كتب الأستاذ حليم خاتون: مرة أخرى وأخرى... نحو جبهة وطنية عابرة للمذاهب...
دراسات و أبحاث
كتب الأستاذ حليم خاتون: مرة أخرى وأخرى... نحو جبهة وطنية عابرة للمذاهب...
حليم خاتون
13 تشرين الأول 2021 , 05:32 ص
كتب الأستاذ حليم خاتون:    تمر عقارب الساعة، كما مرت قبلها عقارب الأشهر والسنين... سنتان من الأزمة، أضاعها حزب الله في تسويات بين حلفاء يختلفون على "نَصْبَة" أحياناََ، وبين حلفاء وخصوم "يتناتشو

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

 
تمر عقارب الساعة، كما مرت قبلها عقارب الأشهر والسنين...

سنتان من الأزمة، أضاعها حزب الله في تسويات بين حلفاء يختلفون على "نَصْبَة" أحياناََ، وبين حلفاء وخصوم "يتناتشون" جبنة الوطن أحياناً أخرى...

مارتا يا مارتا، تدورين وتدورين، والمطلوب واحد...

أمس ربط الشعار المكتوب خلف السيد أثناء ظهوره على الشاشة بين النصر والصبر...

أكثر من مرة طلب حزب الله من الناس الصبر في شعارات... صبرت الناس... وانتصرت المقاومة...

إلا في الداخل، لا نخرج من صبر ِِ، حتى يدعونا الحزب إلى صبر جديد...

الصبر يا أمة الله.... ثم الصبر ثم الصبر... وبعدها مرة أخرى، الصبر...

لم يخرج الحزب ليضع برنامجاً نضالياََ واحداً أمام الناس يطلب على أساسه الصبر...

هو يعرف أن معه "كارت بلانش" من الناس، ويتصرف على هذا الأساس...

دون الانتقاص بوصة واحدة من نضالية الحزب وحرصه على مصالح الناس...
 لكن ليس بالصبر وحده تُبنى الأوطان...

منذ اندلاع الأزمة وأيتام من بقي من اليسار المؤيد للمقاومة، الضائعون بين أرجل الأحزاب الفاسدة وبين بقايا قيادات حولت هذا اليسار الى 
جمعيات خيرية لا ينقصها سوى مال السفارات...

 يطلب هؤلاء المناضلون... يرجون الحزب... يتمنون أن ينفض حزب الله الغبار عن سياسة عقيمة لم تؤدِ بعد أكثر من خمسة عشرة سنة من المشاركة في السلطة التنفيذية إلا إلى إحباطِِ ووجوه نيابية ووزارية تردد كالببغاوات نفس الشعارات التي يحفظها الناس عن ظهر قلب، والتي ملّت منها الجماهير لما تشكله من دوران في حلقة مفرغة...

أقل من ستة أشهر تفصلنا عن الانتخابات التي سوف يتحالف فيها حزب الله مرة أخرى مع كل الفاسدين بدون استثناء...

يقفز حزب الله فوق كل الناس التي تعشقه والتي تقدس درب الشهادة التي يمشي عليها، ليبني تحالفات ثنائية متعددة الاتجاهات لن تؤدي في النهاية  إلا إلى مآسِِ أكثر فظاعة مما أدت إليه السنين الماضية...

لماذا يريد حزب الله الفوز وهو لا يريد أن يحكم...

لماذا يريد أن يشارك المعاقين في الحكم ويخذل قوى تؤمن بما يؤمن هو به... 

لماذا يريد مشاركة السلطة مع نفس الناس التي لم تبن محطتي كهرباء بملياري دولار، وقامت بإهدار ٣٨ مليار دولار لصالح مافيا المولدات ومافيا الوقود...

لماذا يريد مشاركة السلطة مع أناس رفضوا بطاقة صحية تغطي كل المواطنين بلا استثناء في الطبابة والاستشفاء لصالح كارتيل المستشفيات الخاصة التي كانت تنهب سنويا ٥٠٠ مليون دولار لقاء خدمات كانت دوما منقوصة وكثيرا ما اعطبت اجساد الفقراء لأنهم ضعفاء لا يعرفون أن من حقهم ملاحقة هذه المستشفيات على الأخطاء الطبية...

لماذا يصر على مشاركة أناس رفضوا تمويل بناء قضاء وطني وعدالة وطنية وأهدروا أكثر من ٥٠٠ مليون دولار على محكمة أميركية سعودية صهيونية كان كل همها ملاحقة سوريا ، ثم الجبهة الشعبية القيادة العامة قبل أن يرسو المزاد على حزب الله...

لماذا يريدون مشاركة السلطة مع من لم يعرف أن يبني قطاع مواصلات عامة محترمة، تغني عن المصروف الهائل في البنزين المدعوم،  لصالح كارتيل مافيا الوقود وشركات احتكار تجارة السيارات...
   
حتى لو أراد أن يضرب على الطاولة في المستقبل وهو لم يفعلها ابداََ في السابق... لن يسمح له حلفاؤه بأكثر من حسان دياب آخر... يمسكون هم بالحبل الذي يلتف حول الرقبة... كي يسقطوه بالضربة القاضية كما فعلوا مع حسّان الأول هذا...

حلفاء، هم باعتراف الكل ووفقاً لكل المقاييس والتحليلات؛ هم ليسوا سوى نسخة منقحة عن بقية أهل السلطة ممن حكم هذا البلد منذ أن كان هذا البلد...

اختلفت الطرابيش، والرأس واحد...

إنها نفس المافيا...
أحيانا يكون الطربوش مارونياََ، واحيانا سنياََ، وأحياناً كثيرة خلطة هجينة مسيحية شيعية سنية تقوم بنهب البلد، بينما حزب الله مشغول بالمقاومة والدفاع عن الوطن في أكثر الاحيان، ويغرق في بقعة مياه عندما يلتفت إلى الداخل...

مرة اخرى، ليس إدانة لحزب لا يزال يحمل هموم الوطن ويحاول إيجاد الحلول ولكن دوما على طريقة ردات الفعل...

نقولها للحزب: ها انك قد بدأت...
 توكل على الله وأكمل على بركته...

حتى بواخر المازوت بكل النتائج العظيمة التي حققتها، لم تكن سوى ردة فعل على حصار جرف معه الاحتكار عن غير قصد...

ردات الفعل تزعج اميركا واتباع اميركا... لكن ردات الفعل لا يمكن أن تهزم اميركا ولا أتباع اميركا... وهي قطعا لن تبني وطناََ...

بواخر المازوت التي كسرت حدود سايكس بيكو والتي جندلت قيصر عن فرسه، والتي لم ترحم اللبنانيين فقط، بل ضربت كارتيل النفط وهزت عرشه حتى خرج سمير جعجع عن طوره وراح كالبلهاء يحسب الأرباح التي يحققها الحزب، بينما التهى بعض الصبية بالسؤال عن شرعية دخول المازوت والجمارك والضرائب وكأن ما كانت تأخذه السلطة من كارتيل النفط كانت تغدقه على الفقراء عبر دعم تبين في آخر المطاف أنه كان يتوجه بشكل غير مباشر إلى جيوب كل الكارتيلات التي يحميها رياض سلامة...

لم يكن حزب الله هو أول من  دعا إلى التوجه شرقاََ...

هذا كان مطلبا ثوريا عند كل الشعوب التي أرادت التحرر من الهيمنة الغربية...

إذا كان الحزب جاداََ في النية للبناء، عليه هو أن يحكم، وعليه هو أن يقول للغربيين :

هذه دفاتر شروط المشاريع...
إيران وروسيا والصين والبرازيل وضراب الطبل قدموا عروضهم...

تفضلوا وقدموا عروضا تستطيع كسب المشاريع... وألا الباب "بمرق جمل"...

الذي يريد البناء يفعل هذا ولا يسعى إلى حكومات حريرية أو ميقاتية أو يرجو العونيين وأمل والاشتراكي على ترجي الغرب وشحادة المشاريع منه...

إذا اتكل حزب الله على هذا فإن الله والناس معه...
أما إذا أصر على السياسات العقيمة السابقة فإنا لله وإنا إليه راجعون... لا أمل ولا عون ولا رجاء يرتجى من حاوِِ يعيش مع الأفاعي واعتاد على لسعاتها...
                        

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري