء اتصالات جديدة بشكل مستقل. النتائج الأنسب يتم إرجاعها إلى النظام لتضاف إلى المواد الأصلية التي زود بها.

الإنسان والآلة يكملان بعضهما بشكل مثالي

وهكذا نمت باضطراد القدرة على التأليف. ويقول البروفيسور روبرت ليفين، عالم الموسيقى في جامعة هارفارد: "ما يتيحه لنا الذكاء الاصطناعي هو إمكانية تقديم مسار إضافي لجملة موسيقية بعشرين أو حتى مئة نسخة مختلفة. وهذا أمر رائع جدا، لأنه إذا تم إجراؤه بشكل جيد من خلال الخوارزميات، فإن كل محاولة تكون معقولة".

يعتبر هذا التعاون مثيرا للغاية بالنسبة للبحث العلمي، لأنه يوضح أكثر كيف تدعم الآلات الإنسان، أو حتى تساعد على تقليد الإنجازات الإبداعية. "أردنا أن نفهم بشكل أفضل ما مدى قدرة التقنية على توليد الموسيقى. وحاولنا اختبار أبعد حد يمكن الوصول إليه. عموما، استخدمنا بعض الوحدات النمطية لما يسمى معالجة اللغة الطبيعية، المستوحاة من معالجة اللغة البشرية الطبيعية"، كما يوضح أحمد الجمال، مدير معمل الفنون والذكاء الاصطناعي في جامعة روتجرز في نيويورك، ومطور برنامج "بيتهوفن للذكاء الاصطناعي". ولكن ما فوائد مثل هذه المشاريع البحثية للموسيقيين؟

يقول ليفين، البروفيسور في علم الموسيقى: "يمكن القول إن الكمبيوتر يفعل ذلك وفقا للخوارزميات. ولكن البشر يفعلون ذلك أيضا بالاعتماد على الخبرة أو التدريب. أمران ليسا بالضرورة متباعدين إلى هذا الحد".

يمكن للمستمعين الآن أن يختبروا بأنفسهم إلى أي مدى يمكن ملاحظة الاختلاف بين العمل الأصلي وما أنجزه الذكاء الاصطناعي، وذلك في العرض العالمي الأول للسمفونية العاشرة لأوركسترا بيتهوفن في مدينة بون تحت إشراف قائدها ديرك كافتان.

 في 7 مايو 1824 ، شارك بيتهوفن سمفونيته التاسعة مع العالم على الرغم من أنه لم يستطع سماعها أبدًا. في 7 مايو 2015 ، احتفلوا بالذكرى السنوية لأروع تحفة لبيتهوفن وأكثرها ابتهاجًا مع ريكاردو موتي وأوركسترا شيكاغو.

المصدر: وكالات+إضاءات