اعتبر الكاتب والباحث السياسي السوري محمد نادر العمري في تصريح خص به موقع "إضاءات"، أن إصرار النظام التركي على نقل المرتزقة السوريين إلى ليبيا والمشاركة في إذكاء نار المعركة الدائرة هناك، يعود لعدد من الأسباب والعوامل اهمها العامل الداخلي التركي الذي يصر من خلاله أردوغان على استثمار هؤلاء المرتزقة لتحسين تموضعه الداخلي من خلال تحقيق انجاز خارجي أو من خلال تصدير أزماته الداخلية إلى الخارج، ولا سيما مع اشتداد الصراع الحاصل داخل حزب العدالة والتنمية، وتراجع شعبيته وهذا الصراع الذي بدأ يظهر أو يطفو على السطح ما بين صهر أردوغان ووزير الداخلية في الآونة الأخيرة
النقطة الثانية بحسب العمري، هي إيجاد نقطة بديلة عن أو أرض بديلة لتلك التي كان يحتلها أردوغان في الشمال السوري، وبالتالي هو يريد توسيع نفوذه وتعويض خسائره التي تكبدها في سورية، إضافة إلى محاولته تحويل ليبيا إلى نقطة انطلاق لمشروعه تجاه مصر و الانتقام من النظام الحاكم في مصر والذي أسقط حكم الأخويان المسلمين خلال الانقلاب الأخير
ولفت العمري في تصريحه لـ"إضاءات"، إلى ان النقطة الرابعة أو الهدف الرابع لإرسال أردوغان مرتزقة إلى ليبيا هو هدف اقتصادي لأن أردوغان يسعى للسيطرة على الموارد النفطية في ليبيا، والسيطرة على آبار الغاز الموجودة في البحر المتوسط، دون أن ننسى ان الصراع القائم اليوم في ليبيا يشكل مورداً لتركيا، من خلال تصدير الأسلحة ونحن هنا نتحدث عن قيمة مابين 2 إلى 4 مليارات دولار قيمة الأسلحة التي يصدرها أردوغان سنوياً إلى شريكه في ليبيا حكومة فايز السراج.
العمري ربط أيضاً بين اصرار أردوغان على إذكاء الحرب الليبية، واشتداد الصراع الإيديولوجي في المنطقة بين تركيا من جانب والسعودية والإمارات من جانب آخر، وبالتالي يريد أردوغان تحقيق انتصار للتيار الإخواني في ليبيا على حساب التيار الآخر الذي تمثله الإمارات والسعودية.
ولفت العمري إلى ان محاولة ابتزاز أوروبا يعتبر أيضاً واحدة من أذرع أردوغان للابتزاز السياسي، وليبيا كما نعرف تشكل أحد مصادر تهديد الأمن القومي الأوروبي وهذا يمكن أن يساعد أردوغان في تحسين شروطه مع أوروبا والحصول على المزيد من الموارد الاقتصادية.
وبخصوص ارتفاع وتيرة تصعيد تنظيم "داعش" في المنطقة الشرقية السورية، رأى العمري أن الولايات المتحدة تقف خلف ذلك بشكل واضح، مستغلة انشغال الحكومة السورية والحكومة العراقية بمكافحة "كورونا"، وبالتالي فإن إخراج العشرات من "الدواعش" وعوائلهم من سجون ميليشيا "قسد"، هو لإعادة تنشيط هذا التنظيم واستغلال التوقيت السياسي والانساني لدول العالم بشكل عام وسوريا والعراق بشكل خاص، ودعم محاولات اعادة انتشار التنظيم الإرهابي وتنشيطه في المنطقة الشرقية السورية.
ونبه العمري إلى أن خط نشاط "داعش" يقع ضمن نطاق منطقة التنف التي تحتلها القوات الأميركية وبالتالي فإن الدعم الأميركي واضح وملموس في هذه المنطقة وبالتالي تسعى الولايات المتحدة من خلال تنظيم داعش وإعادة استقطاب ما يسمى بالمجاهدين لاستهداف قوات الجيش العربي السوري وحماية قواتها من خلال اشغال الجيش السوري في قتال داعش وبالتالي يخفف احتمال المواجهة والمقاومة التي قد تنشط في الشرق السوري من قبل المقاومة السورية، ما يفسح المزيد من المجال لابقاء القوات الاميركية ومواصلة سرقة النفط السوري .
العمري لفت إلى ان ما حصل في الآونة الأخيرة أعادت ترتيب أوراق ميليشيات قسد وبالتالي في حال اضطرت الولايات المتحدة للانسحاب في هذه المنطقة تبقى قسد أداة تنفيذية بيدها ويبقى احتمال بقاء داعش كبيراً لأن واشنطن لل تريد عودة الدولة السورية للسيطرة على تلك المنطقة الغنية بالنفط والثروات الزراعية، والإبقاء على الحصار الاقتصادي الخانق على سوريا حتى عام 2022 لإحداث خرق في الاستحقاق الدستوري القادم حيث ستجري الانتخابات الرئاسية، وإبقاء داعش نقطة ابتزاز واستنزاف على طول الحدود السورية العراقية ومنع حصول أي تواصل مابين محور المقاومة، والنقطة الثالثة هي ان الولايت المتحدة تستغل كل شيء لعرقلة المحاولات الروسية لاعادة تنشيط المسار السياسي.