الجيش الأمريكي سيوسع جهوده لمواجهة الصين من خلال تفعيل وحدةٌ خاصة متخصصة في منطقة المحيط الهادئ ، والتي ستكون قادرةً على جمع المعلومات الحساسة وعمليات الإختراق والهجمات الإلكترونية والصاروخية ضد بكين .
وستكون الوحدة، التي أعلن عنها وزير الجيش ريان مكارثي وقدم شرحاً عنها بالتفصيل في حدثٍ في واشنطن يوم الجمعة، مجهزةً أيضاً لضرب أهدافٍ برية وبحرية بأسلحةٍ دقيقة و طويلة المدى مثل الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما قد يمهد الطريق للسفن البحرية الحربية في حالة نشوب أي صراع مع الصين .
و قال مكارثي في مقابلةٍ معه أن قوة المهمة التابعة للجيش ستساعد في تحييد بعض القدرات التي تمتلكها الصين وروسيا، و تهدف إلى إبعاد مجموعات النقل البرية الأمريكية عن البر الرئيسي الآسيوي, وليس من الواضح بعد مدى سرعة نشر الوحدة، التي من المرجح أنها ستتمركز في جزر شرقي تايوان والفلبين .
وقال مكارثي أن هذه الخطوة تهدف إلى تحييد جميع الاستثمارات العسكرية و السيبرانية الأخيرة التي قامت بها الصين وروسيا و قال أن ذلك سيُعزز باتفاقية جديدة مع مكتب الاستطلاع الوطني لتطوير وإدارة أقمار التجسس الأمريكية .
وقال إنه بموجب هذا الاتفاق، ستكون الوحدات التكتيكية للجيش أكثر قدرةً على الاستفادة من المعلومات المستقاة من الأقمار الصناعية الموجودة في المدار الأرضي المنخفض الحالية والمستقبلية .
وقال مكارثي في حدثٍ بمعهد بروكينجز: " هناك معركةٌ مستمرة من أجل النفوذ في المنطقة، والتي يعد الوصول إليها وبسط النفوذ فيها أمراً بالغ الأهمية، فالشركاء مهمون " .
كما سيساعد وزير الدفاع مارك إسبير على تحقيق هدفٍ أمريكي طال إنتظاره، وهو نقل المزيد من القوات من أوروبا و الشرق الأوسط و أفريقيا إلى المحيط الهادئ، ووضع الولايات المتحدة بشكل أفضلٍ على حدود منافستها الحالية الصين، ومنافستها التاريخية روسيا . ولكن يبقى مدى تحديد التوترات الحالية مع إيران لهذه الخطة محددًا، لكن الجيش يمضي قدماً في خططه رغم كل شيء .
و بموجب رؤية مكارثي، فإن هذه الخطوة ستسمح للجيش بإنشاء نموذجٍ جديد في المحيط الهادئ، حيث ستثقب القوات البرية ثغرةً في دفاعات العدو للقوات الجوية و البحرية وقال أن الوحدة الأرضية الموجودة في سلاسل الجزر هذه يمكنها الآن أن تخلق الدعم الجوي والبحري.
كما وتدعو القيادة العسكرية الصينية إلى وضع استراتيجيةٍ لمنع الوصول، داعمة إياها بصواريخٍ بعيدة المدى مضادة للسفن وقدرات مراقبة فضائية، وتهدف إلى إبقاء مجموعاتٍ من حاملة الطائرات الأمريكية بعيدةً عن ما يُطلق عليه السلاسل الأولى والثانية من البر الرئيسي الصيني حيث تمتد سلسلة الجزر الأولى من جزر كوريل وصولًا إلى بورنيو ، بينما تمتد سلسلة الجزر الثانية عمومًا من شرق اليابان إلى غوام وصولاً إلى غينيا الجديدة .
و قال مكارثي أن هذه الوحدة ستضمن مشاركةً أكبر للجيش في المناورات الحربية الإقليمية مثل سلسلة Defender Pacific و نشر لواء دعم قوات الأمن العام المقبل لمناورة Indo-Pacific على غرار تلك التي تم إنشاؤها و نشرها في أفغانستان .
و الجدير بالذكر أن الجيش الأمريكي قد بدأ بتجربة هذه الوحدة في عام 2018 . وأجرى لواء المدفعية الميداني السابع عشر من قاعدة مشتركة لويس ماكورد في ولاية واشنطن تسع تدريباتٍ رئيسية، بالإضافة إلى المحاكاة والألعاب الحربية لتقييم عمل هذه الوحدة و قدراتها.



