حبوب منع الحمل قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري.. دراسة تكشف التفاصيل
منوعات
حبوب منع الحمل قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري.. دراسة تكشف التفاصيل
18 تشرين الأول 2021 , 10:17 ص
كشفت دراسة أجرتها جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، للمرة الأولى، أن حبوب منع الحمل يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بأكثر من الربع لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS).

كشفت دراسة أجرتها جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، للمرة الأولى، أن حبوب منع الحمل يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بأكثر من الربع لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS).

نشرت مجلة “إنفو سالوس” تقريرا تحدثت فيه عن نتائج بحث، نُشرت في مجلة “Diabetes Care”. أظهرت أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن ضعف خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 أو مقدمات السكري (dysglycemia)، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد علاجات لتقليل هذا الخطر. بالإضافة إلى خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2، ترتبط متلازمة تكيس المبايض، التي تصيب 10 بالمئة من النساء في جميع أنحاء العالم بحالات أخرى طويلة الأمد، مثل سرطان بطانة الرحم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والكبد الدهني غير المرتبط بالكحول مرض (نافلد).

 حبوب منع الحمل ومرض السكري

يُذكر أن أعراض متلازمة تكيس المبايض، تشمل عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم انتظام الدورة على الإطلاق، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الخصوبة. ويعاني الكثيرات من نمو الشعر غير المرغوب فيه (المعروف باسم “الشعرانية”) على الوجه أو الجسم، وتساقط الشعر في فروة الرأس والجلد الدهني أو حب الشباب. تحدث هذه الأعراض بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات المسماة بـ الأندروجينات في دم النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

علاوة على ذلك، غالبًا ما يعاني هؤلاء المرضى من زيادة الوزن، وغالبًا ما تستجيب خلايا أجسامهم بشكل أقل للأنسولين. وهو الهرمون الذي يسمح للجسم بامتصاص الجلوكوز (سكر الدم) في الخلايا للحصول على الطاقة. يمكن أن يؤدي انخفاض الاستجابة للأنسولين إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم ويمكن أن يتسبب في إنتاج الجسم للمزيد من الأنسولين، مما يؤدي بدوره إلى إنتاج الجسم للمزيد من الأندروجينات.

وبالتالي تزيد الأندروجينات من مستويات الأنسولين، مما يخلق حلقة مفرغة. نقلا عن موقع “إنفو سالوس”. 

في هذا الشأن، أجرى فريق العلماء بقيادة جامعة برمنغهام،  بالتعاون مع أعضاء من جامعة كولومبو في سريلانكا وجامعة ماكجيل في كندا، دراستين. أولا لتحديد خطر الإصابة بالنوع 2 من مرض السكري ومقدماته لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.

وثانيا، للتحقيق في تأثير استخدام موانع الحمل الفموية المشتركة على خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومقدمات السكري لدى النساء. المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، علما وأنه غالبًا ما يتم إعطاء حبوب منع الحمل للنساء المصابات بالـ PCOS لتحسين انتظام نزيف الحيض. دراسة بريطانية باستخدام سجلات المرضى في المملكة المتحدة.

و أجريت الدراسة على 64051 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض. و 123545 امرأة تحت المراقبة الصحية، لكنهن لسن مرضى بمتلازمة تكيس المبايض.

أجروا أولا دراسة جماعية كبيرة مستندة إلى السكان لتحليل مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومقدمات السكري. ووجدوا أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض معرضات لخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري أو مقدمات السكري، مقارنة بالنساء غير المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. كما حددوا أن كثرة الشعر (نمو الشعر المفرط)،  علامة سريرية على ارتفاع مستويات الأندروجين، كعامل خطر كبير لمرض السكري من النوع 2 ومقدمات السكري بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. للتحقيق في تأثير حبوب منع الحمل على مرض السكري من النوع 2 أو مقدمات السكري، أجرى الباحثون، بما في ذلك خبراء من كلية الطب والعلوم الصحية. دراسة إضافية متداخلة للتحكم في الحالات لـ 4814 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض. ووجد العلماء أن استخدام موانع الحمل الفموية المشتركة قلل من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع 2 ومقدمات السكري لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بنسبة 26 بالمئة.

هذا ويخطط الباحثون الآن لإجراء تجربة سريرية، للبحث عن مزيد من الأدلة على نتائجهم على أمل أن تؤدي إلى تغييرات في سياسة الرعاية الصحية العالمية.

 بالإضافة إلى ذلك، أشار المؤلف الرئيسي المشارك البروفيسور ويبك أرلت، مدير معهد أبحاث الأيض والأنظمة في جامعة برمنغهام، إلى أنه من خلال الدراسات الأصغر السابقة، من المعروف أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض معرضات بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2. وأضاف، “المهم في بحثنا،  أننا تمكنا من تقديم أدلة جديدة من خلال دراسة شملت فئة سكانية كبيرة جدًا لإثبات. لأول مرة أن لدينا خيارًا علاجيًا محتملاً، يتمثل في موانع الحمل الفموية، للحد من هذا المرض الخطير جدًا”.

 

 من جهته، أوضح المؤلف الأول المشترك الدكتور مايكل أورايلي، عالم الطب السريري الناشئ في مجلس البحوث الصحية والأستاذ المساعد في جامعة RCSI للطب والعلوم الصحية، “أضاف المؤلف الأول المشترك الدكتور مايكل أورايلي ، عالم الطب السريري الناشئ في مجلس البحوث الصحية والأستاذ المساعد في جامعة RCSI للطب والعلوم الصحية:

“نفترض أن حبوب منع الحمل تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري عن طريق تثبيط عمل الأندروجينات، كيف تفعل ذلك؟ تحتوي حبوب منع الحمل على هرمون الاستروجين الذي يزيد البروتين في الدم يسمّى الجلوبيولين المرتبط بالهرمونات الجنسية (SHBG)، يربط SHBG الأندروجينات وبالتالي يجعلها غير نشطة، و تزيد مستويات تناول حبوب منع الحمل، من SHBG.

وهذا يقلل بدوره من كمية الأندروجينات النّشطة غير المقيدة، وهذا يحد من تأثيرها على الأنسولين ومخاطر الإصابة بمرض السكري”. وأورد  المؤلف المشارك الأول أنورادا سوبرامانيان، وهو أيضًا طبيب من جامعة برمنغهام، أنه “مع وجود واحدة من كل عشر نساء مصابات بمتلازمة تكيس المبايض، وهو اضطراب استقلابي يدوم مدى الحياة، من المهم للغاية أن نجد طرقا لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها.” من جانبه، أبرز المؤلف الرئيسي المشارك كريش نيرانثراكومار، أستاذ علوم البيانات الصحية والصحة العامة في معهد البحوث الصحية التطبيقية بجامعة برمنغهام، أن البيانات الجديدة تشير إلى أن “النساء ذوات الوزن الطبيعي المصابات بمتلازمة تكيس المبايض،  لديهم خطر متزايد للإصابة بداء السكري من النوع 2 ومقدمات السكري”.

وأفاد “هذا يوازي ما توصلنا إليه سابقا من زيادة خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، لدى النساء ذوات الوزن الطبيعي المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، مما يزيد من تحدي فكرة أن المضاعفات الأيضية المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض لا ترتبط بمرض السمنة. كما تشير هذه البيانات إلى أنه بغض النظر عن عامل السمنة، فإن أعراض متلاَزمة تكيس المبايض، بما في ذلك الأندروجينات الزائدة، تدعم مخاطر التمثيل الغذائي المتزايدة“.
 

المصدر: موقع اضاءات الاخباري