كتب محمد علي غشام: الشهداء..
أخبار وتقارير
كتب محمد علي غشام: الشهداء..
13 تشرين الثاني 2021 , 21:12 م
كتب محمد علي غشام: الشهداء  الشهداء    من دمهم يبتدىء الصباح،فهم البدايات ،وهم مواكب النجوم المسافرة إلى شمس الشهادة، وإلى غدنا الضاحي.  بهم تتلألأ بركات الوعد، ويسطع أذان الفجر  يمحو عربدة الكفر

كتب محمد علي غشام: الشهداء 

الشهداء 
  من دمهم يبتدىء الصباح،فهم البدايات ،وهم مواكب النجوم المسافرة إلى شمس الشهادة، وإلى غدنا الضاحي.
 بهم تتلألأ بركات الوعد، ويسطع أذان الفجر  يمحو عربدة الكفر ..
 نديا ، زكيا، يتسلسل دمهم المبارك في آفاق أيامنا، فيرفعنا الضياء .
 وفي قرانا المشرعة على النار، يعلون لنا شرفات النور، مع كل صباح يرسلون صبحا متفرِّدا ، يلونون الزمن بنشوة البطولة والِانتصار .

 مع زارعي التبغ المنطلقين إلى خبزهم المر، ومع الرعاة في حقول الاخطار، مع القرويات قاطفات البقول والصعتر، ومع الاطفال  الراتعين في ملاعب الجنوب، وفي أعينهم كل ما يطير هو كالفراشات..
 مع الزارعين والحاصدين والمنشدين الهازئين بالغزاة ..تطوف وترفرف أرواحهم الحارسة، ترتسم معانيهم الوضاءة كالدروب، كالأعياد كالفرح العظيم، كنشوة  الحياة في شروق المقاومة،
هناك،حيث تتعاهد الأرض والإنسان، يطلع الأمل  مخضوضراً من بين القبور .. إنّه لا يعبأ بالموت ولابالهدم. لا بالصواعق ولا بالزلازل ..الأمل الباني مشيئة الله فينا .
 بامتدادالمدى، بانتصاب التلال والروابي والجبال، بسموِّ الآفاق  ينهض الأمل مغرداً في مهرجان الصباح،بجود الينابيع  وديمومة الديم وأريحية الانهار،لا يني عطاؤهم متدفقاً رجاءً متسلسلا في ولادة الفجر، ولِانبعاث العزة المؤمنة، لانعتاق المستضعفين من سطوة الخوف والعدوان ..
  وكأنما في جدار هذا الليل الطويل .. تتهاوى ظلمات بمطارق الضياء . يتعالى هنا عرش الإباء، عرش عزائم حرة تستلهم الطف وثورة الحسين، 
 فكم هو جليل فرح العزة المؤمنة!وكم هي غامرة  غبطة الحرية! وكم هي جميلة مشاعر السلام! ..لكن لا ننسى.
 
 لا ننساهم في شرفات السماء، هناك وهنا أحياء عند ربهم يرزقون .
 لِنذكرَ آلاءهم، وهم من آلاء الله مع كل شروق، لأنهم شمسنا .
 لنذكر الأشلاء الطاهرة، فهي كأوتاد الأرض..كالجبال الراسيات..  وكالقمم المطهّرة  من دنس راحل.

 لنذكرهم.
 
  لنذكر سيرهم  ..كلماتهم .. معانيهم من القديم القديم الى البقية المعتصمة بالعهود.

  فهم أنهارنا، وهم كوثر سلامنا المترقرق في ثغور الأرض وحدود الوطن.
  هم كل عناصر البقاء، وإن رحلوا  فلكي يُرسلوا لنا الصباح.

 هم الماء والتراب والنار والرياح..

وليذكر كل مؤمن على هذه الارض ..كل إنسان، إنسان غير جحود ..أنّنا لم نكن، لم نبقَ، لولم يكونوا القربان، فطوبى لهم جنة الرضوان!

المصدر: مموقع إضاءات الإخباري