ساعات قليلة فصلت بين الزيارة غير المعلنة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لقاعدة قاعدة "عين الأسد" الأميركية شمال بغداد، وبين العدوان الذي شنته اليوم الطائرات الحربية الأميركية على مواقع عراقية تابعة للحشد الشعبي في منطقة الأنبار الحدودية، والتي تسببت باستشهاد وجرح العشرات.
التصعيد الأميركي الجديد، الذي يبدو أنه لن يمر مرور الكرام هذه المرة، قوبل بتنديد رسمي عراقي، وترحيب " إسرائيلي" متوقع، كشف في جانب منه حجم التورط الإسرائيلي في كل ما شهده العراق خلال الفترة الماضية.
وتعرضت مساء أمس مواقع عسكرية عراقية تتبع للحشد الشعبي، لاعتداءات جوية أميركية، حيث استهدف القصف الذي نفذّته طائرات مسيرة أميركية، اللواءين 45 و46 في الحشد الشعبي عند الحدود العراقية السورية، كما استهدف أيضاً أحد مواقع الإسناد العسكري التابعة لكتائب حزب الله العراق.
وتحدثت المعلومات عن استشهاد أبو علي الخزعلي آمر الفوج الأول في اللواء 45 من جراء العدوان الأميركي، في وقتٍ أعلنت فيه قيادة العمليات المشتركة في العراق، عن استشهاد 15 مقاتلاً أحدهم معاون آمر اللواء وإصابة 39 مقاتلاً، من منتسبي اللواء.
الرئيس العراقي برهم صالح أبلغ القائم بالأعمال الأميركي أن ما حصل "منافٍ للاتفاقات ومضر بالعراق وغير مقبول".
من جهته أكد الناطق باسم رئيس الوزراء عبد المهدي، رفضه لأي عمل منفرد من قوى التحالف الدولي داخل العراق، واعتبره انتهاكاً للسيادة العراقية، موجّهاً بعقد اجتماع طارىء للمجلس الوزاري للأمن الوطني، هدفه اتخاذ التدابير اللازمة لحماية العراقيين وحفظ أمن العراق وسيادته.
عبد المهدي أكد أن ما حصل من قصف لمواقع الحشد تصعيد خطير يهدد أمن العراق والمنطقة.
كتائب حزب الله في العراق من جهتها وفي أول رد فعل لها، اعتبرت في بيانٍ لها أن "غربان الشر الأميركية نفذت عدواناً مبيّتاً استهدف ابناءنا المدافعين عن الحدود الغربية.
ورأت أنه "بعد هذه الجريمة النكراء تدعو قيادة كتائب حزب الله القوات العسكرية والامنية والقواعد الشعبية والوطنية الاستعداد لصفحة جديدة من صفحات العزة والإباء لطرد العدو الأميركي الغاشم من أرضنا المقدسة".
القائد العسكري لكتائب حزب الله ابو احمد البصري قال "قواتنا جاهزة لدك قواعد الاحتلال الأمريكي، وسحق رؤوسهم العفنة،بانتظار الأوامر".
وأصدرت خلية الإعلام الأمني بياناً قالت فيه إنه "في تمام الساعة السابعة مساء اليوم الأحد تعرّض مقر اللواء 45 الحشد الشعبي في الموضع الدفاعي على الحدود العراقية - السورية ضد عصابات داعش الإرهابية في منطقتي غابة سلوم و الحرش غرب الأنبار إلى ثلاث ضربات جوية أميركية أدت إلى استشهاد أربعة مقاتلين احدهم معاون آمر اللواء وإصابة 30 مقاتلاً من منتسبي اللواء كإخبار أولي" .
عصائب أهل الحق في العراق اعتبرت أن "استمرار الانتهاك الأميركي للسيادة العراقية يتطلب الوقوف بشجاعةٍ وصلابة أمام هذه التصرفات المنفلتة، التي تؤكد بربرية الإدارة الأميركية وعنجهيتها واستخفافها في أمن الشعوب والسعي لزعزعة الإستقرار في البلدان الآمنة".
وأضاف البيان أن " هذه الإعتداءات هي استمرار للاعتداءات السابقة التي قام بها العدو الإسرائيلي لمقرات فصائل الحشد الشعبي وهي دليل على أن العدو جبهة واحدة لذلك ندعو القوى السياسية الوطنية إلى وحدة الصف أمام هذا العدوان الجبان وتجاوز الخلافات والعمل على تخطي العقبات والأزمات التي تفسح المجال لأميركا في التدخلات السافرة في العراق".
وأكد قائد عمليات قاطع الأنبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح أن الهدف من العدوان الأميركي هو خلط الأوراق وإضعاف قوة الحشد الشعبي، مشيراً إلى أن هناك إعادة انتشار لقوات الحشد الشعبي وإخلاء للجرحى جراء العدوان الأميركي.
بدوره اعتبر رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم أن تعرّض منشآت عسكرية عراقية لقصف أميركي انتهاك سافر للسيادة العراقية، في وقتٍ قال فيه أبو دعاء العيساوي معاون السيد مقتدى الصدر إن "الاستهداف السافر لإخواننا المقاومين هو تعدٍّ وقح على سيادة العراق".
جماعة علماء العراق أكدت أن "استهداف الحشد الشعبي تصرّف بربري يعكس نهج أميركا المتغطرس"، في وقتٍ طالب فيهالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الحكومة باتخاذ موقف واضح وحاسم امام هذه التجاوزات ومنع تكرارها تحت أي حجّة كانت.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية استهدافها مواقع لكتائب حزب الله العراق، وقالت إن ذلك جاء "رداً على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف الأميركي".
وأضافت في بيان لها، أن "القوات الأميركية شنت ضربات دفاعية دقيقة ضد 5 منشآت تابعة للكتائب في العراق وسوريا"، معتبرة أن هذه الهجمات "ستؤدي إلى إضعاف قدرة الكتائب على تنفيذ هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف".
الترحيب بالعدوان جاء من تل أبيب، حيث اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجمات الأميركية في العراق هي نقطة تحوّل في الواقع الإقليمي، وقال: "إذا أخطأ الإيرانيون في فهم قوة الولايات المتحدة فسوف يتلقون ضربات لا سابق لها"، مضيفاً إن هذا الاعتداء "نقطة تحول في الواقع الإقليمي مقابل تصرف إيران ومبعوثيها"، على حد تعبيره
إلى ذلك أكدت القناة 13 الإسرائيلية وجود رضا إسرائيلي كبير إزاء الخطوة الأميركية المتمثلة بقصف مقار الحشد الشعبي.



