كتب م.حيان نيوف..  التنافس التركي-الاماراتي : هل هو تنافس وظيفي أم حقيقي 
مقالات
كتب م.حيان نيوف..  التنافس التركي-الاماراتي : هل هو تنافس وظيفي أم حقيقي 
م. حيان نيوف
2 آب 2020 , 00:57 ص
 التنافس التركي-الاماراتي : هل هو تنافس وظيفي أم حقيقي ؟ ⁦▪️⁩ وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" : أبو ظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسورية وسنقوم بمحاسبتها في المكان والزمان المناسبين ، متهماً إياه

 التنافس التركي-الاماراتي : هل هو تنافس وظيفي أم حقيقي ؟

⁦▪️⁩ وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" : أبو ظبي ارتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسورية وسنقوم بمحاسبتها في المكان والزمان المناسبين ، متهماً إياها بدعم المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا قصد الإضرار بأنقرة ..

هذا التصريح الهجومي لتركيا على الامارات ليس الاول من نوعه ، فسبق لأردوغان أن اتهم الامارات في اكثر من مناسبة بأعمال عدائية ضد تركيا في شرق المتوسط وليبيا وغيرها ، وبالمقابل فالامارات تنهج النهج ذاته ضد تركيا منذ ثلاثة أعوام تقريبا ، والمتابع لوسائل الاعلام الاماراتية والتركية سيجد أنها لا تخلو يوميا من هجوم اعلامي متبادل بين الطرفين امتد الى المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

فهل هناك صراع حقيقي بين الامارات وتركيا ؟ وما هي اسبابه وساحاته وخلفياته ؟ ومن يقف خلفه ؟

التنافس (التركي- الاماراتي) هو وريث التنافس ( الوهابي-الاخواني) ..الدولتان تدوران في الفلك الاميركي وتقيمان علاقات مع اسرائيل ( سرا وعلانية ) وبمهمة واحدة ( ملئ الفراغ الناتج عن الانكفاء الاميركي في المنطقة) ويخطئ من يعتقد ان صداما حقيقيا سيحدث بينهما طالما أن ادارة اللعبة بيد الأميركي ..
تملك الامارات قواعد عسكرية في كل من ( اليمن وسقطرى و ارض الصومال ، ولها تواجد عسكري في ليبيا وارتريا )
وتملك تركيا قواعد عسكرية في ( ليبيا والصومال وقبرص وقطر ولها تواجد عسكري في سورية والعراق )
الغريب ان كل من الدولتين ( تركيا والامارات ) تستقبلان في اراضيهما قواعد وقوات عسكرية غربية ( اميركية وبريطانية ) لحمايتهما ، في الوقت التي تسعى هاتين الدولتين للتمدد واقامة القواعد العسكرية خارج اراضيهما ..!!!!
الحرب الاعلامية على اشدها بين الدولتين ، واتهامات وتنافس ظاهر للعلن بينهما في اكثر  من ساحة ( من ليبيا الى شرق المتوسط الى القرن الافريقي واليمن ومؤخرا في دول وسط افريقيا ..
لا مشكلة عند الاميركي في اظهار هذا التنافس والتمدد طالما انه يصب في مصلحته وطالما انه  أي الأميركي يمسك بخيوط اللعبة ويحقق مصالحه التي يمكن اختصارها بثلاثة بنود :
١- ملئ الفراغ في وجه محور المقاومة والناجم عن انكفاء الاميركي من المنطقة ..
٢- تأمين طوق حماية لإسرائيل من خلال تحويل الصراع الى وجهات اخرى ..
٣- احتواء اي محاولة لاعادة احياء فكرة العروبة وتحديدا في (مصر وسورية ) والعالم العربي عموما تحت المظلة الاماراتية ، واحياء الفكرة القومية التركية في وسط اسيا في وجه روسيا ..

مؤخرا سعت الامارات وبتشجيع أميركي ومباركة اسرائيلية لاظهار نفسها دولة علمية متقدمة من خلال المسبار الفضائي "امل" واليوم من خلال افتتاح موقع نووي ، وتعمل تركيا الشيء نفسه وتقدم نفسها دولة علمية من خلال صناعة الطائرات المسيرة والسيارة التركية وتجهيز محطة نووية ..وكل ذلك برغبة اميركية وصمت اسرائيلي ..
قد يقول البعض أن الامارات دولة عربية وتركيا دولة غير عربية وهي دولة عدوة للعرب وتحتل اراضي عربية ، نعم بلا شك هذه حقيقة ونتمنى لو كان المشروع الاماراتي هو مشروع عربي بحت  غير وظيفي كما هو المشروع التركي ، لكن لا يمكننا ان نتناسى ان ( الامارات وتركيا ) كانتا ضمن تحالف واحد بقيادة اميركا لإسقاط سورية ، وعند الفشل في ذلك بدأ بينهما الصراع والتنافس ، كما أنه لو كان الدور الاماراتي دور قومي عربي حقيقي غير وظيفي لصالح أميركا ، لكانت سارعت الى مواجهة تركيا في سورية قبل غيرها ، او لكانت قدمت ما تستطيع لسورية لهزيمة تركيا ومشروعها والتي تتنافس معها على مساحة الاقليم ، او سعت الى عودة سورية للجامعة العربية لتأمين تحالف عربي قوي في مواجهة العدو التركي ؟؟!!!

م.حيان نيوف

المصدر: موقع اضاءات الاخباري