العلاقة الصينية الأمريكية/ من الفصل إلى
أخبار وتقارير
العلاقة الصينية الأمريكية/ من الفصل إلى "إعادة الارتباط": السياسة الأمريكية تجاه الصين تضطر إلى الاعتراف بالواقع
13 تشرين الأول 2021 , 12:03 م
من الفصل إلى "إعادة الارتباط": السياسة الأمريكية تجاه الصين تضطر إلى الاعتراف بالواقع

 

وكالات صينية : 

في الآونة الأخيرة، أجرت الصين والولايات المتحدة على المستوى الرفيع سلسلة من البيانات الجديدة والاتصالات حول العلاقات بين البلدين.

ألقت الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي خطابا حول السياسة التجارية لإدارة بايدن تجاه الصين، قائلة إن الفصل بين البلدين غير واقعي والدولتين بحاجة إلى "إعادة الارتباط".

بعد ذلك، أجرى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه مكالمة فيديو مع الممثلة كاثرين تاي، حيث اتفق الجانبان على مواصلة التواصل في إطار المساواة والاحترام المتبادل، وخلق ظروف جيدة للتنمية الصحية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

والتقى يانغ جيه تشي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في زيورخ بسويسرا، حيث اتفق الجانبان على اتخاذ إجراءات للعمل معًا لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح لتحقيق تنمية صحية ومستقرة.

أشارت كل هذه الدلائل إلى أن إدارة بايدن اضطرت إلى الاعتراف بالواقع، واتخاذ إجراءات لتخفيف الصعوبات الداخلية وتجنب التدهور الخطير للعلاقات الصينية الأمريكية، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على تغيير الهيكل الصارم لسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين.

"إعادة الربط" وتعديل السياسة الأمريكية تجاه الصين

أصدرت كاثرين تاي ثلاث إشارات إيجابية نسبيًا في خطابها:

 الأول هو الإعفاء التدريجي من الرسوم الجمركية الإضافية على بعض المنتجات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة؛ والثاني هو أن الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى "إعادة الارتباط"؛ والثالث هو أن الولايات المتحدة تريد "التعايش الدائم" مع الصين.

أظهرت هذه الإشارات الثلاث أن إدارة بايدن تدرك بوضوح وجود ترابط واسع ووثيق بين الاقتصادين الصيني والأمريكي.  فالولايات المتحدة لا تستطيع الانفصال التام عن الصين فحسب، بل وتأمل في الاستمرار في الاستفادة من التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي أيضا.

يبدو أن سياسة إدارة بايدن تجاه الصين قد ورثت هدف إدارة ترامب المتمثل في معاملة الصين كمنافس استراتيجي أساسي لها، لكن الإجراءات أكثر واقعية وليست متطرفة مثل ترامب.

حقيقتان تواجههما إدارة بايدن

أولاً، واجهت الولايات المتحدة العديد من الصعوبات الرئيسية. فهي ليست فقط بعيدة عن بوابة الخروج من الوباء، ولكن هناك العديد من عقابيل الوباء التي يتعين على إدارة بايدن حلها. إن التخفيف من المشكلات الاقتصادية الملحة مثل التضخم ونقص اليد العاملة ونقص السلع واضطرابات سلسلة التوريد لا يمكن تحقيقه بدون التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين. في مواجهة الصين الصاعدة، تريد النخب الأمريكية أن تحقق توازنا وكبحا عليها، لكن الصعوبات الاقتصادية والانقسامات السياسية والانحدار النسبي للقوة الوطنية قيدت بشدة القدرة الأمريكية على التنافس مع الصين.

ثانيًا، تتمتع الصين بقدرة متزايدة على تشكيل العلاقات الصينية الأمريكية. هذه القوة الشديدة كافية للسماح للصين بالدفاع عن مصالحها الخاصة وجعل استراتيجية الولايات المتحدة عديمة الجدوى. بيد أن الصين ترفض العقلية العدائية وفخ "محصلة الصفر" للغرب في التعامل مع العلاقات الدولية، في المقابل تقترح بشكل خلاق مفهوما جديدا من العلاقات الدولية ومجتمع مصير مشترك للبشرية. وفق التشكيل البناء الصيني للعلاقات الصينية الأمريكية تضع الصين نفسها في موقف نشط وتجبر الولايات المتحدة على التفكير مليا في استراتيجيتها.

آفاق السياسات الاقتصادية والتجارية الأمريكية تجاه الصين

على الرغم من أن الممثلة كاثرين تاي بعثت بإشارة إيجابية في خطابها، إلا أنها لم تشرح بالتفصيل الإجراءات المحددة لـ "إعادة الارتباط" على الإطلاق، وما زالت تلعب بالحيل ذات الوجهين. حيث أنها لم تعرب عن رغبتها في التفاوض مع الصين فحسب، بل ادعت أيضًا أن الولايات المتحدة تحتفظ بخيارات مثل استخدام المادة رقم 301. يمكن القول إن تعبير "إعادة الارتباط" ما هو الا اعتراف على مضض بالوضع الفعلي لإدارة بايدن، وليس مقدمة لتحسين العلاقات الأمريكية النشطة مع الصين.

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري