لن أنصـح الأكراد لأن الوقت قد فات ولأن الشوفينيين العملاء يتحكمون بمصيرهم
شدوا أزرهم بأعداء الوطن ، وأصبحوا بمرتبة عمـلاء وأعداء لقضيتهم ووطنهم
كانوا السبب في تدنيس الجيش العثماني ، ومرتزقته ، للوطن الذي حماهم وآواهم
غالباً ما يكون الخطأ قاتلاً ، وبخاصة عندما لا يتعظ الانسان من تجاربه ، وتتمكن الغوغاء من السيطرة على توجهاته ، حيث تلغى التمايزات بين العقول ، ويتحول المجتمع الى قطيع ، يسير بدون هدي إلى حتفه ، وهذا الخطأ القاتل بات متكرراً بالنسبة للأكراد وبدون عظة .
وعلى عقلاء الأكراد ـــ وعلى ما يبدوا بات تأثيرهم يوازي الصفر ـــ أن يدركوا أنهم في أسوأ مرحلة تاريخية مروا بها منذ عقود ، وأن حلمهم بالدولة الكردية الذي كان حلماً ، وتحالفوا من أجل تحقيقه مع أعداء أوطانهم ، باتوا الآن حتى ولا بالأحلام يمكن أن يروا حلمهم المقبور ، لأنهم باتوا أعداءً لشعوب المنطقة التي يساكنونها ، متهمون بالعمالة ، وبالخيانة العظمى ، ولأنهم كانوا دائماً أداة للتآمر عليها ، ومطية ليس بيد أمريكا فحسب بل حتى بيد اسرائيل .
هؤلاء الشوفينيين ، العملاء ، الأغبياء ، كانوا سبباً مباشراً لدخول الجيش العثماني ، ومرتزقته ، أرض سورية ، لأنهم حالوا ووصول الجيش العربي السوري إلى حدود الوطن لحمايتها ، فالجيش السوري الوحيد المخول والقادر على النهوض بهذه المهمة الوطنية ، ولو تواجد الجيش العربي السوري على حدود الوطن ، لما تمكن جندي تركي عثماني من تدنيس أرض الوطن ، لأنه حينها ستشتعل الحرب بين دولتين ، وهذا كان من المستحيلات أن يحدث ضمن هذه الظروف ، لأن الضرر سيكون عاماً ، وها هم الأكراد يقعون ثانية وفي نفس المحظور ، بالرغم من إدراكهم أن حماتهم قد تخلوا عنهم وباعوهم بثمن بخس .
نعم يهدف أردوغان قطع التواصل بين الأكراد السوريين ، والانفصاليين الأكراد الأتراك ، وللغرابة فإن المصلحة السورية تتلاقى في هذه الجزئية مع المصلحة التركية ، لأن الدعوات الانفصالية الكردية باتت ملعونة كما قلنا من الشعب العربي السوري ، ومن شعوب المنطقة .
من هذا المطلب التوافقي نقول ونجزم :
أن أردوغان لا يستطيع تحقيق الغاية التي يدعي تحقيقها ، على طول الحدود مع سورية والبالغة / 480 / كم ، لأن جنوده أو عملاءه من المرتزقة السوريين ، لا يستطيعون حمايتها ، لأنهم سيكونون أهدافاً مشروعة للجيش العربي السوري ، وللقبائل العربية ، و لأعدائهم الأكراد ، كما أن التغيير الديموغرافي من المستحيلات تحقيقه أيضاً ، لأن حماية أولئك السوريين العملاء الدائم من قبل تركيا ، سيشكل عبئاً على الجيش التركي ، بدلاً أن يكونوا عوناً له .
لذلك فإن منطق الأحداث يقودنا إلى الثقة ، بأن هذه الهمروجة التركية العسكرية ، ستبقى في الحدود الدنيا ، ولن يتوغل الجيش العثماني مسافات كبيرة ، لأنها ستدفع الأكراد العملاء دفعاً ، لأن يطالبوا بأن يأخذ الجيش العربي السوري مواقعه على الحدود لحمايتهم .
وهذا الحل سيكون مقبولاً من تركيا أيضاً ، لأن الجيش العربي السوري ، يحقق مصلحة الطرفين في أن ، ألا وهما :
ـــ حماية الأكراد من بطش الجيش التركي ومرتزقته .
ـــ كما يحول والنشاط الانفصالي الكردي على طرفي الحدود ، لأن في ذلك مصلحة سورية أيضاً .
أكاد أجزم أن هذه الحرب المعلنة من الجانب التركي ، على المكون الكردي السوري ، ستكون الدافع الذي سيعجل بدفع الأكراد المتغطرسين ، للحوار مع دمشق لحمايتهم .
فضلا عن أنها ستؤسس لحوار جاد مع الأتراك ، لحل القضايا الثلاثة المعلقة بين الطرفين ، لأن الحوار والتصالح ليس مصلحة سورية فحسب ، بل هي مصلحة تركية أيضاً ، تفوق المصلحة السورية ، وهي بالنتيجة ستكون غاية من غايات أردوغان ، التي يسعى لتحقيقها ، على أمل إعادة التوازن إلى سلطته التي باتت متقلقلة في الداخل التركي .