إضاءات/ مكافحة الإسلاموفوبيا و تقاعس المرجعيات الدينية
مقالات
إضاءات/ مكافحة الإسلاموفوبيا و تقاعس المرجعيات الدينية
23 تشرين الأول 2021 , 17:10 م
إضاءات/ مكافحة الإسلاموفوبيا و تقاعس المرجعيات الدينية

تحت عنوان "دور الإعلاميين في مكافحة الإسلاموفوبيا " اقام المؤتمر العالمي لمحبي آل البيت (ع) ندوة الكترونية تحدث فيها كل من الإعلامي حسين مرتضى والأستاذ ناصر قنديل رئيس تحرير صحيفة " البناء " اللبنانية والاستاذ حسين الديراني كاتب ومحلل سياسي .
حيث تناول الضيوف عن دور الإعلام المسموع والمقروء والإفتراضي في مكافحة الإسلاموفوبيا  -وقد إستوقفني العنوان لما له من الأهمية - وسننشر لاحقاً على موقع إضاءات الندوة كاملة حال توفر الفيديو الخاص بالندوة  .

 

وفي هذا السياق لابد ان نتحدث بوضوح وشفافية وقبل ان نطلب من الإعلام المساهمة في مكافحة هذا المفهوم - ولا  ننكر دور الاعلام  الهام والرئيسي في هذه المعركة-  لابد من الحديث عن دور المرجعيات الدينية في مكافحة الإسلاموفوبيا والذي لن يتم الا من خلال نقد بناء و مراجعة دقيقة للإخفاقات وصولاً لتوحيد الصف الإسلامي للخروج ببرنامج عملي يساهم في مكافحة هذا المفهوم ويقاوم كل من يرعاه ويستغله ،
وقد تطرق سماحة السيد حسن نصر الله في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية في طهران وركز على اخذ العبر والدروس وتوحيد الصف الإسلامي في وجه خطر يستهدف هكذا تقارب حيث قال :" ان ما تم تأسيسه قبل الربيع العربي والحوارات والجهود الفكرية واللقاءات والاطر استطاعت ان توجد قاعدة قوية ومتماسكة وخصوصا بين السنة والشيعة"  لكن :"المؤامرة ما زالت مستمرة والجهد الاميركي ايضا موجود وحاضر، نحن دائما في دائرة الاستهداف واخطر ما نستهدف فيه هو هذا التقارب والانسجام والتعاون وهذا يتطلب منا جميعا ان نجلس من جديد ونخطط على امل ان نصل للهدف المنشود يجب ان نؤسس على ما مضى ونستفيد من التجارب السابقة ونتخلى عن الأعمال التي لم يكن لها جدوى ونبتعد عنها ونحاول ان نبحث عن اطر وافكار جيدة وهذا يجب ان يتاح له الفرصة " .

 

الإسلاموفوبيا و "الإسلام المعتدل" بمقاييس أمريكية   :

لقد لعب الإعلام الغربي دوراً مهماً في نشر مفهوم الإسلاموفوبيا والذي لا يمكننا ان ننكر وجوده كمفهوم استغله سياسي الغرب  لتمرير أجنداتهم الخاصة ، فهنالك جهات حاولت أن تنمي هذا المفهوم و تبالغ في نشره وتستغله لفرض أجندات خاصة على  العالم الإسلامي عامة وعلى منطقة الشرق الأوسط خاصة .


ومع ان الصور الإعلامية السلبية للمسلمين تضاعفت  في الثمانينيات والتسعينيات من خلال عمل تقارير عن  الإسلام والمسلمين ؛ اعتمادا على فكرة صامويل هنتنجتون عام  1993 حول "صراع الحضارات" ،  وقد كانت وسائل الإعلام الأمريكية "على استعداد تام لتتبناها بعد سقوط الشيوعية في أواخر التسعينيات ، ولكن مما لاشك فيه أن ما بعد أحداث سبتمبر ضخت الماكنة الإعلامية الغربية كل قدراتها في تنمية هذا المفهوم ونشره كذريعة تُمهد  لحروب  بعنوان  (محاربة الإرهاب) كما حصل  في افغانستان والعراق وصولا لأجندة الشرق الأوسط الجديد وما تفرع من هذ الأجندة من هندسة وتخطيط لما  سُمي (بالربيع العربي) لتقسيم المنطقة لكنتونات تفصلها حدود جغرافية على اساس  مذهبي وطائفي تتوافق كماً وحجماً مع الكيان الإسرائيلي وترتبط معه ضمن اتفاقيات سلام بحيث تكون الزعامة للحليف الأقوى -الكيان المارق-  سواء اقتصادياً او تكنولوجياً أو علمياً .. . وطبعاً لا ننسى أن العدو المشترك لهذا وذاك جمهورية إيران الإسلامية  وكل من يقاوم المُخطط الصهيو /أمريكي  في المنطقة .

 

وكان لا بد للسياسة الأمريكية ان توجد مفهوم ما أسمته بالإسلام المعتدل كنقيض لعدو صنعته ( الارهاب الاسلامي )  ومحاولة لصنع قوى سياسية اكثر قبولاً جماهيريا لتسهل  عليها اعادة تشكيل الشرق الاوسط الجديد ،  هذا الإعتدال بالنسبة لواشنطن تمثل بتنظيم الإخوان المسلمين ، و بجماعات في الواقع هي تكفيرية دموية وبالتعريف الأمريكي هي معارضة وطنية ، وقد رأينا ذلك جلياً في تحالفات واشنطن مع تنظيم الإخوان المسلمين ودعمهم  للوصول الى الحكم  من خلال ما سُمي بثورات الربيع العربي سواء في مصر وتونس وليبيا وصولاً لسوريا و كذلك رأينا الجماعات المعارضة (الوطنية) وأداؤها الدموي  في سوريا  .

والمتابع لمراكز الدراسات الأمريكية يعي تماماً أن تقارير ودراسات غربية  كثيرة صدرت بهذا الشأن  و مثال على ذلك ما قامت به مؤسسة  راند( Corporation RAND) ، وهي أكبر مركز فكري في العالم، و كأحد أهم المؤسسات الفكرية الأمريكية المؤثرة على صناعة القرار في الإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والتي اصدرت تقريراً في نهاية شهر مارس من عام 2007م  بعنوان ( بناء شبكات مسلمة معتدلة) " Muslim Moderate Building Networks"  وهو تقرير متمم لسلسلة التقارير التي بدأ هذا المركز  في إصدارها لتحديد الأطر الفكرية للمواجهة مع العالم الإسلامي في الفترة التي أعقبت أحداث سبتمبر . وقد أكد التقرير على الحاجة لأن يكون مفهوم الاعتدال ومواصفاته مفاهيم أمريكية غربية، وليست مفاهيم إسلامية . وبالتالي كان  المخطط الأمريكي و الطرح البديل ( للمشهد الإرهابي الإسلامي الذي صنعوه  ) هو ايجاد مفهوم الإسلام المُعتدل لكن ضمن شروط أمريكية تفرضها على العالم الإسلامي بحيث  تحفظ مصالحها في الشرق الأوسط  أولاً وأمن الكيان الإسرائيلي ثانيا .

و قد جاء ذلك واضحاً  في كتاب (الزمن الأمريكي من نيويورك إلى كابول ) لمحمد  حسنين هيكل - بين خريف ٢٠٠١ الى شتاء،٢٠٠٢ - حيث تطرق في كتابه  لتقرير امريكي بعنوان
"الملاحة في بحور مضطربة " والذي ورد فيه :"  ان من بين التوصيات للادارة الأمريكية بذلك الوقت :  " عليك ان تؤكد طول الوقت اهمية تحالفنا الاستراتيجي غير المكتوب مع اسرائيل ؛  وحتى يفهم الجميع بغير التباس القوة الامريكية غالبة وان اسرائيل شريك استراتيجي لنا .

 

المرجعيات الدينية والربيع العربي  :

اذا ما أردنا أن نبدأ بمرحلة إصلاح للبيت الاسلامي فلا بد لنا بداية ان نقوم بمراجعة دقيقية لأحداث الماضي لاخذ الدروس والعبر ومن ثم ننتقل للخطوة الثانية وهي  الخروج ببرنامج عمل بأرضية ثابتة لعلاج نتائج هذه الإخفاقات المُدمرة ، وتوحيد الصف الإسلامي بمشاركة جميع المذاهب وخصوصا السنة والشعية .

اليوم وأكثر من اي وقتٍ مضى نحن مطالبون بتقييم يكون  بمثابة تشريح لمرحلة تاريخية دموية حصدت الكثير من الأرواح (الربيع الدموي) ومراجعة ذاتية لأداء  المرجعيات الإسلامية التي ساهمت من حيث تعلم و لا تعلم في المساهمة بنشر هكذا مفهوم حينما تقاعست عن أداء واجبها  الديني بحزم ووضوح إتجاه  هذه الجماعات التكفيرية والتي من خلال فتنة مذهبية وطائفية مارست كل صور الدموية .


فما يُسمى (بالربيع العربي) ومن خلال  الجماعات التكفيرية والتي بحجة  الإسلام قامت  بتكفير  كل من يخالفها مذهبياً وطائفياً وفكرياً ، ومارست   تقطيع الرؤوس وشق الصدور والتنكيل بالجثث واغتصاب النساء بل والخروج بمفهوم جهاد النكاح لاستخدامه غطاء لتفريغ كبت جنسي عند هذه الجماعات .... !


وساعدهم على ذلك فتاوي بعض المشايخ والذي تزامن مع دعم اعلامي غربي وعربي وبتمويل خليجي  ؛  وفر لهم فضاء كامل لنشر تكفيرهم وفكرهم .
وفي الوقت الذي كان فيه رجال الدين والمرجعيات الدينية مطلوب منهم  ان يستنكروا  هذه الممارسات ،وان يعلنوا موقف حازم  ، وكنا ننتظر منهم إصدار فتاوي حازمة ضد  جماعات لا تنتمي للاسلام بقدر ما أنها تنفذ اجندات موكليها وبتمويل عربي للأسف- وهنا نحن نتحدث عن قضية حياة او موت وقضايا انسانية -  كان مشايخنا الكرام يعتبرون فتاوي (نتف الحاجب وإرضاع الكبير وكل ما يخص الجماع) قضايا  تمسنا أكثر من سياسة القتل الدموي التي حصدت الكثير من الأرواح ، ودمرت الحجر والبشر خدمة لمشروع  مشغلها وسيدها الصهيوأمريكي .

 

ولأكن أكثر صراحة وأكثر تحديداً ، في الحالة السنية إعتدنا على  مرجعتين لا ثالث لهما : مرجعية مشايخ السعودية ،ومرجعية الأزهر الشريف ، فالأولى كانت عبارة عن  مجموعة عبيد في قصر السلطان - مواقفها الدينية بخلفية وهابية ومرجعيتها كتب ابن تيمية-  لا تتجاوز اوامر القصر وسياسته ، والذي ما إن تبدلت اوراق اللعبة السياسية حتى إنقلب عليهم السلطان  لاحقاً ، والثانية كانت تميل حيث يميل الهوى و تماطل في تحديد موقفها من قضايا الأمة والمسلمين ولقد تجلى ذلك بوضوح في إعلان موقفها من تنظيم داعش  والجماعات التكفيرية وتنظيم الإخوان رغم دموية التنظيمين في سوريا وفي مصر على سبيل الذكر لا الحصر .


ومثال على ذلك وفي ٢٠١٤جاء في بيان للأزهر الشريف يوم 11 ديسمبر رفض للتكفير حيث صرح في بيان : "تناقلت بعض وسائل الإعلام الإلكترونية عبارات مقتطعة للشيخ إبراهيم صالح الحسيني مفتي نيجيريا من كلمته التي ألقاها بمؤتمر الأزهر الشريف لمواجهة العنف والتطرف، ناسبة إليه أنه أفتى بتكفير تنظيم "داعش"، وإن هذا غير صحيح" وأشار البيان أنه "لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ووقعنا في فتنة التكفير، وهو ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل أن يقبله بحال" ...!
و في  ٢٠١٧ رفض الأزهر  تكفير داعش رغم المطالبات الكثيرة  وخصوصا بعد الهجوم على مسجد الروضة في شمال سيناء والذي أسفر عن سقوط  310  وإصابة 128 آخرين، حيث  تجددت  الانتقادات للأزهر مرة أخرى ومطالبته بتكفير تنظيم الدولة. لكن شيخ الأزهر لجأ هذه المرة إلى طريقة مختلفة حيث ألقى الكرة في ملعب القضاء، وأكد أن السلطة القضائية في مصر هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن إصدار أحكام بالكفر على أي شخص بالكفر.
وفي مقطع فيديو نشرته الصفحة الرسمية للأزهر على "فيسبوك" قال الطيب:" إن قضية تكفير الآخرين قضية مغلقة أمام أي فرد أو جماعة، وهذه القضية يتولاها أهل الخبرة فقط والمتمثلون في القضاء، مضيفا أن الكفر يترتب عليه أحكام أقلها لو ثبت أن شخصا ما كافر فإنه لا يغسل ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يرث ولا يورث"....!

ولا ننسى ذات المرجعيات وصمتها القاتل عندما خرجت من منابر المساجد دعوات مُتطرفة تدعو  لقتل الاخ لأخيه  ، وتكفير المذاهب والطوائف  تحت عنوان ( الجهاد في سوريا وفي مصر ..الخ) .

وبناءاً على هذه الدعوات  إلتقط الشاب المسلم رسالة تعبوية تشجعه  على الإلتحاق بالمجموعات التكفيرية و إعتبر أنه من خلال قتاله سينضم لقافلة الشهداء والفوز بالحور العين وبواقع الأمر لم يكونوا إلا أحجار شطرنج لحرب بالوكالة نعلم من يحركها ومن اسسها ومن مولها ، ولكن طالما كان المُحرض رجل دين  يتمتع بمركز ديني ومن مكان مقدس هو بيت الله (المسجد)  و بغطاء من  مرجعيات دينية كان صمتها عن كل ما يجري   بمثابة  القبول و الرضى ، فكان  ذلك كفيلاً لإعطاء الضوء الأخضر للقتل .

ومن السخرية أن ذات المشايخ تغاضوا عن إعلان الجهاد الحقيقي و الأسمى في فلسطين ؛  القضية الأقدس و التي هي قضية أمة وقضية المسلمين  وعدوها واضح الملامح  ....!

وإذا إرتضينا أن نتسمى بجماعة السنة ،فلنكن على قدر من المسؤولية في إنتماؤنا لسنة نبينا محمد (ص) في إنسانيته ورحمته ووسطيته في قبول كل ما هو  مختلف مذهبياً او طائفياً..الخ  ، ومقولته الشهيرة "إن بأرض الحبشة ملكاً لا يُظلم عنده أحد ، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً" مثال واضح وصريح ، و الأمثلة كثيرة في هذا المجال.

وفي النهاية الحديث يطول عن  الدور الدموي للجماعات التكفيرية ودعمهم من أغلبية مشايخ( السنة) للأسف  ...!

 

المطلوب من المرجعيات الدينية ورجال الدين : 

اولا
الآن تحديدا  يجب على  هذه المرجعيات أن تقوم بمراجعة ومحاسبة  ذاتية اذا ما ارادت أن تنقذ ما تبقى من صورة الإسلام الحقيقي وجوهره المعتدل والوسطي ، واذا كان كل من  موضوع  مكافحة الإسلاموفوبيا ووسطية الدين وتسامحه وتوحيد  الصف الأسلامي ونبذ الطائفية و المذهبية على جدول أعمالها يجب عليها القيام بمراجعة تكون مسؤولة وشفافة وواضحة وان تعترف أنها أخفقت حينما وافقت على  (تزاوج ديني سياسي)  مع اصحاب القرار وأسياد القصر ، وإختاروا  ان يتقمصوا دور العبد ، وبالمقابل الضحية كان الإسلام وصورته العالمية وشباب المسلمين الذين كانوا وقود هذه الحرب بسبب  الإخفاق الديني التاريخي وما نتج عنه من فتنة دموية ، يوم أخفقت في تعاطيها  مع قضايا الأمة المصيرية بضعف وجُبن ، وتقاعست في إعلان موقف صريح وواضح ينتمي لوسطية الاسلام واعتداله وجوهره الحقيقي.

 

ثانيا
لأن قوتنا في وحدتنا ، ومقتلنا في تفرقتنا ؛  الآن تحديداً يجب على هذه المراجع ان تستخلص العبر من ضعف أداؤها في تلك المرحلة ، ويجب عليها ان تعيد النظر في التقارب المذهبي والإنفتاح الإسلامي- الإسلامي ،  وتكثيف الجهود لوحدة إسلامية والتركيز على ما نتقاطع فيه ونتفق عليه من امور أساسية مع المذاهب الاخرى وترك  الإختلافات الفرعية جانباً ،
ويجب أن تسارع للغة الحوار ،  وان تعترف انه كان يجب ان تتصدى لكل الذين ساهموا وشاركوا ونشروا الفتنة المذهبية  واطلقوا فتاوي تستبيح قتل أصحاب المذاهب الأخرى والطوائف على إعتبار أنهم الأعداء والكفار  ، بل وكان واجباً عليها   أن تعيد البوصلة لمكانها الصحيح وباتجاه عدو الإسلام الحقيقي  ( الصهيونية وما يدور في فلكها من حليف وداعم ومُهرول ) من شرد وقتل وسلب ونهب ؛ كان يجب ان يكون موقفهم موقف ديني وسطي  بعيداً عن السياسة او مجاملة الحاكم ، كان يجب عليها -طالما رضيت بالتزاوج الديني السياسي - ان تكون قاريء ذكي للسياسة ودهاليز السياسة والأطماع المُحيطة فينا كمسلمين وإلا فلتترك ما لا علم لها فيه....
فلأسف  في تلك الفترة لم تفلح لا دينياً ولا سياسياً ..

يجب على هذه المرجعيات أن تتخذ خطوات واقعية وحقيقية تصب  أكثر من مجرد عقد ندوات ومؤتمرات ونظريات ؛فلنتعلم من الماضي أن مجرد التنظير الديني ان صح التعبير بما يخص الوحدة الإسلامية إذا لم يُطبق من خلال الواقع بتطبيق عملي حقيقي وصادق  فان تلك النظريات في اول محك يصنعه العدو ستنهار ، وانعكاسات الربيع الدموي وما احدثت من احتقان مذهبي وطائفي وصل لحدود القتل والتكفير والتخوين   كانت اكبر مثال على ذلك !

كما وعليها ايضاً أن تخاطب عقول الشباب بكل الوسائل وخلق بيئة وأسس  لخطاب عقلاني عن وحدة الصف الإسلامي و مقاومة من يتربص بهذه الوحدة من خلال نشر التفرقة والعداوة والإلغاء ، وتكفير كل من هو مختلف فكرياً ومذهبياً  وطائفياً .

 

سيناريو الجماعات التكفيرية ( الجهادية) واعادة تدويره :

لا بد من الإشارة أن الغرب عامة والسياسة الصهيوأمريكية خاصة  لن يستسلموا من  إعادة المحاولة في تدوير سياسة (فرق تسد)  مرة أخرى من خلال إستغلال الدين تحت مسمى جديد وجماعات باسماء جديدة وبظروف جديدة ولكن الهدف والنتيجة هي ذاتها - مصالح إستعمارية وأمن إسرائيل - خصوصاً وانه  منذ بداية الربيع العربي الدموي ، هنالك جيل من الفئة العمرية (ما بين ١٠سنوات _ ١٥ سنة)، هذه الفئة العمرية هي التي عاصرت فترة ١٠ سنوات من ما يسمى  الربيع العربي  بدمويته  وبمذهبيته وبافكاره الدموية من صور القتل ، ومن الضخ الإعلامي المذهبي والمُسيس تزامناً مع فتاوي مشايخ القصر التي ساهمت وشجعت على تكفير الطوائف والمذاهب ، كل هذه العوامل  شكلت بيئة خصبة ومؤثرة  لهذه  المرحلة العمرية التي يبدأ فيها الفرد في تكوين قناعته وفكره وشخصيته  ...الخ
وبالتالي فنحن امام قنبلة موقوتة إن صح التعبير ، و إحتقان مذهبي وفكري  سيكون  بمثابة تربة خصبة للعدو لإعادة تدويره مرة أخرى  كجماعات إرهابية جديدة وبمسميات جديدة وبظروف مناسبة ، وستُؤمن وجودهم حسبما تقضي الحاجة لهم ، وبالتالي اذا لم نعالج هذه النقطة فان اي حديث عن حروب مذهبية وطائفية وصولاً لمفهوم الإسلاموفوبيا ومكافحته لن ينجح و لن  يمنع من تكرار  السيناريو الدموي مرة أخرى ،وهذا ما يجب التنبه له سواء من المرجعيات الدينية أومن الاعلام المسؤول والمقاوم  بكل انواعه.

في النهاية لا ننكر او نحيد دور الاعلام الشريف والمقاوم  ودور نشطاء  السوشال ميديا في التصدي لكل انواع التشويه سواء إسلامياً او سياسياً خلال سنين الدموية التي حلت على المنطقة العربية خاصة والإسلامية عامة؛ فلقد كانوا بمثابة جيوش تقاوم بالحرف والكلمة والقلم لخلق حالة وعي في العقلية العربية وكان رواد السوشال ميديا بمثابة جيوش إلكترونية بالرغم من من كمية تضييق الخناق عليهم الكترونياً ولا أبالغ إذ قلت أنهم غطوا بمقاومتهم فراغ احدثه رجال الدين -التابعين للسلطة يوم جاملوا على حساب الدين وعلى حساب قول كلمة الحق - و بكل قوة وصلابة عملوا على اعادة ضبط  البوصلة اتجاه عدو كل المذاهب والطوائف  ....


وللحديث بقية ....

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري