ظهرت دمشق اليوم على غير عادتها، وأغلقت أسواقها العريقة أبوابها في وجه زوارها، وتمكن "كورونا" من إظهار وجه العاصمة السورية على غير ما اعتاده أهلها حتى في أعتى أيام الحرب، حين كانت تتساقط الصواريخ القادمة من مناطق سيطرة الإرهاب على شوارع العاصمة الأقدم بالتاريخ.
وحتى إشعار آخر وعقب القرارات الحكومية الأخيرة، أغلقت الأسواق والمحال، وبقيت متاجر الغذاء والصيدليات يتيمة بانتظار روادها، لتشهد شوارع دمشق حركة هي الأقل منذ سنوات طويلة جداً، وتبدو أسواق الحميدية والصالحية والحمراء والشعلان وباب توما والقصاع خالية تماماً من روادها، في مشهد محزن لم يألفه السوريون.
أفراد الشرطة السورية الذين انتشروا في الاسواق والحدائق لتنفيذ قرارات منع التجمعات، تواجدوا في جميع المحافظات السورية أيضاً، التي بدورها شهدت حركة خفيفة، في وقت يبدو أن القرار الحكومي الأخير بإيقاف النقل بين المحافظات السورية سيترك أثره أيضاً.
وحتى الآن لاتزال سورية بحسب البيانات الرسمية وبحسب تصريحات منظمة الصحة العالمية خالية من الفيروس المستجد، غير أن تدمير البنية التحتية خلال سنوات الحرب، والحصار المفروض على البلاد يجعل امكانية الحكومة السورية في مواجهة أي جائحة صعبة جداً.



