كتبت د. رولا جميل حطيط: أعدّوا العدّة.. إنّ فلسطين أقرب!
فلسطين
كتبت د. رولا جميل حطيط: أعدّوا العدّة.. إنّ فلسطين أقرب!
د. رولا حطيط
26 تشرين الأول 2021 , 06:45 ص
كتبت د, رولا جميل حطيط   رئيسة المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة.   لطالما كانت الرواية الفلسطينيّة رواية صادقة وثاقبة، تُحرّك الوجدان والخيال، كما تُحرّك الألباب؛ لأنّ من يرويها شعب تعرّ

كتبت د, رولا جميل حطيط 

 رئيسة المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة.

 

لطالما كانت الرواية الفلسطينيّة رواية صادقة وثاقبة، تُحرّك الوجدان والخيال، كما تُحرّك الألباب؛ لأنّ من يرويها شعب تعرّض للقتل المجانيّ، والتّهجير التعسفيّ، والإبعاد القسريّ، فأهدرت حقوقه، وزهقت أرواح أبنائه، وهدّمت منازلهم، بيد أنّه خلق من قلب المعاناة والألم، الأمل، فاشتد تشبّثًا وصلابةً وكفاحًا، وقدّم نموذجًا لأحرار العالم، بالصّمود والتّمسك بروايته التي كتبها بدماء شهدائه من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وصاغها بمعاناة الأسرى، وآلام الجرحى، ودموع الأمهات، وذكريات الشتات، فأصبح للحريّة عنوانًا....فما الذي كان سيحدث لو أنّ هذا الشعب فقد إيمانه بحقّه المشروع؟

لقد أيقظ هذا الشعب الحماسة عند الحكّام العرب في نكبة 48، وساعد الكثير على العثور، من خلال قضيّته، على منابع الإلهام، والزمن الذي لا يتوقّف، وإنّما في ظلّ انتهاك حقوقه التي تتتابع باطّراد دون توقف نسأل اليوم المعنيّين من الحكّام العرب: أين هم من هذه القضيّة؟ أين هم من ملفّ الأسرى ومعاناتهم في السجون الصهيونيّة؟ أين هم من العنف الذي يمارسه الاحتلال على الأطفال والنساء وسلبه حقوقهم وممتلكاتهم؟

أين هم الغاضبون من دعوات الجلوس مع العدوّ المحتلّ؟ لقد كان الاتهام بالخيانة العظمى نصيب كلّ من يشكّك في نيّاته لتحرير فلسطين، فهل كان حملة طبول الحرب غير جادّين في الاستعداد لها؟؟ لقد كانت المجاهرة في معالجة قضيّة فلسطين أساسيّة، واعتبار إسرائيل دولة مزعومة، وعصابة صهيونيّة غير قابلة للبقاء أمرًا بديهيًّا، فما الذي حصل؟

أين شعراء العرب وكُتَّاب العرب والمؤلفين والنخب من العرب الذين وجدوا في قضيّة فلسطين مصدرًا خصبًا للكتابة والتأليف وقول الأشعار....!

اليوم، وبعد مشاهدة خذلان بعض حكّام العرب ،علينا التّوجه إلى شعوب الأمّة وأحزابها الثوريّة المقاومة، الذين حملوا لواء المجد بتبنيهم هذه القضيّةَ، ودعوتهم إلى التّحرك، والعمل على وحدة الصف، وتوجيه البوصلة نحو فلسطين، ودعم هذه القضيّة الإنسانيّة، حفاظًا على مستقبل الأمّة ووجودها المهدّد، فالجميع يتحمّل مسؤوليّة تضعه أمام واجب النضال بكافة أشكاله، والإعلان عن عداوته ورفضه وجود هذا الكيان، ثمّ العمل على تحقيق ذلك، بدلًا من الزّحف على البطون مطبّعين ومهطعين، للارتماء في أحضان الاحتلال حفاةً عراةً، باسم الإبراهيميّة.

فأعزُّ ما تملكه الأممُ وتحوزُه الدولُ، وكذا الشعوبُ، كرامتُها وعزتُها، وقوّتُها وسلاحُها، وإرادتُها واستقلالهُا، وحريّتُها وسيادتها، فإن ملكت ذلك بإرادتها وعزم أبنائها، وحكمة حكّامها، وإخلاص قيادتها، تعيش كريمةً مصانةً ، لا يعتدى عليها، ولا يُستعبدُ سكّانها، ولا تسرق خيراتها. وعماد ذلك كلّه القوة التي تتشكّل من خلال الإعداد، والتجهيز، والإرادة الحرّة، والقرار المستقلّ، والتخطيط المحكم، والعمل الجاد، فمن دون القوّة لا نصل إلى الغاية، ولا يصان الوطن، ولا تُحفظ الكرامة، والاحتلال القائم على العنصريّة يمارس الكراهيّة والقتل والإبادة المنظمة للشعب الفلسطينيّ، فهو يعلم أنّه لن يستطيع مواجهة أصحاب الحقّ إذا أعدّوا العدة، واستعدوا للقتال، والشعب الفلسطينيّ هو صاحب الحقّ، لذا يحاول تجريده من كلّ أسباب القوة، مستخدمًا كافة أشكال العنف والإجرام.

فألف تحيّة لهذا الشعب الذي تمسّك بأرضه وقلبه ينزف دمًا امتزج بتراب الوطن، للشعب الذي تحمّل ظلم الغاصب وبطشه وتوحّشه في هذا الزمن، وما زال يتحمّل.

ألف تحيّة لذلك الشاب الذي زُفّ شهيدًا عريسًا إلى الجنّة، لتلك الأمّ الصابرة وللعَبرة حابسة... !

فلسطين....التي لم تشهد الخير منذ قدوم كيان الاحتلال الغاصب إليها، احتضنت سكّانها وهي تنزف ألمًا.....

فالشّعوب الحرّة الشّريفة وحدها فقط من تثبّت هويّة هذه الأرض للفلسطينيّين وتؤكّدها، وترفض ظلم هذا الكيان الغاصب وتدنيسه هذه الأرض الطّاهرة قولاً وفعلاً، في ظلّ الطّعن الحاصل في خاصرة القضيّة الفلسطينيّة من قبل بعض الحكّام العرب عن طريق تثبيت هذا الكيان والاعتراف به، إنّه زمن الذلّ لكم أيّها العربان...! لأنّه سوف يأتي اليوم الذي يزول فيه هذا العدوّ الغاصب بعزم وصلابة، ومقاومة وقوّة، وصبر الشعب الفلسطينيّ، وقوّة المقاومة، مع دعم كلّ الشرفاء في هذا العالم.... بالموقف والكلمة والصوت والصورة إلى جانب الميدان العسكريّ!!!

#فجر_الحرية_بات_أقرب

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري