من صحافة العدو الاسرائيلي ..
عين علی العدو
من صحافة العدو الاسرائيلي ..
24 كانون الأول 2021 , 18:41 م

ترجمة : غسان محمد:

صحيفة يديعوت أحرونوت:

تحليلات اسرائيلية: حكومة بينيت تدرك محدودية قدرتها للتأثير على الإدارة الأمريكية في الموضوع الايراني

أجمع محللون اسرائيليون على القول، إن القيادة الاسرائيلية باتت تدرك، على خلفية زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، لإسرائيل واستئناف مفاوضات فيينا حول اتفاق نووي جديد بين الدول العظمى وإيران، يوم الإثنين المقبل، أن قدرتها في التأثير على الإدارة الأمريكية في الموضوع الايراني، محدودو للغاية، وبالتالي فإنها لا تفكر بشن هجوم على ايران حتى في حال انهيار مفاوضات فيينا، وإنما مواصلة العمل وفق استراتيجية "حرب الظلال" ضد إيران.

وفي هذا الإطار، قال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناداف أيال، إن حكومة بينيت – لبيد تحاول إقناع واشنطن بأن المنطقة لا يجوز أن تتدهور إلى الحرب، حتى لو انهارت محادثات فيينا. وأضاف أن المنطق الذي يوجه الحكومة الإسرائيلية في هذا السياق، هو أن الأميركيين مقتنعون بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل ما، فإن الإسرائيليين سيشعرون أن بإمكانهم تصعيد ردود فعلهم تجاه النووي الإيراني، لدرجة شن هجوم محتمل والتدهور إلى حرب إقليمية.

وتابع المحلل، أن البعض في اسرائيل يقول إنه إذا كانت المعادلة بهذا الشكل، فإن الولايات المتحدة ستميل للتوصل إلى اتفاق، لأن الإمكانية الثانية صادمة بالنسبة لواشنطن. ولذلك يجب إقناع الإدارة الأمريكية أنه يمكن الامتناع عن التوقيع على اتفاق مع الإيرانيين، وأن الحكومة الإسرائيلية ستستمر بالتنسيق، بقدر الإمكان، مع واشنطن وستجد طرقا أخرى، ليست بالضرورة حربا إقليمية، من أجل الاستمرار في إحباط النووي الإيراني، شريطة ألا يتجه الإيرانيون بسرعة إلى صنع قنبلة نووية.

وأضاف المحلل أيال، أن الرسالة الإسرائيلية إلى سوليفان كانت بسيطة ومضمونها أنه إذا لم يجنّ الإيرانيون، فإن حرب الظلال الاسرائيلية ضد ايران، سوف تستمر، لأنه يجوز السماح لايران بامتلاك قدرة نووية عسكرية. مع ذلك، لن تسارع اسرائيل للقيام بعمليات عسكرية ضد طهران. وربما هذا ما يشير إليه موقف رئيس الحكومة نفتالي بينيت، الذي طلب من ضباط الجيش الاسرائيلي، عدم الإدلاء بتصريحات حول مهاجمة ايران، وذلك بعد تصريحات قائد سلاح الجو المرتقب، تومر بار، بأن إسرائيل جاهزة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية فورا.

صحيفة معاريف:

المؤسسة الأمنية الاسرائيلية تعمل على بناء خيارات بديلة ضد ايران

بدوره، قال المحلل العسكري في القناة 13 العبرية، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، إن الجيش الإسرائيلي، وسلاح الجو و"الموساد" يعملون على بناء خيارات بديلة للهجوم على البرنامج النووي، بينما ستواصل القيادة الإسرائيلية القول أمام العالم إنه يوجد خيار كهذا. لكن إخراج الأمور من سياقها وعرضها بطريقة تشير إلى أننا سنحلّق صباح غد لتنفيذ هجوم في إيران، هو صياغة محرري الأخبار فقط.

وأضاف بن دافيد، أن مسؤولين إسرائيليين طلبوا من قادة الدول العظمى الشريكة في الاتفاق النووي، ألاّ يناقشوا مع المندوبين الإيرانيين مستوى تخصيب اليورانيوم، وألا يقترحوا أي مقابل لقاء وقف التخصيب عند مستوى 60%. ورأى بن دافيد أن الدول الموقعة على الاتفاق مع ايران، ستكون ملزمة في حال رفع الايرانيون نسبة تحصيب اليورانيوم إلى 90% بإعادة العقوبات على إيران. والإيرانيون يدركون ذلك.

وتوقع بن دافيد أن يتم فرض قيود على اسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق في فيينا، وأن تطالبها الولايات المتحدة، بوقف العمليات ضد إيران وكذلك الاستعدادات لهجوم عسكري. وبالنسبة لاسرائيل فإنها لن تكون قادرة على رفض الطلب الأمريكي، بسبب اعتمادها على الولايات المتحدة لتسليحها بالصواريخ الاعتراضية لمنظوماتها الدفاعية.

وختم بن دافيد قائلا، إن الاتفاق المرحلي سيكون سيئا جدا بالنسبة لإسرائيل، لكنه يبقى أفضل من الوضع الحالي، الذي تتقدم فيه إيران نحو النووي، في حين تجد اسرائيل نفسها وحيدة وهي تحاول وقف ايران. لذلك، كل ما من شأنه إبعاد إيران عن القنبلة، ولو لفترة قصيرة، سيكون مرحبا به.

صحيفة هآرتس:

تراجع تأثير العقوبات على إيران

من جانبه، كتب المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن المسؤولين الاسرائيليين، لا يخفون دهشتهم من نجاح إيران في التمسك بموقفها الصلب في المفاوضات، لدرجة تعتقد فيها اسرائيل أن الايرانيين هم من يملي سير المفاوضات. وأضاف هرئيل، أن الإسرائيليين يعترفون بأن مستوى وحجم تأثير اسرائيل على مواقف الولايات المتحدة والدول العظمى في المفاوضات، محدود جدا. وأكثر من ذلك، تدرك اسرائيل أن أجندة إدارة بايدن، تغيّرت، ولم تعد تعمل لصالح إسرائيل، وذلك في ضوء القضايا الدولية الماثلة على أجندة بايدن، والتي أُضيفت إليها مؤخرا مسألة التوتر بين روسيا وأوكرانيا.

وشدد هرئيل على أن تصريحات كالتي أدلى بها قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجديد، تومر بار، حول هجوم في إيران لا تسهم بأي شيء في المجهود السياسي الإسرائيلي، ويعتبرها الايرانيون، ثقافة فارغة. وحتى رئيس الحكومة نفتالي بينيت، يعتبرها كذلك.

ترجمة: غسان محمد